أكد السيد القائد في معرض كلمته الأسبوعية حول آخر التطورات والمستجدات ان الأمة الإسلامية التي يقع على عاتقها المسئولية لمعاناة الشعب الفلسطيني، ودائرة المتخاذلين في هذه الأمة أصبح بشكل واضح ومكشوف، وهذا الفرز في واقع الأمة ليس جديدا بل هو سنة من سنن الله في اختبار إلهي يكشف واقع الانتماء الإيماني ليميز الخبيث من الطيب، وهي سنة في الآخرين والأولين، ولأن الله العزيز الحكيم فهو يكشف ويغربل من خلال الأحداث والمواقف التي تجلي حال الإنسان، وفي واقع الأمة نجد انه خلال الأحداث الحالية وهي كبيرة جدا وما يحدث في قطاع غزة، فهناك تيار فتنوي كبير وهو التيار التكفيري، الذي يتحرك تحت عنوان الجهاد في سبيل الله لقتل وذبح وتفجير أبناء الأمة فقط، ويحملون رايات الشهادة وهم يتناقضون بكل ذلك، وتحركوا بمليارات الدولارات، نسأل أين هم الآن من مواجهة العدو الأول للإسلام والمسلمين بنص القرآن وشهادة الواقع..
هناك أنظمة وحكومات وزعماء دعموا التكفيريين بمليارات الدولارات كما يفعل النظام السعودي والإماراتي، واليوم هذه الأنظمة تخدم العدو الإسرائيلي، وهناك جهات وشخصيات كان لها أنشطة عدائية بدوافع كثيرة ومنهم كان في اليمن، وتراهم اليوم لا يتحدثون عن أي جريمة للعدو الإسرائيلي، هناك حالة تنكر ورفض صريح للتوجيهات الإلهية، في مظلومية الشعب الفلسطيني هي قضية عادلة ليس فيها أي التباس، وهي قضية مرتبطة بالأمة ومسؤولية كبرى، والعدو الإسرائيلي هو عدو لكل الأمة، ولولا جهاد الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني لكان العدو الإسرائيلي في كل دولة عربية، يعمل وفق حقده وطغيانه وإجرامه، والغرب يدعمه، والمأساة كبيرة جدا، فلا يزال العدو الإسرائيلي يرتكب المجازر اليومية بحق الشعب الفلسطيني، وإحصائية الأمم المتحدة تؤكد استشهاد 6000 أم خلفن ورأهم 9000 يتيم وهي إحصائية محدودة، العدو الإسرائيلي مستمر في إعدامات الأهالي والسعي لتهجيرهم، وفي مقابل هذا الإجرام والدمار الإسرائيلي بمشاركة وإسناد الأمريكي والبريطاني، وكذلك بإسهام الألمان والفرنسيين، ومع هذا هناك مدرسة في صمود وثبات وصبر وفاعلية واستمرارية للمجاهدين في قطاع غزة، بالرغم من الظروف وهذا نصر بحد ذاته، وهذا الصمود هو مؤشر لمرحلة جديدة، وصمود الشعب الفلسطيني مدهش..
فيما يتعلق بجبهات المناصرة للشعب الفلسطيني ومنها عملية الوعد الصادق في الرد الإيراني، قبل الرد كانت هناك مساع حثيثة لمنع إيران من الرد، حتى لا يكون هناك دعم للشعب الفلسطيني، وكانت هناك ترتيبات واسعة لصد الرد الإيراني من قبل الدول الغربية وبعض الدول العربية، وعمل 7 أحزمة لصد الرد الإيراني، ومع هذا كان الرد مهما وحازما و قويا ومن الأراضي الإيرانية، وشارك محور المقاومة بجبهات مهمة، وكانت فرصة أن تكون عملية متعددة، والعملية ثبتت قاعدة الرد على العدو الصهيوني، وتثبيت قواعد الاشتباك وهذه مسألة مهمة جدا، كونها أصبحت قاعدة مهمة في مواجهة العدو الإسرائيلي، ثم اتجه العدو لتشويه الرد الإيراني والتقليل من تأثيره ،ولكن الرد قد أدى مهمته في تثبيت قواعد الاشتباك، وللأسف قامت بعض وسائل الإعلام العربية بمنطق نتنياهو، ثم حاولوا فصل الرد الإيراني عن ما يحدث في قطاع غزة، بينما عداؤهم الأول لإيران هو دعمها للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، وهذا هو التميز الإيراني..
خلاصة الرد الإيراني هو دعم مفيد للشعب الفلسطيني ولمصلحة المجاهدين في غزة، وذعر العدو الإسرائيلي كان واضحا، وجبهة حزب الله دعمها واضح وأسهمت في دعم الوعد، 14 عملية من البحر الأحمر حتى المحيط الهندي وجنوب فلسطين بـ 36 صاروخاً والعمل مستمر وتأثيره كبير وناجح، وانسحبت الكثير من القطع البحرية من البحر الأحمر، ونؤكد للكل انه لا يمكن لأحد أن ينجح في إيقاف هذه العمليات إلا بوقف العدوان على غزة وإدخال الغذاء والدواء إلى غزة، ولا خطر على الملاحة التي لا تتجه للعدو الإسرائيلي.
وننصح الغرب أن ينسحبوا من البحر الأحمر، والعدو الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي يفشل عسكريا ويخسر اقتصاديا، والحل لمصلحة الجميع هو أن تنتهي حالة التجويع للشعب الفلسطيني، وفيما يتعلق بالأنشطة الأخرى فإن ثمرة شهر رمضان هو الإحساس أكثر بالمسؤولية ونسعى لما هو أكثر عسكريا لابد أن يقابله تحرك شعبي أكبر وأوسع، ولا مجال للكسل والملل، والمطلوب هو الاستمرار في التعبئة والخروج المليوني الأسبوعي، والحضور في مختلف الساحات..