احتفل المسلمون (المسلمون) بذكرى الهجرة النبوية على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، في أجواء تسود فيها قيم ومفاهيم الجاهلية القرشية، والنفاق والغدر والمكر والخداع اليهودي، الكثير من البلدان العربية والإسلامية، بعد أن جعل الكثير من قادتها الإسلام عبارة عن مجرد هوية انتماء شكلي، صوري، مفرغ من محتواه، لا أثر له في سلوكياتهم وممارساتهم وتعاملاتهم. حلت علينا ذكرى هجرتك المباركة يا سيدي يا رسول الله يا أبا القاسم، في ظل أوضاع يندى لها جبين الإنسانية، في مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة شاملة منذ ما يزيد على ثمانية أشهر من قبل كيان العدو الصهيوني وبمشاركة ومساندة عربية يا سيدي يا رسول الله، إسرائيل تحاصر غزة، والعرب يغلقون عليها المنافذ، ويفتحونها لدعم إسرائيل، اليمن يمنع مرور السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية من المرور عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب للضغط على الكيان الصهيوني من أجل إيقاف العدوان على غزة، ورفع الحصار المفروض عليها، وعرب الطوق لفلسطين المحتلة يفتحون يسارعون لفتح ممرات وطرق برية لإدخال المواد الغذائية للكيان الصهيوني، وأمام الكاميرات يصعدون الطائرات ويرمون بالمساعدات لأهل غزة في البحر. عرب اليوم يا سيدي يا رسول الله، فتحوا المراقص في بلاد الحرمين، وأباحوا الفجور والسفور والانحلال الأخلاقي، وفتحوا الباب على مصراعيه أمام اليهود الأرجاس الأنجاس لتدنيس الأراضي المقدسة، تحت يافطة الترفيه، حذفوا القرآن الكريم والتربية الإسلامية من مناهجهم الدراسية واستبدلوها بمادة أسموها (دين)، ذهبوا لتحويل العطلة الأسبوعية من الخميس والجمعة، إلى السبت والأحد، فتحوا المعابد الوثنية وشرعنوا للردة والإلحاد تحت عناوين الحرية الشخصية، وحرية الأديان، وحرية الفكر والمعتقد وغيرها من العناوين، أغرقوا في الممارسات والتعاملات الربوية بشكل مخيف في إعلان صريح منهم للحرب على الله ورسوله، شرعنوا للتطبيع والتصهين مع كيان العدو الصهيوني، ودخلوا معه في علاقات دبلوماسية وتحالفات ثنائية، ضد أبناء جلدتهم بطريقة وقحة ومبتذلة، سخروا ثروات شعوبهم وأوطانهم في تمزيق الدول العربية وتفكيكها ونشر الحروب والصراعات في أوساطها، خدمة لأمريكا وإسرائيل، دمروا سوريا واليمن وليبيا والسودان وتآمروا على فلسطين والعراق ولبنان والصومال، جعلوا من النفط سلاحا على إخوانهم، وتسابقوا على دفع الجزية عن يد وهم صاغرون لترامب ومن بعده بايدن من أجل الحفاظ على كراسيهم وعروشهم . أساءوا للدين الإسلامي وللمسلمين، بتصرفاتهم الرعناء، ومواقفهم المخزية والمهينة، تنصرنوا أكثر من النصارى، وتيهودوا أكثر من اليهود، عاثوا في المنطقة الفساد، وتسلطوا على رقاب العباد، جعلوا من بلدانهم وكرا للفجور والسفور والكفر والإلحاد، حرموا فقراء المسلمين من أموالهم ومنحوها للمثليين جنسيا، والشواذ ودعاة الكفر والإرتداد، اعتقلوا العلماء والمفكرين والخطباء والدعاة إلى سبيل الرشاد، وأطلقوا العنان لشذاذ الأفاق، من أدعياء الدين، من باعوا دينهم بدنياهم، وأمروا بالمنكر ونهوا عن المعروف، وتاجروا بالدين على رؤوس الأشهاد، خدمة لأسيادهم وأرباب نعمتهم من الملوك والأمراء الأوغاد . بالمختصر المفيد، هذا هو حال العرب والمسلمين اليوم يا سيدي يا رسول الله، حال لا يرضيك، وواقع لا يسرك، حال محزن وبئيس، وواقع مؤلم وتعيس، لا عروبة ولا إسلام، ولا عرب ولا مسلمين إلا من رحم الله، حالة غفلة ولا مبالاة عجيبة جدا، وكأن لا توجد آخرة، ولا يوجد هنالك أي حساب أو عقاب، ولا جنة ولا نار، وكأن الحياة هي دار القرار!!! كل شيء يسير بالمقلوب، الحق صار باطلا، والباطل أضحى حقا، الصدق بات كذبا، والكذب صار صدقا، ويبدو أن والدي الفاضل شفاه الله وعافاه، قد أصاب كبد الحقيقة عندما قال لي معلقا على تخاذل العرب تجاه نصرة غزة وتآمر بعضهم عليها بأن العرب هم الشرارة التي ستشعل نار جهنم – أعاذنا الله وإياكم منها، ولكن ورغم كل هذه العتمة الشديدة، إلا أننا نثق كل الثقة، ونؤمن كل الإيمان، بأن الله عنده كل خير لهذه الأمة، وعما قريب تنقشع هذه العتمة وتزول، وتشع أنوار الهداية، وتسود قيم الدين القويم، وينتصر الحق، ويعلو صوته، ويكون النصر والتمكين من الله للمستضعفين، ولا عدوان إلا على الظالمين البغاة المعتدين. قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .