تكريم شهداء فلسطين في معرض تونس الدولي للكتاب

تحت عنوان «غزة تقاوم» التأمت مساء السبت الماضي بفضاء معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين، أمسية تكريمية لأرواح شهداء غزة من الصحفيين، بمشاركة الباحث الفلسطيني هاني مبارك، والصحفية التونسية آسيا عتروس صاحبة كتاب «شيرين أبو عاقلة…عروس جنين التي اغتالها الاحتلال»، وبحضور سفير فلسطين بتونس هايل الفاهوم.
هذه الأمسية التي اقيمت بفضاء وزارة الشؤون الثقافية، عدد كبير من الجامعيين والوجوه السياسية والثقافية، والناشطين في المجتمع المدني.
وأكد السفير الفلسطيني في كلمة بالمناسبة أن استهداف الصحفيين هو جزء من استراتيجية دفن الحقيقة، وبين أن الحق الفلسطيني لا يخص الشعب الفلسطيني فقط بل الدفاع عن هذه القضية هو دفاع عن إنسانية الإنسان.
وشدد على ضرورة «وضع خطط لمراكمة الإنجازات وتوريثها لأبنائنا»، مضيفا «إذا سقط الحق الفلسطيني تسقط الإنسانية كلها»، وختم مداخلته بالتأكيد على أن تونس هي البوصلة ولا بد من دعمها لأن في دعمها دعم لفلسطين وفق تعبيره.
وعرضت الصحفية ورئيسة التحرير بدار الصباح أسيا عتروس معلقة تتضمن صور 112 صحفيا وصحفية تم اغتيالهم.
وبينت أن ما تعرضت له شيرين أبو عاقلة هو تمرين وتمهيد لما يحدث اليوم في غزة. وبينت أن الاغتيال هو استراتيجية لمنع العالم من متابعة ما يجري من أحداث على الأراضي الفلسطينية، وقالت إن الهدف من اغتيال الصحفيين هو طمس الجرائم وطمس الذاكرة، لافتة إلى أن ما يجري اليوم في غزة، يجري في عصر التكنولوجيا الحديثة، فالجميع يتابع بالصوت والصورة هذه المعركة التي تستهدف الوجود الفلسطيني كله.
وأشارت إلى أن كتابها عن شرين أبو عاقلة الصادر عن دار خريف للنشر منذ ما قبل طوفان غزة، خصصت مداخليه لأبناء فلسطين.
ومن جهته أشار الباحث الفلسطيني هاني مبارك إلى التغيرات التي يشهدها المجتمع الدولي، لافتا إلى التحركات في الجامعات الأمريكية والأوروبية وانتفاض الشعوب ضد حكوماتها انتصارا للشعب الفلسطيني.
وإجابة عن سؤال ما الذي تغير؟ قال إن الانتهاكات الصهيونية كانت تتم بصمت تحت الغطاء، واليوم كشف الإعلام هذه الجرائم.
وكشف أن عدد الصحفيين الذين تم اغتيالهم بلغ اليوم 141 وهي عملية ممنهجة ومخطط لها لطمس الجرائم الإسرائيلية.
وتحدث عن «انتقال الإعلام من التأثير العاطفي الوجداني إلى التأثير في السلطة السياسية وصناع القرار»، معربا عن أسفه لكون هذا الانتقال بدأ في البلدان الأوروبية لا العربية. واعتبر أن الإعلام العربي «مقصر» في هذا الاتجاه، داعيا إياه إلى أن «يرتقي من مرحلة تجييش الشارع، إلى مرحلة التأثير السياسي».
ودعا إلى مزيد الانتباه إذ أن المعركة الحالية في غزة هي ضد المنطقة بأسرها، مبينا أن «الوقوف مع الشعب الفلسطيني هو وقوف مع الذات ولا بد للإعلام العربي أن يعي ذلك».

قد يعجبك ايضا