الثورة / محمد شرف
قرار فتح طريقين رئيسيين من جهة الحوبان إلى مدينة تعز ، وخصوصا طريق الحوبان – القصر – الكمب ، أربك سلطة المرتزقة في مدينة تعز .
ابتهج أبناء المحافظة بالقرار ، لكن وقعه على سلطة شارع جمال كان صادما.
مبادرة فتح الطرقات سحبت منهم الكثير من الأوراق التي يقتاتون عليها طيلة الثماني سنوات الماضية .
“ حصار تعز” كان ورقة سياسية يستخدمونها لمقاربة الحصار المفروض على اليمن من قبل دول العدوان ، والمتاجرة بمعاناة الناس .. يستغلونه للتحريض المناطقي وحشد آلاف من الشباب العاطل عن العمل وبيعهم كمرتزقة يدافعون عن الحد الجنوبي للمملكة « بأبخس الأثمان . «.
حصار تعز كان بالنسبة لهم بقرة حلوب يجنون منه جبايات بمئات الملايين ، رسوم عبور المركبات وابتزاز المسافرين ، ورسوم دعم “جبهات المقاولة “ .. الخ.
إزالة الحواجز والسواتر الترابية من طريق الحوبان – القصر – الكمب ، أرعب سلطة شارع جمال وما يسمى “محور تعز” ، فقد كانوا يشعرون بالأمان خلف هذه الحواجز والسواتر .
أحد ناشطي المرتزقة كتب محذراً من فتح هذه الطريق ، لأنها كما قال “تخدم الحوثيين “ وأضاف : من السهل عليهم الآن اقتحام المدينة والسيطرة عليها لو أرادوا. ونصح بإبقاء طريق الحوبان – القصر مغلقة ، والاكتفاء بطريق الستين- الخمسين – بير باشا ، لأنها تمر بضواحي المدينة .
هذا الهاجس ، عبر عنه بعض قيادات المرتزقة في مدينة تعز ، الذين لم يخفوا قلقهم وتذمرهم من قرار صنعاء المفاجئ بفتح الطريقين ، و عدم التنسيق المسبق بين الطرفين . بعضهم اشترط وجود طرف ثالث ، وآخر قال بضرورة قيامهم بإنشاء نقاط عسكرية قبل فتح الطريق من جهة المدينة – ولم يقل أمنية .
ترحيب شعبي واسع
في المقابل ، قوبلت خطوة فتح طريقي « الحوبان- قصر الشعب- الكمب والستين -الخمسين -مدينة النور- بئر باشا» وفقا لتوجيهات قائد الثورة ، ورئيس المجلس السياسي الأعلى. بارتياح كبير من قبل المواطنين في تعز واعتبروها خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح للتخفيف عن كاهل المواطنين عناء مشقة الطريق وتسهيل انسياب حركة المسافرين والحد من جرائم قطاع الطرق والابتزازات التي يتعرضون لها أثناء تنقلاتهم عبر طرق ملتوية وبعيدة ظلت تفاقم معاناتهم على مدى سنوات ، وعبروا عن أملهم أن يلتزم الطرف الآخر بإزالة الحواجز والسواتر من جانبهم لتسهيل مرور المواطنين والمسافرين دون عوائق باعتبار هذه الخطوة تهم جميع أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة.
وفي هذا الإطار اطلع القائم بأعمال محافظ تعز أحمد المساوى، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن عبداللطيف المهدي امس على أعمال إزالة السواتر الترابية من الطريق الرئيسي الحوبان – قصر الشعب – الكمب، الذي تم فتحه الجمعة.
واستمع المساوى واللواء المهدي من فرق العمل الميدانية إلى إيضاح عن سير إزالة السواتر الترابية والأحجار والكتل الخرسانية وردم الحفريات، لتسهيل تنقل المواطنين.
وأكد أن فتح طريق الحوبان – قصر الشعب – الكمب، يأتي ترجمة لتوجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، بتخفيف معاناة المواطنين، سيما قبل حلول عيد الأضحى المبارك.
ودعا الجميع إلى تحمل المسؤولية وتغليب المصلحة العامة والعمل فتح كافة الطرق، وإزالة الموانع التي تعيق حركة تنقل المواطنين في المحافظة والمديريات.
وأشار المساوى إلى أن طريق الحوبان – قصر الشعب – الكمب، ستكون سالكة بشكل تام أمام مرور المسافرين بعد تنظيفها من المخلفات.. منوها بجهود اللجان الميدانية في تأمين الطرق وتنفيذ الإجراءات لضمان الحفاظ على سلامة المسافرين.
وقد رحبت اللجنة الرئيسية بمجلس الشورى بالخطوات الإيجابية المتضمنة فتح الطرقات بين المحافظات.
وأشادت بموجهات المجلس السياسي الأعلى والمبادرات الوطنية القبلية والمجتمعية التي ساهمت في إنجاح هذه الخطوات وتنفيذها على ارض الواقع.
واعتبرت اللجنة فتح الطرقات بين المحافظات خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح لبناء الثقة والتخفيف عن كاهل المواطنين عناء مشقة الطريق والحد من جرائم قطاع الطرق التي يتعرض لها المسافرين .
وطالبت اللجنة بتنفيذ المزيد من هذه المبادرات والخطوات الفاعلة والتي من شأنها التخفيف من معاناة المواطنين والحفاظ على النسيج الوطني.
وكان مواطنون في تعز قد رصدوا عملية إزالة أكوام التراب والمخلفات من طريق جولة القصر من قبل الجهات المعنية في المحافظة ، حيث امتدت إزالة الحواجز إلى المنطقة التي يقع فيها مبنى صندوق النظافة، حتى مدخل صالة الأمراء.
وإن الطريق باتت سالكة إلى منطقة القصر الجمهوري، في انتظار ردة مبادرة الطرف الآخر في مدينة تعز لرفع أكوام التراب والمخلفات من جهة قصر الشعب ومبنى البنك المركزي الجديد”.