سيول الأمطار.. الفوائد والمخاطر والأضرار

عبدالفتاح علي البنوس

 

 

منّ الله على بلادنا بنعمة الأمطار التي تساقطت بكميات كبيرة على غالبية المحافظات، مما أدى إلى تعرض الكثير من المحافظات والمديريات لأضرار بالغة في الأنفس والمنازل والطرقات والمواشي والأراضي الزراعية، حيث تكبد المواطنون خسائر باهظة، وما تزال مؤشرات حالة الطقس تشير إلى احتمال استمرار هطول الأمطار خلال الأيام القادمة، وهو ما يعني احتمالات استمرار تدفق السيول، ووقوع المزيد من الأضرار في الأنفس والممتلكات العامة والخاصة، وهو ما يتطلب من السلطات الحكومية والمحلية إعلان حالة الطوارئ وتشكيل غرف عمليات وتوفير المعدات اللازمة لمواجهة تداعيات استمرار تساقط الأمطار وتدفق السيول على الأودية والقرى والعزل الواقعة على مصبات الجبال وعلى ضفاف الأودية والمناطق القريبة منها .
أضرار بالغة تعرض لها المواطنون في سهل تهامة بالحديدة، وفي مناطق متفرقة من الحالمة تعز، ومناطق في ذمار وحجة، وكل ذلك جراء غياب التخطيط الاستراتيجي والرؤية الثاقبة للحكومة والسلطات المحلية المتعاقبة في تلك المناطق تجاه التعامل مع سيول الأمطار، وعدم القيام بحلول ومعالجات جذرية من شأنها تجنيب الأراضي الزراعية والممتلكات العامة والخاصة من الجرف والخراب والدمار، هناك مناطق تقع على مصبات سيول الأمطار بالإمكان الاستفادة منها من خلال إنشاء سدود وحواجز مائية تستوعب كل تلكم السيول ليستفاد منها في تغذية الحوض المائي، واستخدامها في سقاية وري المزروعات، قد تكون ظروف وأوضاع البلاد المالية جراء العدوان والحصار غير مشجعة على ذلك، ولكن بالإمكان في حدود الإمكانيات المتاحة الإسهام في التخفيف من حدة الأضرار، وتنفيذ بعض السدود في تهامة وتعز وذمار وحجة وغيرها من المحافظات، وذلك ضمن المشاريع الممولة من إيرادات السلطات المحلية للمحافظات والمديريات، باعتبار ذلك من الأولويات التي تتطلبها المرحلة .
سايلة صنعاء ومعها مصاب الأودية والسوايل المنتشرة في كثير من المحافظات والمديريات تستوعب كميات هائلة جدا من سيول الأمطار، ومن غير المنطقي عدم الاستفادة منها لتذهب هدرا، ولا يجوز أن يتم التعامل معها بحالة من اللامبالاة التي تحول هذه النعمة إلى نقمة، تخلف الكثير من الخسائر والأضرار البشرية والمادية والتي تزيد الطين بلة، وتضاعف من معاناة المواطنين، نسمع عن الكثير من المبادرات المجتمعية في مجالات مختلفة والتي تشكل خطوة إيجابية من شأنها تحسين البنية التحتية والارتقاء بالخدمات العامة، ودعم وإسناد السلطات المحلية في هذه المرحلة الصعبة، وأتمنى أن تركز هذه المبادرات على مجال بناء السدود والحواجز والكرفانات التي تستوعب سيول الأمطار، ونتطلع أن يكون للجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري وصندوق دعم الإنتاج الزراعي والسمكي الدور الفعال في هذا الجانب، والأمر كذلك بالنسبة للمجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي فيما يتعلق بالتخاطب مع المنظمات من أجل تنفيذ مشاريع سدود وحواجز مائية بمواصفات هندسية عالية الدقة من شأنها استيعاب سيول الأمطار والاستفادة منها، وحماية الأراضي والمحاصيل الزراعية والممتلكات العامة والخاصة من أضرار السيول التي دائما ما تخلفها كل عام خلال موسم الأمطار .
بالمختصر المفيد، استمرار تساقط الأمطار وتدفق السيول على عدد من المحافظات يتطلب إعلان حالة الطوارئ والاستنفار على المستويين المركزي والمحلي، وعمل الحلول والمعالجات العاجلة للتخفيف من التداعيات التي قد تترتب عليها، فرق الدفاع المدني، وجمعية الهلال الأحمر اليمني، والجهات ذات العلاقة مطالبة بالنزول الميداني بالتنسيق مع السلطات المحلية في المحافظات والمديريات للوقوف على طبيعة الأوضاع والتعامل معها بمسؤولية لتفادي الأضرار والخسائر التي قد تحصل، المسؤولية جماعية والتحرك في هذا الاتجاه يصب في مصلحة الجميع .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا