اختتام الدورة التدريبية الخاصة بالنوع الاجتماعي‮ ‬ومجانية الولادة بصنعاء‮ ‬



التأكيد على أهمية المتابعة الجادة لتحقيق مجانية الولادة والطوارئ التوليدية في‮ ‬المرافق الصحية‮ ‬

اختتمت الاثنين الماضي‮ ‬بصنعاء فعاليات الدورة التدريبية الخاصة بالنوع الاجتماعي‮ ‬ومجانية الولادة وتنظيم الأسرة التي‮ ‬نظمها التحالف الوطني‮ ‬للأمومة المأمونة بالتعاون مع مشروع استجابة الممول من الوكالة الأمريكية‮ ‬للتنمية الدولية بمشاركة‮ ‬25‮ ‬مشاركاٍ‮ ‬ومشاركة من الإعلاميين والأطباء والعاملين الصحيين العاملين في‮ ‬عدد من المرافق الصحية بأمانة العاصمة‮ ‬الدورة التي‮ ‬استمرت‮ ‬3‮ ‬أيام هدفت‮ ‬إلى التعريف بمفهوم النوع الاجتماعي‮ ‬وزيادة وعي‮ ‬المشاركين بأهمية النوع الاجتماعي‮ ‬وأدوار النساء في‮ ‬المجتمع في‮ ‬إطار النوع الاجتماعي‮ ‬بالإضافة إلى تطوير حساسية النوع الاجتماعي‮ ‬للمشاركين والمشاركات وتمكينهم من التحليل النقدي‮ ‬للمفاهيم الجاهزة والتصورات الخاطئة لأدوار النوع الاجتماعي‮ ‬وعلاقتها بالتنمية وعملية المناصرة‮ ‬‮ ‬كما تهدف الدورة إلى التعريف بقرار مجانية الولادة في‮ ‬المستشفيات الحكومية ووضع آلية مقترحة لتطبيق القرار‮ .‬

