المبتكر المهندس علي دهشوش: الكثير من المبتكرين كُسرت إرادتهم ووصلوا إلى مرحلة اليأس وحان الوقت للأخذ بأيدهم
ما بين الواقع والطموح مسافات طويلة تفصل الكثير من المبتكرين اليمنيين عن تحقيق أحلامهم وتحويل ابتكاراتهم إلى مشاريع حقيقة على أرض الواقع، نتيجة قلة الإمكانيات لديهم وعدم وجود مؤسسات تتبنى ابتكاراتهم وتحولها إلى منتجات تخدم هذا الوطن الذي هو في أمس الحاجة لهذه الابتكارات والاختراعات لإحداث ثورة صناعية لتغيير مستقبله وبما يحقق له الاكتفاء الذاتي في كافة المجالات .
الثورة / محمد الروحاني
لقد أثبتت مشاريع المبتكرين اليمنيين سواءً في الداخل أو الخارج ان اليمن لا ينقصها العقول ولا ينقصها المبتكرين والمخترعين، وإنما ينقصها وجود الهيئات والمؤسسات التي تقدم الدعم اللازم للمبدعين والمبتكرين لإخراج ابتكاراتهم إلى النور وتحويلها إلى مشاريع حقيقة ومنتجات متداولة في الأسواق اليمنية.
ووفق الكثير من المبتكرين فأن إنشاء الهيئة العليا للابتكار والعلوم رغم ما تقدمه من الدعم للمبتكرين لا يكفي، فمشاريع المبتكرين تحتاج إلى أكثر من جهة، كما وتحتاج إلى مشاركة فاعلة من القطاع الخاص والمستثمرين التي ستعود ابتكارات المبدعين عليهم بالنفع أولاً وعلى الوطن ثانيا بما يسهم من أحداث الثورة الصناعية التي تعتبر ركيزة من ركائز الرؤية الوطنية للدولة.
المخترع علي خالد دهشوش، أحد أبناء محافظة حجة حاصل على بكالوريوس في الكيمياء الصناعية من كلية العلوم التطبيقية – جامعة حجة، يعد أحد الكوادر اليمنية الشابة التي تسعى لتحقيق طموحها من خلال استغلال موهبته في الاختراعات ومشاركته الفاعلة في برامج التدريب والتأهيل لدى الهيئة العليا للعلوم والابتكار حيث تأهل في الموسم الرابع للمرحلة قبل الأخيرة بجهاز طبي متخصص وتم قبول أحد مشاريعه في الموسم السادس بمجفف شمسي يعمل بالطاقة الشمسية .
وعن دور الهيئة العليا للابتكار والعلوم يقول المخترع دهشوش : ان الهيئة العليا للابتكار قدمت الكثير وأتاحت للعديد من المبتكرين الترويج لمشاريعهم وقدمت الدعم الذي أسهم في تطوير قدراتهم العلمية من اعداد الدراسات اللازمة وطرق الابتكار الصحيحة وتوجيهه نحو الابتكارات ذات الأولوية لما يخدم المرحلة الراهنة الا انها لا تكفي كون الابتكارات والاختراعات تحتاج إلى أكثر من جهة وداعمين كثر بما يسهم من أحداث ثورة صناعية كبرى تحقق لهذا الوطن أمله المنشود في البناء والتنمية.
وحول الصعوبات التي يواجهها يؤكد المخترع دهشوش إلى انه لاشك بأن أي مجال يكتنفه الكثير من الصعوبات والتحديات خصوصا في مجال الاختراعات، ومن بينها صعوبة تحويل الابتكار إلى منتج وهي مشكلة يواجهها كما يقول في الكثير من اختراعاته التي لم يستطع تحويلها إلى منتج بسبب قلة الإمكانيات وعدم وجود مؤسسات وجهات تتبنى تحويل هذه الابتكارات إلى منتج يمكن الاستفادة منه على أرض الواقع .
