بعد غد الأربعاء، ستكمل الوحدة اليمنية المباركة، عامها الـ 34 وهي تعيش أسوأ مراحلها على الإطلاق، بعد أن صارت فريسة سهلة في أيدي ألدّ أعدائها، ممن نصًبوا أنفسهم أولياء ووكلاء على اليمن، ومكتسباته ومصالح أبنائه، وأوغلوا في هدمها وتشويهها في نفوس كثير من أبناء البلد الواحد.
-كل إنسان حر في هذه البلاد، بات يشعر بالأسى والحزن لما آلت إليه الوحدة التي كانت بمثابة الحلم الجميل والإنجاز الأكبر، محل فخر واعتزاز كل يمني، وهو الذي تحقق في زمن الفرقة والشتات الذي ضرب العالم، وكانت ثمرة تضحيات جسيمة، بذلها اليمنيون للم شمل البيت اليمني، وإعادة اللحمة الوطنية وتصحيح المسار التاريخي لهذا البلد وتعزيز مكانته على الخارطة العالمية.
– صارت وحدة اليمن في زمن الاحتلال السعودي الإماراتي، مثل جسد مسجّى، ينهش فيه الأعداء كيفما يشاءون، ويتلذذون بالانتقام منها من خلال نسفها وتدميرها كل ساعة، والعمل الحثيث لتأسيس الكيانات والعصابات المسلحة، من المرتزقة والمأجورين المحليين، للإجهاز عليها نهائيا، في النفوس قبل معطيات الجغرافيا وحقائق التاريخ.
-الوحدة رغم التحديات والمخاطر الكبرى- التي تواجهها اليوم- تبقى قدراً ومصيراً وملكاً واستحقاقاً وطنياً، لكل اليمنيين في الشمال والجنوب على حد سواء، وقد كانت منذ يومها الأول قرارا يمنيا خالصا، ونعلم كما يعلم الجميع، أنها لم ترق يوما لأشقائنا في الجوار، وناصبوها العداء على الدوام، ورأوا فيها وفيما جاءت به- من الديمقراطية والتعددية الحزبية والانفتاح السياسي للشعب اليمني- مؤشرات تنطوي على مخاطر، قد تشكّل تهديدا على عروشهم وممالكهم الهشة، القائمة على الاستبداد والحكم الشمولي، وتسلّط الأسرة والفرد، وهذه النظرة والفهم القاصر للوحدة اليمنية، من قبل هذه الأنظمة المتخلفة لم يكن للشعب اليمني أي ذنب فيها، بل أثبتت الأيام، والتجارب طيلة العقود الماضية، أن وحدة اليمن كانت ولا تزال ضرورة ملحة، لأمن واستقرار المنطقة والعالم.
-هذه الحقائق عن وحدة اليمن، وأهميتها للسلم والأمن الدوليين، لم يفهمها الأعداء، ولا يريدون أن يفهموا ذلك أبدأ وهذه مشكلتهم المستعصية، التي أشعلوا لأجلها الحروب ونشروا الخراب والدمار في كل مكان، وازهقوا أرواح كثير من الناس الأبرياء، وأهدروا إمكانيات هائلة في محاربتها، ولا يزالون في غيًهم يعمهون، والمشكلة الأدهى والأمًر، أن الكثير من اليمنيين أنفسهم، صاروا يتماهون مع هذه الممارسات العدائية السافرة ضد اليمن، ومصالحه العليا، ويحاولون توظيف كل ذلك، بما يناسب توجهاتهم ويحقق لهم مصالحهم الأنانية الضيّقة، متناسين الحقائق القائلة، أن مثل هذه المشاريع الصغيرة، ما كان لها أن تصمد أبدا، أمام عزيمة وإصرار وصمود شعب، مثل شعبنا اليمني العظيم، الذي يواجه اليوم هجمات أعتى أنظمة الكفر والإلحاد في العالم، بكل صبر وثبات وإرادة وثقة، لا حدود لها في نصر الله .