مواطنو عدن يتسألون.. رمضان عتق من النار أم عتق من جحيم الأسعار¿


* تشهد العديد من الأسواق في محافظة عدن إقبالاٍ كبيراٍ من قبل المواطنين في الحصول على السلع والمواد الغذائية التي يتميز فيها شهر رمضان عن سواه ولكن الاستثناء هنا يفرضه ثلة من كبار التجار وصغارهم ممن لا يتورعون عن استغلال الإقبال الكبير من قبل المواطنين حيث يعمدون إلى رفع الأسعار بصورة مفاجئة هذا إن لم يعملوا على تسريب الكثير من البضائع الفاسدة إلى هذه الأسواق.
في هذا السياق (الثورة) التقت عدداٍ من المواطنين الذين تحدثوا عن الصعوبات التي تواجههم خاصة ارتفاع الأسعار الغذائية كما التقينا بعدد من الجهات المعنية بمحافظة عدن وعرضنا عليهم الهواجس والمخاوف التي تسيطر على المواطن وما يكابدونه جراء جشع هؤلاء التجار فإلى التفاصيل:
المواطن هائل طارش من أبناء مديرية خور مكسر ـــ يقول: أصبح همنا الشاغل هو غياب الأمن المعيشي من صحة وتعليم وتحسن الكهرباء والمياه والرقابة على المواد الغذائية وتوحيد أسعارها , موضحا أن بعض المحلات تقوم برفع الأسعار دون أن يشعر بها البعض ولكنها تؤثر على أصحاب الدخل المحدود يوماٍ بعد يوم .
وأضاف أن المواطن البسيط لا ينافس على مسئولية أو تجارة إطلاقاٍ بل همه الوحيد تأمين حياة سعيدة وتوفير اللقمة الكريمة , متمنياٍ من الجهات المسئولة في الحكومة والتجار مراعاة حالة الفقراء الذين يفتقدون لأبسط مقومات الحياة الكريمة وتوفير رغيف العيش وخصوصاٍ بمدينة عدن نتيجة لعدم توفر فرص العمل وأعمال الفوضى التي تشهدها المحافظة مما يؤدي الى توقف الأعمال الحرة .
وضع رديء
* أما عبدالناصر الباخشي فقال : تشهد السلع الغذائية ارتفاعاٍ ما يزيد عن 15% في بعض المواد الغذائية ومنها على سبيل الذكر لا الحصر الزنجبيل ارتفعت قيمة الكيلو من ( 800 ـــ 1400) ريال وكذا العتر ارتفعت الكيلو من ( 250 ـــ 600) ريال وارتفاع الحبوب الاسترالي (بر) الخاص بالشربة الذي يشتهر أبناء عدن بتناولها مع الحليب بالإضافة الى الأرز الذي يصل قيمة الكيس إلى (17 ) ألف ريال وغيرها من المواد الاستهلاكية .
واضاف كيف يستطيع ذوو الدخل المحدود مواجهة غلاء الأسعار التي تعصف بالمواطن وجعلته يعيش في وضع رديء جدا , نتيجة ارتفاع السلع الغذائية وعدم الارتفاع بالأجور والمرتبات العامة والخاصة.
ارتفاع كبير
* قاسم صالح الحميدي من أبناء مديرية المنصورة بمحافظة عدن قال: إن المواطن دائما يصر على الاستعداد لاستقبل شهر رمضان المبارك كل بحسب امكانياته ولكن دائما ما يكون بين فرحة استقبال عودة الشهر المبارك وبين هم المتطلبات الضرورية التي تشهد ارتفاعاٍ كبيراٍ مقابل دخل محدود وعدم توفر الأعمال, متمنياٍ من السلطة المحلية الاهتمام بالكهرباء التي تعد شيئاٍ مهماٍ خصوصاٍ ونحن في فصل الصيف .

