منذ انطلاق حمم العدوان على اليمن، أدركت القوى والفعاليات السياسية ان الهدف ابعد من عدوان عسكري ومن هدم للبنية التحتية، وكل ما يرتبط بحياة الناس انه ببساطة محاولة لإعادة تقسيم البلد بل وتفتيته هذه المرة إلى كانتونات صغيرة بالإمكان السيطرة عليها.
تؤكد الفعاليات السياسية الوطنية بأن الأعداء لهم الكثير من المطامع في اليمن، وهم يدركون ان تحقيق أهدافهم لن يكون ممكنا في ظل يمن واحد قوي، لذلك أعدوا منذ اللحظة الأولى للعدوان إلى تنفيذ مخططهم القديم بتقسيم اليمن.
هذا المخطط يبدو اليوم حاضرا أكثر مع التحركات التي تدفع ببعض الكيانات الأنانية في المحافظات الجنوبية للعمل على خلق هذا الواقع المقسّم وتحويل الداخل اليمني إلى فوضى عارمة.الثورة /
يرى محمود الجنيد – نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية أن تحالف العدوان يتحول إلى نوع جديد من التآمر على الوحدة ويعيد ترتيب أوراقه.
وكما انتصرت الوحدة على كل المحاولات البائسة لاستهدافها خلال السنوات الماضية ستتنصر بفضل الالتفاف الشعبي والرسمي حول هذا المنجز التاريخي.
يؤكد الجنيد ان الوحدة اليمنية التي لفظت ورفضت كل من تآمر عليها ستبقى، وقال: صحيح أن هناك مخاطر وهناك تحديات اليوم أمام تمزيق اليمن إلى شطرين وأكثر من ذلك كنتونات متعددة تقودها دول الاستكبار برعاية الصهيونية، لكن بوعي هذا الشعب، وبوجود قيادة ثورية بحجم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ستفشل كل تلك المؤامرات وسندفن مؤامرة التقسيم والتفتيت، رغم بقاء التحديات والمخاطر وإن كنا تجاوزنا كثيراً منها فالوضع يستدعي بقاء الجاهزية حتى دفن المؤامرة تماما.
هي المشروع الحقيقي
فيما يؤكد علي القحوم – عضو المكتب السياسي لأنصار الله ان ”الوحدة هي مشروع وطني خالص ليست للمزايدة السياسية، وأبناء الشعب اليمني يؤمنون إيماناً كاملا بأن الوحدة هي المشروع الحقيقي الذي يضمن لهم الحياة ويضمن لهم الأرض والوجود كيمن حر مستقل وسلامة الثروة وديمومة الحياة.
تحالف العدوان السعودي الأمريكي يسعى اليوم لفرض عملية تشطير وتقسيم وتفتيت لليمن من جديد، والشعب اليمني لا يقبل بأن يكون هناك انفصال لأي جزء من أجزاء اليمن، اليمن هو كينونة واحدة، ووقف الشعب اليمني ضد أي مشروع تقسيمي دائما ما تبناه الغازي الخارجي.
ويؤكد القحوم على انه في واقع اليوم لا يزال السعودي والإمارات ومن ورائهم الأمريكي في المناطق المحتلة، يعملون على مشروع التقسيم، وبقول: نحن نقول لهؤلاء ومن يحملون مشاريع التفتيت من الغازي الخارجي أو مرتزقة الداخل بأن أبناء الشعب اليمني أنصار الله والقوى السياسية الوطنية لن يقبلوا بمثل هذه المشاريع مهما كان ومهما يكون، ومستحيل جداً بعد كل هذه التضحيات على مدى سنوات من العدوان أن نقبل بما تريده دول الغزو من مشاريع تآمرية على اليمن.
ويلفت القحوم إلى أن التاريخ اثبت أن بريطانيا وأمريكا والدول الإقليمية لا تريد وحدة لليمن، باعتبارها عنصر قوة لليمن، عندما تكون دولة موحدة والتاريخ يقص ذلك.
ويقول: اليمن بطبيعته وتركيبته الاجتماعية هو نسيج اجتماعي واحد، حتى على مستوى الجغرافيا نجدها جغرافيا مترابطة، ولذلك كل مشاريع التقسيم حتى في مؤتمر الحوار الوطني حاولوا تقسيم اليمن لمصالح دول خارجية، وليس في التقسيم والتجزئة أي مصلحة يمنية.
ويضف : ”نقول للعدو إننا متمسكون بالوحدة مهما كان تآمرهم وسنواجه كل مظاهر إحياء الفتنة الطائفية والمناطقية، وهذا دور القوى السياسية وكل المتنورين، فيما نرى اليوم المجاهدين يقومون بدورهم البطولي والجهادي في سبيل الله والذي يحمي الوحدة بل ووجود اليمن، الوحدة حققها اليمنيون، والأخطاء التي ارتكبها النظام السابق تُعالج بما يطمئن كل اليمنيين، ولا يجوز تحميل الوحدة أخطاء أدوات الإقليم، وهذا هو المسار الذي تتحرك من خلاله كل القوى السياسية لمنع تحالف العدوان من تحقيق أهدافه، وإفشال كل المؤامرات التي تستهدف وحدة التراب اليمني وسلامة أراضيه.
