“الثورة” زارت مركزي الجلال والنصر بأمانة العاصمة: الإقبــال على المراكــز الصيفيـة يسيـر بوتيــرة عاليــة
شهدت أمانة العاصمة وبقية المحافظات إقبالاً واسعاً نحو المراكز الصيفية لهذا العام 1445هـ تحت شعار “علم وجهاد” حيث تشهد فترة التسجيل توافد عدد كبير من أولياء الأمور مصطحبين أبناءهم وبناتهم للانخراط في هذه الدورات الصيفية التي تهدف إلى الزيادة المعرفية والعملية لدى الطلاب والطالبات وترسيخ الوعي الكافي بالثقافة القرآنية كثقافة جامعة للأمة العربية والإسلامية، بالإضافة إلى تعزيز القدرات المهاراتية والإبداعية لدى الناشئين واستغلال أوقات فراغهم بالعلوم النافعة.
كما تسهم الدورات، في بناء جيل متسلح بالقرآن الكريم والتربية الإيمانية والتصدي لمخططات العدو الرامية لاستهداف وطمس الهوية الإيمانية ومسخ هوية النشء والشباب، ومواجهة الحرب الناعمة والتحديات التي تتربص بالأمة وأبنائها. وتهدف أيضاً إلى تعزيز ارتباط النشء والشباب بدينهم عبر حفظ كتاب الله وتعلم علومه الفقهية والشرعية التي تعينهم في حياتهم وتعزز دورهم الإيجابي إزاء أسرهم ومجتمعهم ووطنهم…
“الثورة” واكبت التسجيل في أول يوم من مركزي الجلال والنصر بمديرية شعوب بأمانة العاصمة والتقت القائمين على المركزين بالإضافة إلى أولياء أمور وخرجت بالحصيلة التالية:الثورة / أحمد السعيدي
البداية من المركز الصيفي بمسجد الجلال والذي يستقبل سنوياً أكثر من 200 طالب وطالبة، وترافق وصولنا للمركز في الصباح الباكر مع ازدحام شديد لأولياء الأمور الراغبين في تسجيل أبنائهم وبناتهم في المركز، وأثناء ذلك التقينا الأخ مجاهد زايد أحد أولياء الأمور الذي حضر لتسجيل تسعة طلاب وطالبات من أبنائه وأبناء أخيه فسألناه عن ذلك الحرص الشديد والفائدة التي ينتظرها من هذه الدورات الصيفية فرد قائلاً: ” حرصي على تسجيل أبنائنا في المراكز الصيفية هو لأهمية هذه المراكز كونها تملأ الفراغ بالمفيد النافع لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات، بالإضافة إلى أنها تهدف إلى رفع مستوى الوعي وتعزيز ارتباطهم الديني والإيماني وتعليم الأمور الضرورية من أمور الدين كالصلاة والوضوء والطهارة وقراءة القرآن، بالإضافة إلى أنها تأتي كرافد مهم للعملية التعليمية الرسمية في ظل المرحلة التي يعاني فيها التعليم بسبب العدوان والحصار على بلدنا، كما أنها تأتي لتعزيزهم وتحصينهم ضد الهجمة الشرسة التي يتعرض لها أبناؤنا وبناتنا من الحرب الناعمة التي تستهدفهم عبر وسائل الإعلام وقنوات الأطفال ومواقع التواصل الاجتماعي وعبر التطبيقات الذكية والألعاب المدمرة التي أصبح كثير منهم مدمنا عليها ويقضي جل وقته أمامها.. هذه الدورات الصيفية تحافظ أيضا عليهم من قرناء السوء وتعصمهم من الوقوع ضحية لتلك العصابات الإجرامية التي تنشط في أوساط الشوارع والحارات وربما تجعل البعض ضحية لها”.
