التعليم الجيد والتحصيل الجيد يحتاج إلى استقرار سياسي واقتصادي على مستوى الدولة، واستقرار معيشي على مستوى المعلم والأسرة، واستقرار نفسي على مستوى الطالب والطالبة، وكل أطراف العملية التعليمية تعاني في دورها والواجب الملقى على عاتقها، ومع ذلك هناك إصرار من الكل بدءاً من الدولة، مرورا بالأسرة والمعلم والطالب، باستمرار العملية التعليمية بمختلف مراحلها ومستوياتها على مدى أكثر من تسع سنوات، رغم عديد الصعوبات والمعوقات التي واجهت وتواجه الكل وهذا أنجاز في حد ذاته، ويستمر شعور تحمل الدولة بمسؤوليتها تجاه أبنائها الطلبة حتى في العطل الصيفية، خوفا من انزلاق الطلبة في أتون الضياع، لأن شباب اليوم هم رجال الغد واعدادهم لتحمل المسؤولية في المستقبل المنظور يحتاج لتضافر الجميع بدءاً وانتهاء من الدولة ومرورا بالأسرة والطلبة، وتحرص الدولة عقب كل إجازة دراسية على إقامة المراكز الصيفية في اغلب المدارس الحكومية والمساجد وتوفر لذلك الإمكانيات المتاحة المادية والمعنوية لنجاح العملية التعليمية الصيفية القصيرة تحصينا لشبابنا من الانفلات والضياع وتزويدهم بما ينفعهم من علوم دينية ودنيوية، وقد شاهدت الطلبة الملتحقين بالدورة الصيفية بالجامع الكبير القادمين من طوق صنعاء ويبلغ عددهم أكثر من ألف ومائتي طالب وتكفلت الدولة بتوفير السكن والمأكل والمشرب لهم، ناهيك عن أعداد الطلبة الملتحقين بالدورة الصيفية في الجامع الكبير من داخل الأمانة، منظر الطلبة في حلقات التعليم يثلج الصدر ويسر الخاطر، فعدد حلقات التعليم في الجامع الكبير كثيرة في مختلف علوم الدين من القرآن والسنة والفقه والتوحيد، وما أحوج أبنائنا الطلبة لينهلوا ويتزودوا بما ينفعهم من علوم الدين تحديدا، وقد قيل “أطلب من العلوم علماً ينفعك ينفي الأذى والعيب ثم يرفعك”، فلن ينفع أبناءنا ويرفعهم غير القرآن، ويجب أن لا يكون شبابنا مثل شباب بعض البلدان الذين لا يعرفون شيئا عن دينهم ونبيهم، وفي محتوى فيديو رائج يسأل أحد الإماراتيين عينات مختلفة من شباب الإمارات عن اسم والد النبي محمد عليه الصلاة والسلام فكانت الإجابة مخزية وفاضحة ومندية للجبين، ليس فقط لتلك الفئة ممن وجه إليهم السؤال وإنما للشعب والحكومة الإماراتية ككل، حيث كانت إجاباتهم ان اسم والد النبي علي، ومنهم من يقول أبو بكر، ومنهم من يقول لا أدري، ومنهم من يقول لا تسألني عن الدين !! وعلى افتراض أن شباب الإمارات متعلمون، لكنه علم زائف، وقد قيل “احذر من العلم الزائف فهو أخطر من الجهل” .. حصنوا أولادكم بالالتحاق بالمراكز الصيفية وادفعوهم للتعليم واستغلال أوقات الإجازة الصيفية بما يعود عليهم وعليكم وعلى المجتمع بالفائدة، ولا تلتفوا للمقولين والمتكلمين المثبطين للهمم الذين لا هم لهم ولا عمل إلا بزرع الشوك والشك في دروب الآخرين، ومن أراد من أولياء الأمور أن يتأكد بنفسه حول كيفية سير العملية التعليمية الصيفية لأبنائنا الطلبة وما يدرس فيها من علوم، فكل المراكز الصيفية في المساجد والمدارس مفتوحة وترحب بالجميع أبناء وآباء وليس في ذلك من ضير.