الإعلام.. وتحديات التغيير والبناء!

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة

 

-كان الإعلام حاضرا وبقوة، في حديث السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي خلال لقائه الأول، برئيس ونواب وأعضاء حكومة التغيير والبناء، إيمانا من سماحته، بما يمثله الإعلام الوطني، كسلاح مهم لمواجهة الحرب الشاملة، التي تتعرض له البلد من قبل الأعداء، الذين يشنون عبر امبراطوريات إعلامية هائلة، حملات دعائية كبرى لا تتوقف أبدا منذ عقد من الزمن.
-وضع السيد القائد، الحلول الممكنة والمناسبة، لمواجهة العدو وأبواقه ووسائله الإعلامية، وما ترمي إليه من التشويه والتزييف للحقائق، وذلك عبر جبهة إعلامية وطنية قوية وقادرة على أداء مهامها كما يجب في المواجهة وفي أداء رسالة التصحيح والتوضيح وتفنيد الشائعات والأكاذيب.
– للإنصاف وأمانة القول، فإن الإعلام الوطني بمختلف أنواعه، المقروء والمسموع والمرئي، تمكّن طوال السنوات الماضية – من عمر هذا العدوان الكوني المتواصل على اليمن، وما زال إلى يومنا، رغم إمكانياته المادية المحدودة، مقارنة بإمكانيات العدو – أن يقارع ويتصدى ويفند كل الأكاذيب والشائعات وحملات الزيف والتضليل، ليس ذلك فحسب، وإنما استطاع أن يحقق تفوقا واضحا ومشهودا، في أحيان كثيرة، والسبب في ذلك – كما وضّح السيد القائد في حديث سابق في بدايات العدوان – أنه امتلك الحقيقة والحقيقة وحدها، وبها امتلك القوة والقول الفصل، وكان صاحب زمام المبادرة، في معظم مراحل هذه المعركة الشرسة.
-الإعلام الرسمي على وجه الخصوص، بشهادة الكثيرين، كان الأكثر تأثيرا في رسالته الوطنية، ولكنه تصدر قائمة المؤسسات الوطنية الأشد تضررا من آثار وتداعيات العدوان، فأصبح منتسبوه يستميتون في أداء واجباتهم دون وجود أي موازنات مالية، أو دعم حكومي تقريبا، وهنا أخص بالذكر صحيفة الثورة الصادرة عن مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر، أكبر مؤسسة إعلامية في البلد والتي قوبلت من قبل الحكومة السابقة بالكثير من الجحود والنكران، ولم توفر لها أبسط مقومات الدعم والمساندة، مثل الأوراق والأحبار ونفقات التشغيل الأساسية، بل ومارست بصورة أو بأخرى – ولأسباب شخصية وأخرى غير معلومة في أغلب الأحيان – أساليب طغى عليها طابع المكايدة والتطفيش والتهميش.
– لا نريد أن نقسو كثيرا على الحكومة السابقة، ونخوض طويلا في منغصات ما مضى، إذ أن الأمل والتفاؤل، بات في ذروته مع التشكيلة الحكومية الجديدة، برئاسة الأستاذ أحمد غالب الرهوي، وما حملته من أسماء وازنة، ومن ذات الاختصاص والكفاءة والمهنية العالية، على غرار الشاب المتوقد حماسا وطموحا /عبدالجبار أحمد وزير المالية، والأستاذ والإعلامي القدير الزميل/ هاشم شرف الدين وزير الإعلام، الذي عرفناه منذ أن كان طالبا في كلية الإعلام بجامعة صنعاء، في أواخر عقد التسعينيات، وكيف كان بمثابة المرجعية المهنية والإنسانية للجميع، حتى على مستوى حل الخلافات الطارئة، التي كانت تنشب بين طلبة الكلية.
-يأمل منتسبو صحيفة الثورة اليوم، من حكومة التغيير والبناء، أن يحل تغيير حقيقي وإيجابي ومؤثر، على وضع الصحيفة مهنيا ومعيشيا، وأن يعود ما أمكن، من الدعم والإسناد الحكومي، إلى سابق عهده، وأن تحظى بشيء من الامتيازات، التي كانت تمنح لها في عقود خلت، كالإعفاءات الضريبية على مطبوعاتها ومشترياتها ومستحقات منتسبيها، وإعطائها الأولوية في إنجاز الأعمال الطباعية للجهات الحكومية من أوراق وأدبيات، والتي كانت تتم، عبر تعميم حكومي مُلزم، وأولها بطبيعة الحال، أوراق ودفاتر وزارة المالية، التي سُحبت منها مؤخرا على خلفيات خلافات شخصية، ليس للمؤسسة فيها ناقة ولا جمل، وغير ذلك من توفير الورق الصحفي، والأحبار ومتطلبات الأداء، الذي بات يثقل كاهلها ويهدد بتوقفها، مع أنها لم تقصّر يوما، في تغطية فعاليات وأنشطة، مسؤولي الدولة والحكومة.
-الأمل لصحفيي “الثورة” ليس سوى مفردة صغيرة، من آمال عريضة تغازل نفوس وتطلعات ملايين اليمنيين، من حكومتهم الفتية، التي قال عنها قائدنا الحكيم، بأن الشعب ينتظر منها، أكثر من أي حكومة عرفتها الساحة الوطنية، وهي قادرة – بإذن الله وتعاون الجميع – على تحقيقها، رغم جسامة التحديات.

قد يعجبك ايضا