الثورة‮ / ‬شوقي‮ ‬العباسي‮ ‬

صحيفة‮ «‬الثورة‮» ‬وعلى هامش اختتام الدورة التقت عدداٍ‮ ‬من المشاركين والمعنيين في‮ ‬الدورة لمعرفة آرائهم حول أهمية الدورة والدور المطلوب في‮ ‬مناصرة هذه القضايا التي‮ ‬تهم الأمهات في‮ ‬اليمن‮ .‬
دعم ومناصرة
بداية تحدث المدير التنفيذي‮ ‬للتحالف الوطني‮ ‬للأمومة المأمونة الدكتور أكرم الشرجبي‮ ‬بالقول‮: ‬إن وفيات الأمهات تعتبر كارثة إنسانية على كافة المستويات‮ (‬صحياٍ‮ ‬واجتماعياٍ‮ ‬واقتصادياٍ‮) ‬فالأمهات‮ ‬يجب أن‮ ‬يحظين باهتمام كبير من صناع القرار وصانعي‮ ‬السياسات والمنظمات والكادر الإداري‮ ‬والصحي‮ ‬لدعم ومناصرة سياسة مجانية الولادة وتنظيم الأسرة‮ .‬
وأشار إلى أن مشروع مناصرة سياسات مجانية الولادة وتنظيم الأسرة‮ ‬الممول من‮ ‬مشروع استجابة‮ ‬يهدف إلى حشد جميع الجهود نحو تنفيذ هذه السياسة لإشراك صناع السياسات‮ ‬‮ ‬والاستفادة من الخبرات الأكاديمية والتخصصية للخروج بدراسات وآليات علمية وقانونية واقتصادية تسهل تنفيذ هذه السياسة‮ ‬مضيفاٍ‮ ‬هناك بعض التحديات المتمثلة في‮ ‬قلة الميزانية المحددة للصحة الإنجابية إضافة إلى عدم توفر الكادر الطبي‮ ‬الكافي‮ ‬في‮ ‬الأرياف والمديريات‮ ‬متوقعاٍ‮ ‬أن‮ ‬يتم الدفع باتجاه رفع موازنة الصحة الإنجابية وتقنين تشريعات من صناع القرار والإدارات التنفيذية المختصة‮.‬
ونوه إلى أن تحقيق ذلك‮ ‬يتطلب الكثير من الجهود المشتركة من قبل كافة الأطراف في‮ ‬المجتمع والمانحين لمواجهة كافة العقبات والصعوبات التي‮ ‬تعيق تحقيق ذلك وفي‮ ‬مقدمتها التحديات المالية والجوانب التشريعية‮ ‬لافتاٍ‮ ‬إلى أهمية مضامين الدورة وضرورة الاستفادة منها لتحقيق أهداف المشروع والمتابعة الجادة لتحقيق مجانية الولادة والطوارئ التوليدية‮ .‬
الحشد والمناصرة
من جهته‮ ‬يقول ضابط المشاريع بالتحالف الوطني‮ ‬للأمومة المأمونة الدكتور رامي‮ ‬المقطري‮ ‬إن الدورة تأتي‮ ‬ضمن الأنشطة التوعوية التي‮ ‬ينفذه التحالف في‮ ‬إطار مشروع مناصرة مجانية الولادة وتنظيم الأسرة الذي‮ ‬ينفذه التحالف بتمويل من مشروع استجابة التابع للوكالة الأمريكية للتنمية من خلال استهداف عدد من الفئات ذات العلاقة من أطباء وإعلاميين وعاملين صحيين للإسهام في‮ ‬الخروج بآليات تسهل تنفيذ هذه السياسة لتحقيق مجانية الولادة وتنظيم الأسرة في‮ ‬المرافق الصحية بالشكل المطلوب وحشد الدعم والمناصرة لهذه القضية‮ ‬‮ ‬خصوصا وأن هناك سبع نساء‮ ‬يمتن‮ ‬يوميا في‮ ‬اليمن جراء مضاعفات الحمل والولادة الأمر الذي‮ ‬يستدعي‮ ‬الوقوف الجاد أمام هذه القضية وإيجاد الحلول المناسبة لخفض مثل هذه المؤشرات التي‮ ‬تعاني‮ ‬منها النساء في‮ ‬اليمن‮ .‬
وأضاف الدكتور رامي‮ ‬أن اليمن لا تزال في‮ ‬مصاف الدول التي‮ ‬تعاني‮ ‬كثيراٍ‮ ‬من المشاكل الصحية المؤثرة على حياة السكان خاصة صحة الأمهات والأطفال‮ ‬ولا تزال حالياٍ‮ ‬الولادات التي‮ ‬تتم تحت إشراف طبي‮ ‬متدنية والغالبية العظمى ما تزال تتم في‮ ‬المنازل وبالوسائل التقليدية‮ ‬ومن خلال اتجاهات‭ ‬المؤشرات‭ ‬الخاصة‭ ‬صحة‭ ‬الأمهات خلال الفترة الماضية أتضح أن اليمن بحاجة إلى موارد إضافية‮) ‬مالية‮ – ‬بشرية‮ (‬حتى تفي‭ ‬‮ ‬بتحقيق أهداف التنمية البشرية‮ ‬عام‮ ‬‭ ‬2015م‮).‬
قرار لخفض وفيات الأمهات