مؤامرة على الجنوب
من جهته يحيى منصور أبو إصبع – رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني يؤكد بأن المؤامرة على الجنوب اليوم أكبر وأخطر، وقال: ” ما يسمى بمجلس القيادة ” مجلس العار ” تشكل في الرياض والبيان الذي تلاه هادي أُملي عليه ومن كانوا في الرياض علموا به كما علم به الجميع من وسائل الإعلام، بما في ذلك حتى أعضاء اللجنة السياسية في مشاورات الرياض…. وهو لن يقدم شيئا إلا ما تطلبه الإمارات والسعودية في اليمن.
ويقول: ”السعودية والإمارات صاروا في قناعة أن الوضع في صنعاء يسير على غير ما يريدون أنهم غير قادرين على تغييره وبالتالي هم يعملون لتثبيت وضعهم وأطماعهم في جنوب اليمن، فالسعودية تسيطر على منابع النفط والإمارات تسيطر على موانئ تصدير الغاز في بلحاف والموانئ والجزر وباب المندب، ولدى السعودية هاجس ضم حضرموت وهناك تجنيس سعودي لأبناء حضرموت لتحقيق طموحها بممر إلى البحر العربي.
مهما كان التآمر سيفشل
ويرى الدكتور قاسم لبوزة ان “الوحدة كانت على مر التاريخ هدفاً، وضمير ووجدان الشعب اليمني حتى أنه على مدى التاريخ امتلكت القوى السياسية اليمنية مشروعيتها من تبني مشروع الوحدة اليمنية.
ويؤكد لبوزة بأن الوحدة وجدت لتبقى، وان ارتفع الصوت الانفصالي بسبب تمويل دول خارجية، تدعو لتمزيق وتفتيت اليمن.
وقال لبوزة: الوحدة اليمنية بالفعل تواجه أخطر مراحلها لأن هناك عدواناً خارجياً مدعوماً من دول كأمريكا وبريطانيا ودول رجعية مثل السعودية والإمارات، وجميع هؤلاء وضعوا في برنامجهم ليس إعادة الوضع إلى ما قبل مايو 90، وإنما إعادة اليمن إلى ما قبل العام 62م عهد حكومة الاتحاد والتي كانت تتشكل من 62 سلطنة ومشيخة مرتبطة بالاحتلال البريطاني وأقل استقلالية من السابق.
وأضاف: الوحدة هي وحدة شعب ووحدة أرض، ومهما كان التآمر فسيفشل مع ذلك، تحالف العدوان ظن أن اليمن في خلال أسبوعين ستنهار، واليوم نحن نجري اللقاء في العام الثامن ونحن صامدون في مواجهة العدوان بل ونحقق انتصارات كبيرة وعظيمة لم يتوقعها العدو يوما.
إخراج الغازي سينهي المخاطر
اما سفيان العماري – نائب رئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان فيرى بان الحفاظ على الوحدة لازال ممكنا مع هذا التمسك والالتفاف من قبل الشعب حولها.
وقال: مشكلتنا الحقيقية والأساسية اليوم هي مواجهة الغازي وطرد الاحتلال الذي يحاول فك عرى الوحدة واستهدافها في قلوب الناس وخاصة في قلوب الشباب الذين لم يخبروا معاناة الانفصال في الماضي.
وأضاف: أجندة الاحتلال هي مشكلتنا اليوم، أول مداميك إعادة صيانة الوحدة هو إخراج الغازي والقضاء على أجندة الاحتلال، وبقية الأمور سنناقشها ويصل الشعب اليمني لصيغ أخرى للوحدة تحافظ على الشكل العام للوحدة وتراعي الخصائص في بعض المناطق أو بعض الأطراف الاجتماعية والسياسية”.
سنزيد من صلابة وضعنا الداخلي
من جهته يؤكد محمد الزبيري الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي بأن اليمنيين أمام مفترق طرق خطيرة وشديدة، وقال: العالم يعيد تموضعه ويتقاسم مصالحه الاقتصادية، ولا يمكن اليوم بالتجزئة أن نحقق إعادة تموضعنا، وبقيادة الأخوة في أنصار الله والقوات المسلحة سنتمكن من إعادة تموضعنا بشكل إيجابي يعلن ولادة قوية ذات بعد إقليمي يعززه الانتصارات التي تحققت.
ويضيف: تحالف العدوان الذي يسعى بكل وضوح لتمزيق اليمن وسرقة نفطه وغازه، يعيد ترتيب أوراقه ونحن معنيون في الأحزاب الوطنية بترتيب وضعنا الداخلي لزيادة الصلابة الداخلية وتعزيز وضع الجبهات، والدفاع عن الوطن هو دفاع عن الوحدة لتعود إلى صفائها ونقائها لتعود بمشروع وطني حر يستوعب كل القوى السياسية وكل أبناء الشعب.