فرق للرقابة والتفتيش
* أما مدير عام الرقابة التموينية بمكتب الصناعة والتجارة بعدن فضل صويلح فقد أشار إلى أن المكتب قام وفقاٍ للخطة الخاصة بالرقابة السعرية و الكشف عن السلع المنتهية , وفي مقدمتها محلات بيع اللحوم واسطوانات الغاز المنزلي والأفران قبل شهر من حلول شهر رمضان .
* مبيناٍ أن عملية نزول فرق التفتيش على مستوى مديرات المحافظة كانت من 11/ 6/ 2014 م وسوف تستمر إلى نهاية شهر رمضان المبارك .
* وأوضح صويلح أنه تم توفير السلع الرمضانية من قبل التجار وبشكل كامل ــ وبأسعارها الرسمية ووفقاٍ للجودة ــ وضرب على ذلك مثالاٍ بمادة الكاستر والتي يوجد لها أربعة أصناف وبأسعار مختلفة تسهل للمستهلك حرية الاختيار كل حسب الامكانيات المتاحة , وأضاف أنه تم خلال الشهرين الماضيين إحالة اكثر من (50) مخالفة الى نيابة المخالفات ومن بينها سلع منتهية الصلاحية وعدم إشهارها , بالإضافة الى إغلاق (20) مخبزاٍ وذلك لمخالفتها وعدم الالتزام بالقرار السعري الذي حدد سعر الكيلو الروتي بـ(165) ريالاٍ أي ما يعادل (16) قرصاٍ والذي تم الاتفاق عليه مع نيابة المخالفات أنه يتم إغلاق المخابز حتى يتم وضع تعهدات بعدم تكرار ذلك , داعيا المواطنين إبلاغ إدارة الرقابة عن أي مخالفات أو الكشف عن سلع منتهية وإيصالها عبر مكاتب الصناعة بالمديريات ليتم التأكد منها وضبطها .
ضرورة تخفيض الأسعار
* فيما يرى عضو الغرفة التجارية بعدن ــ مسؤول التواصل والاتصال لاتحاد عام الغرف التجارية ــ إبراهيم دادية ــ أنه ينظر للواقع التمويني بنوع من القلق خصوصا خلال شهر رمضان ويرجع هذا التذمر إلى العديد من الشركات والخطوط الملاحية العالمية وامتناعها من نقل مواد غذائية واستهلاكية ومتطالبات الشهر الكريم بسبب ارتفاع أجور الشحن البحري من الموانئ العالمية المختلفة الى الموانئ اليمنية مما أثقل كاهل السلعة .
موضحا أن هناك ارتفاعاٍ في بعض السلع الأساسية في السوق المحلي وذلك لعدم توفر الكميات الكافية لتغطية الاحتياج علماٍ بأن الأسوق اليمنية تعتمد على 95% من الاستيراد الخارجي , ولهذا فإن النشاط التجاري يواجه ظروفاٍ صعبة قد تؤثر على معيشة المواطن أكثر مما هي عليه حاليا .
وطالب دادية حكومة الوفاق الوطني ووزارة النقل الى سرعة الإصلاح والتدخل الحاسم وذلك لما يعمل على تخفيض أسعار السلع الاستهلاكية خدمة للمواطن , حيث وأن أسعار النقل البحري تصل الى 40% من قيمة السلعة وهذا سوف يخلق كثيراٍ من التحديات في مواجهة تحقيق الأمن الغذائي ولا يمكن للتجار القيام بدورهم المطلوب في توفير الاحتياجات المهمة , ويجعلهم عرضة للتهم والشتم من قبل المواطن .
متابعة مستمرة
* أما علي عبدالكريم ـــ مدير إدارة صحة البيئة بكريتر عدن فقال: إن صحة البيئة تعمل وبالتعاون مع مكاتب الصناعة وقيادة السلطة المحلية على تنفيذ حملات رقابة حول صحة وسلامة المواد الغذائية ومنها المتعلقة بشهر رمضان وفي مقدمتها التمور واللحوم المجمدة والبيض وغيرها من المعلبات التي قد تضر بصحة الإنسان نتيجة للتخزين وتعرضها للتلف أو الحرارة , مشيرا إلى أنه حتى اللحظة لم يتم الكشف عن حالات مماثلة , بل تم إرشاد وتقديم النصح للبعض من أصحاب محلات التخزين على ضرورة التكيف وسوف يستمر العمل حتى نهاية شهر رمضان وكذا في سائر الأيام لمتابعة أي مخالفة قد تحدث وإحالتها إلى الجهات المعنية .

قد يعجبك ايضا