انتظام وإقبال متزايد
بدوره حدثنا عبد الوهاب أحمد- مسئول في مركز الجلال نيابة عن مدير المركز أن هذه الدورات الصيفية في مركز الجلال تشهد تزايداً مستمراً كل عام حيث بدأت بثلاثين طالبا ووصلت في العام الماضي إلى 208 طلاب، وأضاف عبد الوهاب أحمد: ” كما تشاهد ولله الحمد نفتح باب التسجيل اليوم بهذه الحشود الغفيرة حيث ان المطالبة بفتح باب التسجيل قبل شهر كان مطلباً رئيسياً لأبناء الحي الذين كل يوم يأتون يسألون عن فتح باب التسجيل، واليوم سيكون مخصصاً للتسجيل حيث أننا بالكاد نستطيع إكمال التسجيل حتى نهاية اليوم الدراسي، أما عن مركز الجلال فهو يقيم الدورات الصيفية للعام السادس توالياً ويشهد نسبة إقبال متزايدة من عام إلى آخر وقد بدأ بالطلاب فقط، في العام قبل الماضي فتحنا قسم للفتيات تديره البعض من الأخوات القادرات على إتقان القرآن الكريم وعلومه، بالإضافة إلى كادر متميز في التدريس، بالإضافة إلى مسؤول للأنشطة حيث تتخلل الدورات الصيفية عدد من الأنشطة المهمة سواء الثقافية أو الرياضية أو الفنية”
مستويات مختلفة
وقريباً من مركز مسجد الجلال زرنا مركز النصر وشاهدنا الإقبال الكبير للتسجيل في هذا المركز الذي فتح أبوابه للتسجيل قبل التدشين بأيام فقط ووصل عدد المسجلين إلى 94 طالباً، ألتقينا مدير المركز الأستاذ علي الرداعي الذي حدثنا عن طبيعة العمل في مركز النصر الصيفي قائلاً:
“مركز النصر الصيفي عمره ثمان سنوات ويعتبر من أقدم المراكز الصيفية في مديرية شعوب حيث يتجاوز عدد الطلاب سنوياً حاجز الـ500 طالب ولدينا كادر تدريسي مكون من ثلاثين مدرساً يقدمون الفائدة للطلاب وفي هذا العام قررنا فتح باب التسجيل قبل يوم التدشين لكي نتمكن من الدخول في المنهج مباشرة والتخفيف من ازدحام التسجيل في يوم التدشين، ونطمح في هذا المركز أن تكون الدورات الصيفية فرصة من فرص التغيير السنوي عبر الاهتمام بهذه الفئة (النشء) والجيل الصاعد وعلينا جميعاً أن نسهم في هذا الجانب وللعلم سيتم توزيع مستويات التلاميذ والطلاب الأبناء والبنات في الدورات الصيفية إلى ثمانية مستويات، ما بين مستويات تأهيلية وأساسية ومتوسطة وعالية، حصلنا من إدارة الدورات الصيفية على المناهج التعليمية المقررة لكافة المستويات والتي تتضمن دروسا ثقافية وفكرية وتعليمية وتربوية، كما قمنا بتوزيع سجلات وكراسات تعريفية بالبرامج التي ستشملها الدورات الصيفية في هذا المركز”.
فائدة وطمأنينة
بدوره يقوم الحاج محمد المطري يومياً من العام الماضي بتوصيل أحفاده الثلاثة إلى مركز النصر الصيفي وانتظارهم لأكثر من أربع ساعات والعودة بهم إلى المنزل والسبب يرويه الحاج محمد بنفسه:
“هؤلاء الثلاثة الأطفال هم أمانة تركها ولدي علي المسافر في السعودية ولم أجد أفضل من إدخالهم المركز الصيفي لكي أصون الأمانة كما يجب، فالمراكز الصيفية لا يوجد بها شيء يخاف منه الأب على ابنه حيث اني قبل ثلاثة أعوام قررت تسجيلهم وكنت أحضر معهم الدروس لكي يطمئن قلبي من الشائعات التي يقولها المرتزقة وعندما وجدت فيها كل خير حرصت على إدخالهم فيها كل عام، ونصيحتي لجميع الأمهات والآباء ان يتوجهوا للمراكز الصيفية لكي يمتلك أبناؤنا الوعي ويمتلكوا البصيرة ويمتلكوا الفهم السليم والعلم الصحيح والمعرفة الحقيقية فألف سلام لكل من يعزز المراكز الصيفية ويتوجه نحو المراكز الصيفية ويعزز دعم المراكز الصيفية من الجانب التدريسي ومن المجتمع ككل سواء كان بالتدريس أو بالمال أو بالزيارات أو بالتشجيع، أو بالأنشطة فله السلام لأنه يعرف قدسية هذا العمل وعظمة هذا الجزء كيف لا والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يقول بأن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع فكيف بمن يعلم هذا العلم”.
علم وحُلم
ومن أولياء الأمور إلى الطلاب أنفسهم حيث ألتقينا الشبل وليد الهادي الذي يحلم يوماً ما أن يقود هذه المراكز الصيفية ويقوم بتطوريها لينظم فيها جميع فئات المجتمع حيث قال: “الدورات الصيفية أصبحت اليوم لجيلنا الحالي ضرورة ملحة لعوامل عديدة أبرزها تدني مخرجات العملية التعليمية نتيجة ما يعانيه القطاع التعليمي وفي الدورات والمدارس الصيفية تكملة لهذا النقص، ثاني العوامل أن العالم اليوم يعيش صراع ثقافات وقيم وحربا ناعمة في ظل عالم غربي يريد فرض ثقافته وانحرافه، ولذلك تصبح الحاجة ماسّة إلى إقامة تلك الدورات بشكل دائم ومستمر تربيتنا على المبادئ الإسلامية التي تحصنا من المحاولات الخبيثة التي يحاول الغرب فرضها على العالم والمجتمعات الإنسانية وهي الشذوذ الجنسي، ومن باب الفائدة الكبيرة نحلم ان تكون هذه الدورات الصيفية لكافة المجتمع حيث ان الجميع يحتاج إلى التعرف على المفاهيم الصحيحة وليس الأطفال وحدهم ولذلك أحلم في المستقبل ان تكون هذه الدورات شاملة لكل المراحل الدراسية وان يكون منها ما هو أشبه بمدارس محو الأمية ليستفيد الجميع ويتحصن الكل حيث أن الثقافة الغربية تحاول زرع الأفكار الضالة عبر وسائل عديدة تستهدف جميع الفئات العمرية بما فيهم كبار السن والحل الوحيد ان يكون هذا المنهج للتخلص من أفكار الغرب الكافر الذي لا يريد للمسلمين إلا الانحطاط والتأثر بثقافتهم الخبيثة”.