بالرغم مما يحدث في غزة من قتل وخراب ودمار وتخاذل رسمي وشعبي في أوساط الأمة يبقى السؤال الأهم هو:
هل انتصر العدو الصهيوني ولوبي الماسونية العالمية؟!!!
وهل تحققت أهدافه المزعومة سواء ما كان منها معلنا أو مخفياً؟!!
عند العودة إلى واقع هذه الحرب الظالمة غير المتكافئة ترى ما يبهرك، ما يبهر النفوس، ويحير العقول هذا الصمود الذي على مدى قرابه 250 يوما مقابل تلك الآلة المتوحشة الظالمة نرى مقدار رعاية الله سبحانه وتعالى ونصره لأولئك الثلة القليلة المؤمنة التي صدقت مع الله وصدقّت بآياته ووعوده وأيقنت بها، فما حصل يمثل نصرا كبيرا للمقاومة رغم إمكانياتها البسيطة فقد استطاعت الحفاظ على تماسكها وثباتها وتوازنها فهي لا تزال قائمة بكافة مكوناتها بل ويزداد زخم التوجه التحشيدي والالتفاف الشعبي عليها وهذا عكس ما ادعاه العدو من انه قام بتفكيك كتائب المقاومة _وهو كان احد أهدافه المعلنة بداية الحرب المتمثل في تدمير كتائب المقاومة والقضاء على حماس نهائيا- ولكنهم أرادوا شيئا والله أراد بإرادة الشعب الفلسطيني المقاوم ومن يقف إلى جانبه من الأحرار الصادقين في هذه الأمة أراد الله النصر والاستمرار والازدياد في القوة لهذه المقاومة وكل من يقف بجانبها فالمقاومة اليوم بتصعيد مستمر على مستوى عملياتها في كل جوانبها.
على هذا الأمد الطويل من الحرب نرى صواريخ المقاومة تنهض وتنطلق من حيث بدأ العدو حربه وعملية التطهير -التي سماها هو- كما نرى تطورا نوعيا وكميا بالنسبة لعمليات التنكيل بجيش العدو المحتل يوما بعد آخر وكذلك تطوراً في عملية التوثيق لهذه العمليات والنشر والتي أصبحت مزعجة للعدو فالمقاومة قد أرعبت العدو وجيشه الذي لا يقهر وجعلته جيشا خائفا مذعورا يهاب دخول غزة – بالرغم من الغطاء الناري الجوي والبري الذي يدمر تدميرا شاملا- إلا أنه يزداد خوفا يوما بعد يوم.
كذلك ما لم يحسب العدو حساب الجبهات المساندة لغزة فهي أيضا أصبحت جحيما حقيقيا عليه والمتمثلة في جبهة العراق ولبنان التي أذلت العدو وكذلك جبهة اليمن العزيز هذا الشعب العظيم بقيادته المؤمنة هذا الشعب الذي لم يذل إسرائيل فحسب بل انه تمكن من إذلال أمريكا الأم الحنون والراعي لهذا الكيان الغاصب فقد وصل الحال بهذا الشعب إلى أن يجعل أمريكا في اذل حالاتها منذ الحرب العالمية الثانية فهي تعاني من اليمن وقيادة اليمن الجديدة ومن صواريخ اليمن وقيادته وشعبه وقوته ومجاهديه كما قال قبل شهر على قناة الحرة قال: (انهم يعانون من مشكلة اليمن وقد أصبحت مشكلة اليمن مشكلة كبرى )، وهذا الكلام الصادر عن مدير معهد دراسات عسكرية في إحدى ولاياتهم يدل على مدى الورطة التي ورطوا انفسهم فيها وحجم المشكلة التي جلبوها على انفسهم بهذه الحرب الظالمة والمجرمة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم على مدى عقود من الزمن.
فاذا العدو لم يستطع ان يجني ولو حتى صورة نصر بسيطة على مستوى الأهداف القصيرة المعلنة لهذه الجولة من الصراع، والشواهد جلية على ذلك كما ان أهدافه المخفية والتي قام بزرع إسرائيل في جسد الأمة لأجلها بدأ يلوح فشلها في الأفق بشكل كبير جدا فهذه الأمة التي أرادوا ان يمسخوها ويذلوها ويكسروا شوكتها قد ذوقتهم الأمرين وها هي إسرائيل لم يعد بإمكانها حماية نفسها في أوساط هذه الأمة وما يحدث خير شاهد ودليل، فهي حتى لا تستطيع التصدي للصواريخ المهاجمة لها من محور المقاومة بل يضطر الأمريكي بنفسه إلى أن يحشد كامل إمكانياته هو ومن معه من الدول الأوروبية وحتى من بلدان عربية عميلة للتصدي لهذه الهجمات كما حصل مع الصواريخ الإيرانية وكما يحصل مع صواريخ اليمن والتي بفصل الله ورجاله المؤمنين المجاهدين قد تطورت بشكل كبير وخاصة في الفترة الأخيرة إلى درجة ان الأمريكي بنفسه لم يعد باستطاعته حماية نفسه منها.
كما ان الهيمنة الصهيونية على منطقة العالم العربي قد كسرت بإذن الله، وان هذه المنطقة الهامة في هذه الأرض قد تحررت من فعل الهيمنة الأمريكية، فنحن نرى أمريكا تستجدي دولا أوروبية لحماية بوارجها وحاملات طائراتها في المنطقة ومع ذلك لم تسلم بل انه يتم استهدافها وبدأت الفرقاطات الأمريكية تنسحب من بحارنا يوما بعد يوم وهي ذليلة خائبة صاغرة بقوة الله وفضل منه سبحانه ، أيضا كما ان اليد التي تمتد من هناك من الغرب لسرقة ثروات هذه الأمة والتي تقتل أبناء هذه الأمة ستقطع وفي القريب الآتي بإذن الله سبحانه وتعالى سيكون زوالها، وإن غدا لناظره قريب.