المخترع دهشوش ليس الوحيد الذي تواجهه المعوقات وتعترض طريقه وتقف حائلاً بينه وبين تحقيق حلمه فهناك الكثير من أمثال المخترع دهشوش يواجهون نفس المعوقات حيث يقول :انه شارك في كثير من الأعمال والفعاليات والمسابقات والمعارض الصناعية واطلع على الكثير من الأعمال وساند الكثير من المبدعين والمهندسين والتقى العديد من المهندسين والمبتكرين الذين وصلوا إلى اليأس نتيجة لما تعرضوا له من إهمال وعدم مبالة والتي لم تخرج مشاريعهم إلى النور إلى اللحظة بسبب قلة الإمكانيات لديهم، وعدم وجود من يتبنى إبداعهم في مراحل التخطيط الأولى، وعدم رفدهم بكوادر متخصصة تكون عونا وسندا لهم في المجالات التي تنقصهم مما أدى إلى كسر عزيمة الكثير منهم وتخليهم عن أحلامهم وطموحاتهم .
وعن اختراعاته يقول: انه ركز خلال المرحلة السابقة على المجال الزراعي من خلال استهداف القطاع الزراعي حيث انتج الكثير من الآلات والمعدات الزراعية في مجال الحراثة والتربة، وبذارات الحبوب المختلفة، وفرامات الاعلاف، ومحششات متنوعة، ومشاريع أخرى متعلقة بتجفيف المحاصيل النقدية مثل العنب والبن والفواكه.
ورغم المعوقات يقول المخترع دهشوش انه عازم إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية لاستهداف مشاريع جديدة تلبي احتياجات المرحلة من خلال تطبيق عملي لعدد من المشاريع في مجال تربية النحل وتحسين جودة العسل اليمني، ومنظومات ري زراعية جديدة وتقنيات حديثة ستحدث نقلة نوعية كبيرة داخل هذا الوطن، وأخرى متعلقة باستخلاص الزيوت العطرية والدوائية من النباتات، ومشاريع جديدة في مجال الطاقة الحرارية.
ويضيف: انه يمكن الاستفادة من هذه الأفكار في مجالات متعددة حسب طريقة عمل كل ابتكار حيث ان البعض منها يوفر المال والوقت والجهد، كما ان البعض منها سيسهم في تقليل فاتورة الاستيراد وتوطين صناعة تللك الابتكارات من الخامات المحلية .
ويؤكد ان هذه الابتكارات بكل مميزات التصنيع من الدقة والأداء الفاعل في الميدان والجودة، وفق دراسات عملية وعلمية، ودارسات جدوى اقتصادية وسوقيه، وتنافس الكثير من المنتجات المستوردة من الخارج لما لها من مميزات مقبولة ومصممة لتناسب الاحتياج وطبيعة الأراضي اليمنية .
وعن ما وفرته الدولة لدعم الاقتصاد الزراعي وخصوصا في مجال التصنيع يقول المخترع دهشوش : نعم الدولة متمثلة في قياداتها الحكيمة أسهمت في إنشاء العديد من المؤسسات والهيئات والجمعيات الزراعية والتي حددت لها أهداف وغايات تسعى إلى تحقيقها ووفرت لها كل الدعم اللازم لتلبي احتياجات المرحلة لسرعة دعم القطاع الزراعي من الأفكار الصناعية والابتكارات التي ستسهم في إيجاد حلول عاجلة للنهوض بهذا القطاع وعملت على توفير الدراسات اللازمة والخطط المستقبلية ووجهت بضرورة احتضان الشباب المبدع وتشجيعه ودعمه، بكل المقومات اللازمة التي تمكنه من اخراج مبتكراته بجودة عالية ووفق مميزات ممتازة، ولكن إلى هذه اللحظة لم تصل هذه المؤسسات إلى المستوى المطلوب من الأداء الفاعل في الميدان بسبب المعوقات الإدارية، وهو ما يتطلب من الدولة إعادة تقييم هذه المؤسسات والهيئات ومستوى تنفيذها لأهدافها وتوجيه مقوماتها نحو الأهداف التي أنشئت من أجلها.
كما يؤكد المخترع دهشوش ان المعوقات لن تثنيه ولن توقفه عن مسيرته في الابتكار والاختراع، وانه عازم على تحويل ابتكاراته إلى مشاريع حقيقة ومنتجات يتم تداولها في الأسواق وبما تعود على المواطن والوطن بالنفع .. آملاً من الدولة ان ترفع مستوى دعمها للمبتكرين وان تعمل على إيجاد آليات يتم من خلالها توفير الدعم والتمويل للمبتكرين وبما يمكنهم من اخراج مشاريعهم إلى النور .