من جهتها أوضحت مديرة الدائرة القانونية بالتحالف مدير عام المرأة والطفل بوزارة الشؤون الاجتماعية الأستاذة رشيدة النصيري‮ ‬أن الدورة تكتسب أهمية لتناولها موضوع هام‮ ‬يتعلق بالنوع الاجتماعي‮ ‬وإدماجها في‮ ‬التنمية خصوصا وأننا نشهد تطورات متسارعة‮ ‬يظهر فيها الرجل والمرأة على حد سواء والمرأة اليمنية أصبح لها صوت عالي‮ ‬على المستوى الوطني‮ ‬والدولي‮ ‬وسيصبح لها دور في‮ ‬رسم السياسات العامة للبلد‮ ‬بالإضافة إلى دورها السياسي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬الكبير‮ ‬مشيرة إلى أن قضايا النوع الاجتماعي‮ ‬أصبح مسلماٍ‮ ‬به‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن إقامة مثل هذه الدورات للشباب والشابات‮ ‬يعني‮ ‬أن الانطلاقة ستبنى على أساس علمي‮ ‬سليم بعيداٍ‮ ‬عن المفاهيم المغلوطة والمبنية على تفسيرات ضيقة الأفق‮.‬
وحول مجانية الولادة تؤكد النصيري‮ ‬أن قرار مجانية الولادة من شأنه خفض وفيات الأمهات في‮ ‬اليمن والتحالف الوطني‮ ‬للأمومة المأمونة‮ ‬يتجه نحو إعداد دراسة تحليلية للسياسات العامة في‮ ‬اليمن والتي‮ ‬لها علاقة مباشرة بالصحة الإنجابية ومجانية الولادة‮ .‬
وأشارت إلى الجهود المبذولة من قبل الجهات الحكومية والمنظمات المحلية والدولية في‮ ‬هذا المجال إلا أن التحسن في‮ ‬مؤشر وفيات الأمهات لايكاد‮ ‬يذكر ولا تزال من أعلى المعدلات في‮ ‬العالم‮ ‬لذا قام التحالف ببذل جهود مع جميع الشركاء وطرح المشكلة على طاولة الجميع من خلال مسودة القرار الخاص بمجانية الولادة والذي‮ ‬يعتبر خطوة هامة في‮ ‬الطريق الصحيح لا جاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة في‮ ‬اليمن ولا‮ ‬يتم ذلك إلا عن طريق تضافر جهود كل الجهات المعنية والشركاء المانحين للوصول إلى تحقيق الأهداف‮ .‬
المشاركة في‮ ‬التنمية
أما الأخ نشوان النصير‮ -‬مشارك في‮ ‬الدورة رئيس قسم الطفل بوزارة الشؤون الاجتماعية‮- ‬أوضح‮ ‬أن الدورة مهمة وبينت اللبس حول موضوع النوع الاجتماعي‮ ‬وأهميته في‮ ‬التنمية حيث‮ ‬يعتبر النوع الاجتماعي‮ ‬والعدالة الاجتماعية من أهم مرتكزات التنمية فلا‮ ‬يمكن أن تتقدم عجلة التنمية ما لم تكن كاملة وبدون إشراك النصف الآخر في‮ ‬المجتمع فالمرأة لابد من إشراكها في‮ ‬هذه العملية وفي‮ ‬مختلف المجالات والعمل على وضع الخطط والاستراتيجيات من أجل الوصول إلى تحقيق الأهداف‮ ‬وضرورة الاستغلال الأفضل للموارد البشرية بشقيها الرجل والمرأة نظراٍ‮ ‬لتكامل الأدوار‮ .‬
الدكتورة سهير عاطف مستشارة النوع الاجتماعي‮ ‬مدربة الدورة أكدت أهمية الدورة في‮ ‬تعريف المشاركين بمفهوم النوع الاجتماعي‮ ‬وزيادة وعي‮ ‬النساء بأدوارهن في‮ ‬المجتمع بالإضافة إلى تمكين المشاركين من التحليل النقدي‮ ‬للمفاهيم الجاهزة والتصورات الخاطئة لأدوار النوع الاجتماعي‮ ‬وعلاقتها بالتنمية بالإضافة إلى تعريف المشاركين بعلاقة النوع الاجتماعي‮ ‬بالصحة الإنجابية وقرار مجانية الولادة‮ .‬
وأشارت إلى أن العلاقة بين النوع الاجتماعي‮ ‬بالتنمية هو التحول من تنمية المرأة إلى تنمية النوع الاجتماعي‮ ‬خصوصاٍ‮ ‬وأن عدم إشراك المرأة بكافة الأنشطة الحياتية لا تؤثر على المرأة فقط وإنما على الرجل أيضاٍ‮ ‬لافتاٍ‮ ‬إلى أن دمج النوع الاجتماعي‮ ‬في‮ ‬السياسات والخطط‮ ‬التنموية هي‮ ‬عملية تساعد على تحقيق المساواة بين الجنسين‮.‬
وأكدت أهمية قرار مجانية الولادة والذي‮ ‬من شأنه تشجيع النساء على الدخول إلى المستشفيات وخصوصا النساء الفقيرات‮ ‬وبالتالي‮ ‬من شأنه خفض وفيات الأمهات من خلال الخدمات التي‮ ‬تقدم للنساء والرعاية الصحية‮ .‬

قد يعجبك ايضا