الثورة /وكالات
في الوقت الذي ظنّ الاحتلال أنّه قادرٌ على جعل قطاع غزة أرضًا غير قابلةٍ للحياة، لإجبار أهلها على النزوح واليأس من إمكانية البقاء، تتوالى الصور والمشاهد التي تقول للاحتلال “فلتمت بغيظك”، ولكن هذه المرة بعرسٍ جماعيٍ لأربعين عريسًا وعروسًا، وفي محافظة شمال غزة من جباليا التي نالها ما نالها من تدمير بآلة الحرب الصهيونية الغاشمة، فترتسم الابتسامات رغم الدمار، وتدوّي الزغاريد متجاهلة صوت القصف والمدافع، وتعلو إرادة الحياة والتشبث بالأرض التي رسمها الغزيون في أروع صور الصمود والبطولة والتجذر والتصلب في المواقف وانتزاع الحقوق، وعلى رأسها الحق في الحياة والحق في الفرح رغم كل شيء.
حفلٌ تجمع فيه أهل جباليا ليبعثوا برسالة جديدة مليئة بالحياة والإصرار، وليقيموا حفلاً بطعم الانتصار على عدوٍ ما زال يواصل العدوان والقتل والتدمير، لكنّه ما زال عاجزًا عن تحقيق أيّ هدف سعى له منذ السابع من أكتوبر الماضي، ليجد في كل مرة صورة جديدة في انتصار قطاع غزة على آلة حربه، وصمودًا أسطوريًا أذهل العالم، في لوحة عرسٍ جماعيٍ هو الأول من نوعه في شمال غزة ومخيم جباليا الشامخ الصامد.
وفي هذا السياق، قال مفيد سرحان الخبير الاجتماعي مدير جمعية العفاف الخيرية، إنّ هذا الحفل في هذه الظروف مع استمرار حرب الإبادة في قطاع غزة يعدّ رسالة تحدٍ للعدوّ بأنه عاجزٌ عن هزيمة إرادة الحياة في غزة.
وقال سرحان في تصريحات للمركز الفلسطيني للإعلام: إنّ حفل العرس الجماعي هذا يحمل معاني متعددة أولها أن أهالي غزة كما يحبون الشهادة والتضحية في سبيل الدفاع عن الوطن فهم أيضا يحبون الحياة الكريمة وهم يسعون إليها في أصعب الظروف ويعملون على تحدي الاحتلال والعمل على استمرار الحياة.
وشدد سرحان على أن رسالة الزواج تعني أن الأسرة لها مكانة خاصة ودور كبير في التربية والأعداد والثبات.
ولفت إلى أنّ إقامة العرس والفرح رسالة تحدٍ للاحتلال بأن أهالي غزة ينتمون إلى أمة حية متجذرة في التاريخ لن يهزمها العدو الصهيوني وأعوانه، ولن يؤثر أجرام الاحتلال على عزيمة ومعنويات أطفال غزة ونسائها وشيوخها وشبابها عدا عن مقاومتها التي تسجل كل يوم أروع البطولات وهي تقاوم واحداً من أقوى جيوش العالم من ناحية التسليح المادي ومدعوما من دول عظمى بالسلاح والخبرات والمال والموقف.