تابعتُ الكثير من المقالات، والعديد من التحليلات، بعد خطاب السيد القائد، والتي غابَ فيها العقلاء، وتحدثَ فيها الجهلاء والسفهاء. ومِن واجبنا أن نقول الحق، وألَّا نتعَصَّبَ بجهل؛ فلا نُقلل من قوة المملكة، ولا نستهين بعتادها، ولا نسخَر من شأنها، فإنها تمتلك ترسانة كبيرة، من العتاد والسلاح، ولكنَّ اليمن في المقابل، يمتلك قضية ثابتة ثبات الجبال، ويمتلكُ ترسانة نَوعية، أحرجَت جلالة الملكة بريطانيا، وأغرقت رأس أم الشر أمريكا، وكسَرت أسنان إسرائيل. واليمنُ يا جارنا، لم يعُد يحتمل المزيد من الخَنق، وكل عبَث في الجانب الاقتصادي، لَم يعُد ورقة ضغط، أو تحسين شروط، بل أصبحَ قضية حساسة جدًا، تستدعي الانفجار الكبير. واليمنُ يا إخوة، لم يعُد لوحده، ولن يتم الاستفراد به، فهناك اليوم حِلف الكرامة والشهامة والعزة، يُشكل أحزمة فولاذية، تشتعلُ وتشتغلُ أوتوماتيكيًا عند كل قضيةٍ عربيةٍ إسلاميةٍ مُشَرفة. وتذكروا، أن تسمية أمريكا بـ”الشيطان الأكبر”، لم تأت من فراغ، فإنها اليوم بعدَ أن شاهدت هزائمها تكاد تمحي اسمها من قائمة القوى العظمى، تحاول بكل وسيلة أن تتجنب الشباك الملتهبة، وتقذف الدول العربية إلى فوهة بركان غاضب. وكنتُ سأسردُ لكم تجارب توقظكم من أفغانستان إلى إيران، ومن الصومال إلى فيتنام، ومن الشرق والغرب، لكنكم تعرفونها وتعون جيدًا العبرة خلالها وما الدرس المستفاد منها، وعلاقة ذلك باليمن وارتباط النتائج بعجلة الزمن. فعودوا، يرحمكم الله، إلى ضربة ابقيق وخريص، ومَن وصفَ الوضع حينها بالمُخيف، وكونوا على يقين بأن من فَعلها مرَّة سيفعلها ألف مرَّة وبقوة مضاعفة وقسوةٍ معقدة، بل أقولها بكل نصح وأخوة: خذوا كلمات القائد بذكاء وحكمة وتجاوبوا معها بكياسةٍ وفطنة، ودعوا اليمن بسيئاته وحسناته، ولن يتدخل في شؤونكم، أو يهدد عروشكم، كما تصوره لكم فنادقكم المُنعَّمَة بأموالكم والخائفة من ترحيلكم. “والله غالب على أمره”