الثورة /تقرير/حمدي دوبلة
في آخر رفسات التيس المذبوح قبل أن يلفظ أنفاسه سارع رئيس حكومة الكيان الصهيوني الإرهابي/ بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين إلى إخلاء مدينة رفح ومباشرة عدوانه على المدنيين في محاولة يائسة لعرقلة وإفشال جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع فصائل المقاومة.
وهاجم سياسيون صهاينة نتنياهو وحملوه المسؤولية الكاملة عن تعثر الاتفاق الذي كان وشيكا.
وأستبق جيش الاحتلال التوقيع على الاتفاق بإعلان شرق رفح مناطق خطيرة يجب إخلائها من السكان، وهو بحسب مراقبين يؤكد النية المسبقة لشن عدوان على المدينة ويتوافق مع التصريحات المعلنة من نتنياهو الذي ينتظره مستقبل مظلم في حال ابرمت الصفقة.
وسيكون بمثابة الضربة القاضية لمستقبله السياسي.
واعتبر مسؤولون في حركة المقاومة الإسلامية حماس أن إعلان جيش الكيان إخلاء رفح من سكانها دليل قاطع على كذب ومراوغة نتنياهو وحكومته وان إرسال وفده المفاوض إلى القاهرة كان مناورة لإطالة أمد العدوان وبالتالي استمراره أياماً أخرى على رأس الحكومة المتطرفة في تل أبيب.
وقال الجيش الصهيوني أنه بدأ صباح أمس فعليا ما أسماه “الإجلاء المؤقت” لنحو 100 ألف فلسطيني من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح ودفعهم إلى التوجه إلى منطقة المواصي جنوب غربي قطاع غزة.
وأشار إلى أن هذه العملية “ستمضي قدما بشكل تدريجي بناء على تقييم الوضع المتواصل الذي سيجري طيلة الوقت”.
وصرخ مستوطنون غاضبون أمس، في وجه نتنياهو، للمطالبة بإعادة الأسرى من قطاع غزة، وذلك خلال مراسم إحياء مايسمونه ذكرى ضحايا “المحرقة النازية” (الهولوكوست) بالقدس الغربية، وفق إعلام عبري.
وكان نتنياهو قد أكد في وقت سابق ان جيشه سيدخل رفح على الحدود مع مصر، سواء تم التوصل إلى اتفاق مع “حماس” أم لا.
وذلك لإرضاء متطرفين في حكومته، ورغبته الجامحة في استمرار العدوان على غزة، على أمل الاحتفاظ بمنصبه رغم الإخفاقات المتتالية منذ 7 أكتوبر الماضي حسب سياسيين ومحللين صهاينة.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أمس عن مسؤول “إسرائيلي”، قوله “إن إسرائيل وحماس كانتا قبل أيام، أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل لاتفاق”.
واستدرك المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته: لكن تصريحات نتنياهو بشأن رفح أجبرت حماس على تشديد مطالبها”، وبالتالي تعريض الاتفاق لخطر الفشل الحقيقي.
إلى ذلك اعتبر رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، سلامة معروف، أمس، أن مطالبة الجيش الصهيوني إخلاء مناطق في شرقي رفح جنوبي القطاع “استمرار لنهج الجرائم والإبادة الصهيونية” ضد الشعب الفلسطيني.. موضحا أن عدوان الاحتلال لم يتوقف لحظة في كل مناطق قطاع غزة، وحتى رفح لم تسلم طوال الفترة الماضية من عمليات القصف والتدمير”.
ورأى معروف أن “الإعلان الجديد يأتي استمراراً لنهج الجرائم والإبادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، ويهدد حياة 1.5 مليون فلسطيني يتواجدون بالمدينة، رغم كل التحذيرات الدولية والإنسانية لمخاطر أي عدوان بري على رفح”.
وأشار إلى رصد تجاوب محدود من المواطنين مع أوامر الإخلاء الإسرائيلية.
وأكد أن المؤسسات الحيوية شرقي رفح مازالت تعمل كالمعتاد، وفي مقدمتها معبر رفح البري ومستشفى أبو يوسف النجار.