في ظل احتدام الصراع بين الاحتلال وأدواته: سقطرى تنتفض ضد قرارات المحتل الإماراتي، وانتشار مسلح في حضرموت للسيطرة على الحقول النفطية

 

على خلفية مساعي الاحتلال الإماراتي السعودي في المحافظات الجنوبية المحتلة من استهداف الكيان القبلي ومحاولة تفكيكه، شهدت الأيام الماضية حراكاً قبلياً متصاعداً ضد قوات الاحتلال السعودي الإماراتي والمليشيات التابعة لهما في محافظتي سقطرى وحضرموت تأكيدا على رفض القبائل لسياسة المحتل الانتقامية ومشاريعه المدمرة التي تنال من حقوق المواطن وتنهب ثرواته.

الثورة  / مصطفى المنتصر

سعت الإمارات خلال الفترة الماضية إلى استخدام سياسة الترهيب والإذلال ضد القبائل الجنوبية من أجل إرغامها على القبول بمخططاتها وتمرير مشاريعها التي تهدف إلى توسعة نفوذها العسكري على امتداد المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة، تحت غطاء ضبط الأمن والاستقرار في تلك المحافظات الا أن تلك المحاولات باءت بالفشل في حضرموت وسقطرى ولحج .
محافظة حضرموت شهدت الأيام الماضية توترات كبيرة على خلفية زيارة المرتزق العليمي للمحافظة التي تشهد انهياراً كبيراً في الخدمات والمشاريع ويعيش أبناؤها أوضاعاً إنسانية واقتصادية صعبة نتيجة فساد حكومة الارتزاق والجرعات المتعاقبة التي تفرضها على المشتقات النفطية وانهيار أسعار الصرف مما دفع أبناء المحافظة وقبائلها إلى الخروج في مسيرات رافضة لزيارة العليمي .
وكان بيان عن ما يسمى “حلف قبائل حضرموت”، قد حذر الأربعاء الماضي، ما يسمى رئيس مجلس القيادة المرتزق رشاد العليمي من أي تصرف بنفط المحافظة إلا بعد ضمان حقوق حضرموت، ممهلاً المجلس 48 ساعة لتنفيذ مطالبه.
وهددت القبائل أنه “في حالة عدم الاستجابة لمطالبها خلال مدة 48 ساعة، سنضع أيدينا على الأرض والثروة”، داعين جميع القوى الوقوف إلى جانب موقف حلف قبائل حضرموت ومساندته.
وبعد انتهاء المهلة الممنوحة من حلف قبائل حضرموت لمرتزقة السعودية والإمارات أعلنت القبائل أمس الأول بدء انتشارها العسكري
حيث دشن ما يسمى رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش، التجمع العسكري الأول لرجال حلف قبائل حضرموت فور انتهاء المهلة الممنوحة لما يسمى المجلس الرئاسي لتنفيذ مطالبه والمحددة بـ 48 ساعة.
وأكدت مصادر محلية أن القبائل تعتزم الانتشار المسلح في المحافظة النفطية وبسط سيطرتها على حقول النفط، بعد رفض مرتزقة الاحتلال تلبية مطالبها التي ترفض استغلال الموارد النفطية للمحافظة في فساد المرتزقة وتدمير مقدرات وثروات البلد.
وكان بيان الحلف قد شدد على ضرورة اعتراف ما يسمى رئيس مجلس القيادة الرئاسي بحق حضرموت وتفعيل دور الشراكة الفاعلة والحقيقية، ممثلة في ما يسمى مؤتمر حضرموت الجامع، أسوة بالأطراف الأخرى المشاركة في المشاورات التي تسعى إلى تقسيم الوطن وشرذمته بإيعاز سعودي.
حراك قبلي سقطري
وفي الوقت الذي تسعى السعودية في الهيمنة الكاملة على محافظة حضرموت، تحاول الإمارات الحفاظ على مصالحها في سقطرى التي تمارس أدواتها في الجزيرة، مساعيها الحثيثة لاستهداف الكيان القبلي في الأرخبيل، تنفيذاً لتوجيهات الأجندة الإماراتية بتغيير الهوية السقطرية، لتسهيل تنفيذ مشاريعها الاستعمارية.
وكانت الإمارات في نهاية الشهر المنصرم، قد اوعزت لمرتزقتها باستهداف رأس الهرم القبلي في محافظة سقطرى، حيث أصدر منتحل صفة محافظ سقطرى التابع للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً رأفت الثقلي، ما أسماه “قرار إلغاء صفة شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى وما يتعلق بها”.
لتتوالى الاجتماعيات واللقاءات لأدوات الإمارات في الأرخبيل، تمهيدا لتنفيذ ذلك المخطط ومحاولة استبدال مشايخ سقطرى، عبر قرارات يصدرها المحافظ التابع للمجلس الانتقالي، وسط رفض شعبي وقبلي واسع.
والأسبوع الفائت، أصدر محافظ سقطرى الموالي للإمارات، رأفت الثقلي، أمرا إداريا يقضي بتوجيه المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، لتغيير كل الوجهاء والمشايخ في سقطرى داعيا إلى اجتماع لمناقشة ما أسماه “آلية الهيكلة الجديدة لاستعادة دور القبيلة السقطرية بعيداً عن الأحزاب السياسية”.
ويسعى عميل الإمارات الثقلي من خلال قراراته الاستفزازية بحق القبائل السقطرية إلى خدمة الطموح الإماراتي في الهيمنة الكاملة على الجزيرة وضمان عدم وجود أي أصوات معارضة لتحركاته المشبوه التي تلبي الرغبة الصهيونية الأمريكية وتسعى لتنفيذ مشاريعها وأهدافها العسكرية .
بالمقابل، أعلن مشايخ وأعيان قبائل سقطرى في اجتماع قبلي أن الشأن القبلي في الأرخبيل “شأن مستقل لا علاقة لأحد به، ولا وصاية عليه من أي جهة كانت”، وجاء ذلك في اجتماع موسّع، برئاسة شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى عيسى بن ياقوت.
وأكدت القبائل السقطرية رفضها التام للإجراءات التي يقوم بها ما يسمى محافظ المحافظة التابع للانتقالي، باستهداف النسيج القبلي، وتمسكها بالنظام القبلي السقطري الساري منذ مئات السنين.
وتواصل قبائل محافظة أرخبيل سقطرى رفضها لقرارات المرتزق رأفت الثقلي الموالي للإمارات، الساعية إلى تغير التركيبة القبلية، وتفكيك النسيج المجتمعي السقطري، لصالح الأجندة الإماراتية.
محاولة اختطاف ومنع من السفر
وفي محاولة للضغط على الحراك القبلي في الجزيرة أقدمت مليشيا المجلس الانتقالي التابعة للإمارات، الخميس الماضي، على محاولة اختطاف الشيخ عيسى سالم بن ياقوت، شيخ مشايخ أرخبيل سقطرى.
وأوضحت مصادر محلية أن الشيخ بن ياقوت نجا من محاولة اختطاف من قبل مليشيا الحزام الأمني في الجزيرة بقيادة محمد احمد فعرهي مشيرة إلى أن المليشيا استحدثت نقاط تفتيش على مستوى المحافظة لاعتقال الشيخ بن ياقوت بعد فشلها من اعتراضه على خط المطار وهو في طريقه للسفر .

قد يعجبك ايضا