الثورة نت|
نظمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم بصنعاء ندوة فكرية بعنوان ” الوحدة اليمنية- الواقع والتحديات” بمناسبة العيد الوطني الـ 34 للجمهورية اليمنية 22 مايو، وضمن مشاريع الرؤية الوطنية لبناء الدولة الحديثة.
وفي الفعالية التي استضافتها جامعة العلوم والتكنولوجيا أكد وزير التعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال حسين حازب، أن الوحدة اليمنية متجذرة في وجدان وذاكرة اليمنيين منذ قرون، مشيراً إلى أنها أثبتت أنها مغروسة في النفوس والوجدان سواءً في الشمال أو الجنوب ، رغم الاشكاليات والتحديات التي فرضها العدوان والحصار ..
ونوه إلى أن المتآمرين على الوحدة، هم في الوقت نفسه يستظلون بظلها ويرددون النشيد الوطني، كون الوحدة هي النجاة والبقاء لهم جميعاً، مبيناً أن الوحدة نتاج تضحيات وتطلعات الشعب اليمني وثبات إرادته في تحقيق الوحدة والاستقلال والتحرر من الوصاية الخارجية التي ترى أن في وحدة اليمن واستقراره وازدهاره خطر عليهم.
وذكر وزير التعليم العالي الأخطاء التي رافقت إعلان إعادة توحيد البلاد، منذ اللحظة الأولى وأبرزها إعلان التعددية السياسية التي سمحت بتمزيق وتفتيت البلد بذرائع حزبية ومذهبية وطائفية.
وأشار إلى أن الأنظمة التي سمحت بتوحيد اليمن كانت قد ضمنت تفكيكه من الداخل عبر السماح بإنشاء المكونات الحزبية التي كانت كفيلة باستمرار الصراع وضرب اليمنيين بعضهم مع بعض تنفيذاً لأجندات خارجية.
ورأى حازب بأن السبيل الأمثل لضمان الحفاظ على الوحدة اليمنية الاعتراف بالخطأ الذي تم ارتكابه بحق الجنوبيين، والاعتذار لهم.. لافتاً إلى أن الوحدة حماها الشعب اليمني ومن سيحميها القيادة السياسية التي تدافع عن السيادة من الغزاة والمحتلين .
من جانبه أشار نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين إلى أهمية الندوة لاستنهاض وعي النخب الفكرية والأكاديمية والسياسية والمجتمع لمواجهة مخططات ومؤامرات العدو الذي يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في البلد.
وأكد الحاجة الملحة إلى الألفة والمحبة والتمسك بعوامل النصر المتمثلة في نبذ الخلافات العصبية والمذهبية والحزبية والاعتصام بحبل الله وعدم التفرقة والتحرك الجاد في إطار الإسلام لمواجهة أعداء الله والدين اليهود والنصارى .
ولفت شرف الدين إلى أن الله تعالى دعا في القرآن الكريم إلى الوحدة بين الأمة الإسلامية وعدم التفرقة سواءً حزبياً أو مذهبياً، كون الدين عند الله هو الإسلام، والوحدة أحد أهم عوامل النصر على الأعداء.
بدوره أشار أمين عام جامعة العلوم الدكتور فيصل هزاع، إلى أن الاحتفال بالعيد الوطني، يأتي هذا العام والبلد يواجه تحديات جسيمة تستهدف وحدته وأمنه واستقراره وسيادته وسلامة أراضيه الأمر الذي يوجب على الجميع التمسك بالوحدة ونبذ الخلافات والصراعات لإفشال المخططات الخارجية التي تحاول النيل من وحدة وسلامة الوطن.
وأكد أن احياء هذه الذكرى يعكس إرادة الشعب اليمني في التمسك بوحدتهم وإصرارهم على تجاوز كل التحديات والمخاطر المحدقة بها والعمل معاً من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية.
وقدمت في الندوة التي أدارها وكيل الوزارة لقطاع المؤسسات التعليمية الدكتور غالب القانص، ورقتا عمل تناولت الأولى لأستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور مجاهد الشعبي “الوحدة اليمنية بين الثابت والمتغير” مؤكداً أن الوحدة هي الثابت والتشطير والمؤامرات والمخططات للتقسيم والتجزئة هي المتغير .
واستعرضت الورقة الثانية المقدمة من رئيس جامعة البيضاء الدكتور أحمد العرامي “الوحدة اليمنية عبر التاريخ “، مبيناً أن وحدة اليمن عبر العصور نتاج الوحدة الطبيعية والجيولوجية المتكاملة والتجانس البشري الفريد الذي امتاز به اليمنيون منذ فجر التاريخ .
وأكد أن وحدة اليمن كانت متجذرة في اليمنيين على الصعيد الديني والثقافي والسياسي والاقتصادي، في تاريخ اليمن القديم والحديث، وتميزت دولة سبأ عن بقية الدول القديمة بأنها كانت عمود تاريخ اليمن القديم وكانت الدولة المركزية، وكل التكوينات السياسية ترتبط بها عند قوتها وتنفصل عنها عند ضعفها .
وعرج الدكتور العرامي على اليمن في التاريخ الإسلامي، والحديث والمعاصر، رغم الإرهاصات التي حدثت إبان الاحتلال العثماني والبريطاني إلا أن المجتمع ظل يشعر بوحدته وكيانه الواحد رغم قيام نظامين متناقضين .
حضر الندوة رئيس جامعة عمران الدكتور خالد الحوالي ، ونائب رئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور عبد العزيز الشعيبي ورؤساء الجامعات الأهلية وقيادات الوزارة.