وهل قادة “حماس” الهنود الحمر؟

مطهر الأشموري

 

عادة ما تقول أمريكا عن الرئيس الصيني إنه “ديكتاتور” وعادة ما تقول عن النظام الصيني إنه قمعي وديكتاتوري …إلخ.. ولكن الأهم حين تقول إن الصين “النظام” تستهدف الأقلية الإسلامية أو المسلمين بالاضطهاد الديني أو العرقي.. ومع معرفتنا أن النظام الصيني يحترم كل الديانات ويعطي الحرية في هذا الجانب تحت سقف الهوية الصينية وتحت سقف النظام والقانون الذي يطبق مع وعلى الجميع، فإنه علينا معرفة أن أمريكا حين تتحدث عن اضطهاد أقلية، فالهدف هو صياغة أو صنع وتشجيع وتأجيج الإرهاب.. فأمريكا في سوريا هي ذاتها الإرهاب وهي الصانعة للإرهاب وهي من جيشت الإرهاب العالمي ضد سوريا الشعب وليس فقط النظام، وفي ظل هذا التفعيل الأمريكي لدمار وتدمير سوريا، ترفع أمريكا شعار “النظام السوري يذبح شعبه” والأنظمة العربية تتسابق لتسويق هذا الشعار وتبنيه في حملات إعلامية سياسية وكل ما في الأمر هو أن هذا التفعيل في واقع وما يسبقه ويوازيه من حملات إعلامية سياسية لا يستطاع بنفس الواقع والإيقاع والتأثير مثله في الصين.. لنفترض أن حركة “حماس” مثلاً صدقت أمريكا وأتباعها و”تبعانها” من أنظمة المنطقة بأن هناك اضطهاداً صينياً للمسلمين في الصين وذهبت لقتال النظام الصيني القمعي والديكتاتوري والذي يذبح شعبه إلى ما غير ذلك من العناوين والشعارات الأمريكية.. أمريكا في هذه يستحيل حتى أن تدين حماس بالإرهاب فهي تمارس حقاً مشروعاً في الدفاع عن إسلام ومسلمين، وحين لا تسير حماس في الخط الأمريكي وتمارس أصدق حق وأقوى مشروعية في السعي لتحرير وطنها وشعبها من الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني فلا تكتفي أمريكا بإدانة “الإرهاب” بل تتبنى خطاً وخططاً لإفناء حماس وإنهائها واقتلاعها.. وهكذا فإن حماس إذا سارت في قتال الصين أو روسيا أو سوريا، فأمريكا ستدين القمع والديكتاتورية في هذه البلدان المعتدى عليها، وسواءً في ظل عنوان “الجهاد” أو عنوان “الحرب ضد الإرهاب” ولذلك فإنه بدون أمريكا ما كان ليوجد إرهاب في العالم ولولا أمريكا صانعة وزعيمة الإرهاب في العالم لما كانت لأحد القدرة على تجييش ونقل المجاميع الإرهابية إلى أفغانستان أو الشيشان وحتى سوريا.. وجها الديكتاتورية والديموقراطية يستعملان أمريكياً لتفعيل الإرهاب، كما أن الإرهاب والحرب ضد الإرهاب هما وجهان للعبة الأمريكية، ومن متراكم هذه العناوين والألعاب الأمريكية تمارس الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ويمزق ميثاق الأمم المتحدة من مندوب الكيان الإسرائيلي أمام أعين مجلس الأمن، بل ويصبح مجلس الأمن هو مجلس الإرهاب الدولي.. ذلك يعني ببساطة أن العالم برمته لازال يعيش تحت مستوى وسقف من الترهيب والإرهاب الأمريكي وربطاً به الإسرائيلي.. هل من إرهاب أوضح من تفجير خط السيل الشمالي للغاز؟ وحيث مجلس الأمن لا يستطيع فتح تحقيق دولي في هذا الإرهاب بمستوى ما عرف في قضية الحريري؟ فمندوب إسرائيل لا يعنيه تنفيذ قرارات لمجلس الأمن والمنظمات والمحاكم الدولية ولا يعنيه أن يباد الشعب الفلسطيني كما الهنود الحمر، بل يرى دوره المستلهم من متراكم تفعيل الترهيب والإرهاب أمريكياً، أن يحقق مع مجلس الأمن وكل العالم غير المؤمرك والمصهين على أنه هو “الإرهاب”.. العالم يحتاج للعودة إلى ميثاق الأمم المتحدة الذي مزَّقه ذلك المتغطرس والأرعن الصهيوني ويحتاج لرد الاعتبار للأمم المتحدة لتمارس كامل صلاحياتها وإلغاء كل العقوبات الأحادية التي لا شرعية لها ولا مشروعية لنصل إلى محاكمة أمريكا ليس فقط على تفجير خط السيل الشمالي للغاز، بل ومحاكمتها على كل ما مورس في هذا العالم من إرهاب خلال فترة هيمنتها ومنذ جهاد أفغانستان حتى الآن.. العالم بالتدرج يسير في التغيير إلى عالم أكثر عدالة ومساواة على أساس التعددية القطبية ورفض القطبية الأحادية في الاستعمار القديم أو الجديد بقيادة أمريكا.. وحيث الاستحالة إعادة العالم للوراء وعودة الهيمنة والأحادية الأمريكية، فالمبادرة في الفاعلية والتفعيل باتت بيد المتغير والتغيير إلى عالم متعدد الأقطاب.. سنصل إلى زمن تصبح فيه العقوبات الأحادية والترهيب والإرهاب الأمريكي وما يرتبط به إسرائيلياً مجرد شواهد تاريخية على إجرام وجرائم أمريكا.. أفق ذلك وكل مؤشراته وملامحه باتت شديدة الوضوح وهي الحتمية كقادم فوق انحطاط الشواذ وقد عمد إلى مسمى “المثلية” وفوق ترهات وأحلام “المليار الذهبي”.. “حماس” تاريخياً هي من سيحاكم أمريكا وما تسمى إسرائيل على كل إرهابهما وجرائمهما في حق فلسطين والشعب الفلسطيني.. لو أن لدى أمريكا القدرة على إدانة “حماس” بإبادة الهنود الحمر لفعلت، وحيث أمريكا لا تستطيع ذلك يعنيها أن تقول لنا إن كانت إبادة الهنود الحمر هي جريمة إبادة جماعية ارتكبها الأوروبيون الذين تأمركوا وأصبحوا أمريكيين، أم أنها كانت فقط من باب الدفاع عن النفس أمام “حماس” الهنود الحمر.!!

قد يعجبك ايضا