تقرير أمريكي:البحرية الأمريكية تبحث عن حلول لخفض تكلفة عمليات مواجهة هجمات القوات اليمنية
تكاليف مواجهة المسيرات والصواريخ اليمنية باهظة الثمن وتحتاج إلى موازنات ضخمة
البيت الأبيض يفشل في حشد الشركاء والحلفاء خلفه في عملية »حارس الإزدهار«
تكلفة صاروخ استر الواحد تبلغ حوالي 1.1 مليون دولار، والقوات البحرية الأوروبية لا تمتلك الخدمات اللوجستية والمالية لمواصلة حملة بهذا الحجم
قال مركز “المجلس الأطلسي” الأمريكي لأبحاث الشؤون الدولية، إن هجمات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر تسلط الضوء على “تآكل القيادة الأمريكية في المنطقة”، حيث فشلت الولايات المتحدة في حشد الدعم الإقليمي والدولي لعملية «حارس الازدهار» التي أطلقتها ضد اليمن الأمر الذي يكشف عن صعوبات متزايدة تواجه واشنطن.
ونشر المجلس تقريرا جديداً أكد فيه أن أكبر مشكلة تواجه البيت الأبيض هي فشله في حشد الشركاء والحلفاء خلف قيادته.
الثورة / أحمد المالكي
وقال التقرير إن “الحلفاء الأوروبيين كانوا متشككين، حيث أعربوا عن عدم موافقتهم على دعم واشنطن للعملية الإسرائيلية في غزة وشككوا في الأهداف الاستراتيجية لعملية حارس «الازدهار» ونتيجة لذلك، في 19 فبراير، أعلن الاتحاد الأوروبي عن عملية اسبيدس، وهي عملية أمنية بحرية خاصة به.
توترات
وأوضح التقرير أن “إنشاء عملية اسبيدس أثار التوترات بين المسؤولين من جانبي المحيط الأطلسي”، مشيراً إلى أن “مسؤولين أمريكيين قالوا إن اسبيدس تبعث برسالة الفرقة بين حلفاء الناتو بدون تقديم بديل موثوق به على المستوى العسكري”.
وبحسب التقرير فإن “العملية الأوروبية لها مشكلاتها، خصوصاً فيما يتعلق بالقدرات البحرية المتواضعة التي توفرها الدول المساهمة، فحتى اليوم، تعتمد العملية فقط على أربع سفن حربية لمواجهة هجمات من أسماهم التقرير «بالحوثيين»، ويعاني الأوروبيون أيضاً من محدودية قدرات الدفاع الجوي.
انفصال
وأشار التقرير إلى أن : البحرية الفرنسية استخدمت مراراً وتكراراً صواريخ «أستر- أرض جو» لمواجهة الصواريخ الباليستية اليمنية المتعددة ، لكن تكلفة صاروخ استر الواحد تبلغ حوالي 1.1 مليون دولار، ومن المشكوك فيه، من حيث الخدمات اللوجستية والمالية، أن تمتلك القوات البحرية الأوروبية الوسائل اللازمة لمواصلة حملة مدتها أشهر بهذا الحجم، وهذا يسلط الضوء على الانفصال بين الطموحات الأوروبية في مجال الأمن البحري وواقع مواردها العسكرية.
وأضاف التقرير أن رد الولايات المتحدة على أزمة البحر الأحمر قوبل بعدم الثقة من جانب الشركاء في الخليج، ومن بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي الستة، انضمت البحرين فقط إلى عملية حارس الازدهار، وعلى وجه التحديد، رفضت السعودية ودويلة الإمارات العملية الأمريكية بسبب خلافهما مع واشنطن حول الصراع في اليمن الذي سبق أزمة البحر الأحمر.
وبحسب التقرير فإن أزمة البحر الأحمر بشكل عام، تسلط الضوء على عجز الولايات المتحدة عن حشد شركائها خلف قيادتها”.
تآكل
وخلص التقرير إلى القول إنه في نهاية المطاف ، فإن تآكل القيادة الأمريكية يدفع كل لاعب إلى الدفع نحو أجندته الخاصة و تفاقم الانقسام السياسي، ليس فقط في البحر الأحمر، بل في جميع أنحاء الخليج والشرق الأوسط، وهذا الاتجاه يضع المؤسسات الإقليمية القائمة جانباً ويفضل التحالفات المخصصة التي قد تتنافس مع بعضها البعض، وهذا يهدد بإهدار الموارد الدبلوماسية والعسكرية لأصحاب المصلحة، وهو ما له آثار مباشرة على نجاح عملية حارس الرخاء، وعلى المدى الطويل، تنبئ هذه التطورات في البحر الأحمر أيضاً بالصعوبات المتزايدة التي تواجهها واشنطن في تشكيل البنية الأمنية للشرق الأوسط”.
بحث عن حلول
فيما قال موقع “بريكينغ ديفينس” العسكري الأمريكي، إن البحرية الأمريكية تبحث عن حلول لخفض تكلفة عمليات مواجهة هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر، من خلال الاعتماد على أسراب طائرات مسيرة أقل تكلفة بدلاً عن المنظومات الدفاعية الباهظة، لكن هذه الحلول لا تزال بعيدة المنال، الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة مضطرة لمواصلة تجديد مخزوناتها من الصواريخ عالية التكلفة.
ونشر الموقع تقريراً جديداً أكد فيه أن تكلفة إنفاق أسلحة الأسطول السطحي الباهظة الثمن للقضاء على طائرات مسيرة رخيصة الثمن والصواريخ الباليستية المضادة للسفن وصواريخ كروز في البحر الأحمر القادمة من اليمن ، دفعت بالبحرية الأمريكية إلى تسريع استكشافها لبدائل أرخص وذات قدرات تخريبية مثل أسراب الطائرات بدون طيار من طراز (ريبليكيتور) التي تأمل الخدمة أن تتمكن من القيام بهذه المهمة بتكلفة أقل بكثير، وفقاً لأحد كبار المسؤولين في البحرية.
معدات ارخص
ونقل التقرير عن الأدميرال فريد بايل، مدير الحرب السطحية، قوله خلال مناقشة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ، إن “البحرية بحاجة إلى الاستثمار في معدات أرخص لإسقاط الطائرات بدون طيار”.
وأضاف: “إننا نعمل لتحقيق هذه الغاية، ولدينا بعض الحلول التي لا يمكنني الخوض فيها، ولكننا سنتوصل إليها بعد إيجاد طرق أكثر فعالية من حيث التكلفة لمعالجة تلك التهديدات المنخفضة المستوى”.
وبحسب التقرير فإن “البنتاغون طلب في مارس الماضي من المشرعين مليار دولار على مدى العامين المقبلين لبرنامج سرب الطائرات بدون طيار، الذي يهدف إلى إنتاج الآلاف من الطائرات ذاتية القيادة ومنخفضة التكلفة والمنصات اللازمة لإسقاط الطائرات بدون طيار المعادية”.