في ظل العولمة والحرب الممنهجة ضد أبناء الأمة الإسلامية في سعي حثيث لإفساد الأجيال الصاعدة كان لابد من اتخاذ الإجراءات التي من شأنها التصدي لهذه الحملة المسعورة، وكانت حكمة القيادة في أوج تفوقها وإلمامها بما يُحاك من الأعداء، فكانت الدورات الصيفية: هي صمام الأمان التي تحمي أبناءنا الطلاب من التشتت والانحراف، وتعد الدورات الصيفية من أهم الإنجازات للقيادة ولن نبالغ إذا كانت في مستوى التفوق العسكري الذي تشهده اليمن.
وما يؤكد ما نقوله هو ما يحدث من الأبواق المأجورة والذين يُمولون مادياًّ من أسيادهم لكي يثيروا البلبلة والقلقلة ضد هذه الدورات، ومع العلم هذه الأبواق لا تدرك ولا تعرف لماذا أسيادهم يقلقون من هذه الدورات هم فقط ينفذون الأوامر ولو كانوا يدركون لما كانوا في صفوف العمالة والارتزاق ضد أوطانهم.
من يعرف حقيقة وأهمية الدورات الصيفية هما اثنان فقط، الأول من يقومون بها، والمتمثلون بالقيادة وحتى القاعدة، والأخر هم من يوجهون بحربها والبلبلة عليها ومحاولة منعها، لماذا، لأنها ومن هنا تبدأ المعركة معركة الوعي والإدراك والتزكية والبناء من هنا ينشأ الجيل الصالح الصامد المتسلح بالعقيدة والإيمان الواعي الذي يتحرك عن معرفة ودراية وحكمة،
من هنا يخرج الجيش الذي لا يُقهر والمعلم الذي لا يغش تلاميذه، والطبيب الذي لا يستهين بمرضاه، والمواطن الذي يأكل التراب ولا يخون وطنه.
نعم. من هنا تبدأ الحكاية في بناء الأمم وهذا جعل المسيرة القرآنية المباركة تولى الاهتمام الكبير بالمراكز الصيفية؛ لكي تحمي الأبناء مما قد يشغلهم في العطلة الدراسية وأن تدارك مافات على الأجيال السابقة في أبنائهم والاهتمام بتزكيتهم وحمايتهم إلى جانب الاهتمام بالتعليم بشكل عام.
وعلينا كمجتمع أن نولي هذا الجانب المتمثل بالدورات الصيفية اهتماما لا يقل أبدا عن اهتمامنا بالتعليم المدرسي، ويكون هناك تكافئ في الاهتمام من الجانب القيادي والجانب المجتمعي؛ لكي ينشأ جيل يقوم بحماية الدين بالشكل الصحيح وليس كما أورده لنا علماء الإفراط والتفريط، جيل يكون محصناً ضد الارتزاق والعمالة وبيع الأوطان، جيل يعرف عدوه ويتخذه عدوا لا يواليه ولا يخشاه.
وتعد الدورات الصيفية من أهم ما ميز المسيرة القرآنية المباركة أنها التفتت إلى جانب العمل بالقرآن وتجسيده كمنهج حياة التفتت إلى تزكية النفوس، وأن لا ننشأ أجيال تحمل شهادة علمية فارغة من محتواها كالحمار يحمل أسفارا.
علينا جميعا إدراك أهمية هذه الدورات لكي ننجوا بأبنائنا من التلوث الأخلاقي الذي يتسرب بشكل كبير ويوشك أن يدخل إلى الجهاز المناعي لأبنائنا والذي أن تمكن منهم ودمر جهازهم المناعي، نكون بذلك قد فقدنا أبنائنا وإن كانوا على قيد الحياة، فأي حياة تلك التي نرى فيها أبناءنا وهم كالبهائم لا يدركون من أمرهم شيئاً أي حياة أن يعيشوا مدجنين مسيرين غير مخيرين، بئس لها من حياة، وبئس لنا أن نرضى لفلذات أكبادنا بهكذا حياة وهم إمتدادنا في الحياة.
دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ
إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني
فَاِرفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها.
فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني.
اتحاد كاتبات اليمن