حتى لا ننسى .. “الصهاينة” ليسوا يهوداً..!

طه العامري

 

ما يسمى (الكيان الإسرائيلي) ليس كيانا يهوديا) وإن زعموا أنهم كذلك، بل هم صهاينة يعملون في خدمة قوى الاستعمار والاستكبار العالمي، ويمثلون اليد الطولى لحكومة العالم الخفية التي تحكم وتتحكم بخارطة الكون وشعوبها وقدراتها، إنهم قوى شيطانية لا تنتمي لأي دين من أديان الله ولا تعمل بأي رسالة سماوية، بل لا تؤمن برب السماوات والأرض، بل تؤمن بـ”إبليس” وتنتمي إليه وتعمل بقوانينه وشرعيته وشريعته..!
وإن كان إبليس عارض الله وتمرد عليه، وطلب من خالقه أن يجعله من (المنظرين) فأعطاه الله طلبه لحكمة يعلمها الله ويختبر من خلاله إيمان عباده من بني البشر، رغم ان الله سبحانه وتعالى أكد لإبليس الذي توعد وازبد وارعد في إفساد البشر غير أن الله أكد له بقوله (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ)..!
وإبليس اخرج آدم من الجنة وانزله إلى الأرض لحكمة الله وليس لقدرة إبليس، وجعل (هابيل) ابن آدم يقتل شقيقه (قابيل) واتخذ من (السامري) عنواناً لفتنة بني إسرائيل.. وهكذا سارت الحياة إلى أن وصلنا إلى زمن (الصهاينة) الذين لا علاقة لهم بالدين اليهودي ولا اليهودية ولا علاقة لهم لا بالله الخالق ولا بـ(التوراة) ولا بـ(موسى وهارون) وليس لهم دين غير دين المال ومهمة إفساد الحياة البشرية إنهم (صهاينة) صنعتهم ترويكا الشر الكونية التي تستمد دورها ورسالتها من دور إبليس ورسالته..!
أن اليهودية رسالة سماوية بعثها الله مع “موسى وهارون” -عليهما السلام- وكتابنا الكريم القرآن الذي نزل على سيدنا وحبيبنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، قرآننا تحدث عن بني إسرائيل وعن موسى وهارون أكثر مما تحدث عن نبينا الخاتم وعن أي أمة من الأمم، والله سبحانه وتعالى يقول (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ) ثم خسف بهم وجعلهم (قردة وخنازير)..!
في فلسطين يمارس (الصهاينة) اليوم كل المؤبقات التي بدأها “إبليس” وسوقها (قابيل) ثم رسخها (السامري) وصولا إلى ما نحن فيه اليوم مع (الصهاينة)..!
حدث ويحدث كل هذا تجسيدا لقوله تعالى (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) وليختبر الله سبحانه وتعالى عباده ليجازي في النهاية المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته.
تصرفات الصهاينة وإجرامهم في فلسطين وبحق الأمة وحق المسلمين تكشف أنه لا دين لهذه العصابة ونحن نظلم (اليهود) أن صدقنا أن (الصهاينة) يهود أو لهم علاقة باليهود واليهودية..!
إن معركة طوفان الأقصى رغم تبعاتها المؤلمة على قلوبنا ورغم التضحيات الجسمية التي يقدمها الشعب العربي في فلسطين جراء وحشية الاحتلال ومن يقفون خلفه داعمين، رغم كل هذا الألم والوجع، إلا أن هذه المعركة كشفت حقيقة وبشاعة ليس “الصهاينة” بل ومن يتحكمون بمفاصل النظام الدولي الذين رسموا بأقلامهم الهمجية جغرافية العالم وقسموها إلى دول وشعوب، وكان حظنا في الوطن العربي أن تخصصت بنا بريطانيا ورسمت حدودنا واختارت حكامنا وأنظمتنا ومنحت فلسطين للصهاينة ليكونوا حراسا لمصالح من يتحكم بالمنطقة والعالم ويشكل معالم تطورها وتقدمها، بما يتسق مع مصالحه في محاولة من حكومة العالم الخفية أو الشيطانية إن صح التعبير لإثبات قدرات وشريعة (إبليس)..!
وإلا كيف نفهم موقف الصهاينة الذين أهانوا الأمم المتحدة وأمينها العام، وأهانوا المحكمة الدولية، وأهانوا المجتمع الدولي ممثلا بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وسخروا من كل المنظمات الدولية ومن كل أنظمة العالم وارتكبوا مجازر بحق الشعب العربي في فلسطين لم يرتكبها (هولاكو) ولا (هتلر) ولا أي طاغ من طغاة التاريخ حتى (فرعون) الذي أغرقه الله مع قومه لم يفعل ببني إسرائيل ما يفعله الصهاينة اليوم بالشعب العربي في فلسطين..؟!
وكل من ينتقد تصرفات الصهاينة يطلق عليه (معاد للسامية)، وأي (سامية) هذه التي يتحدث عنها الصهاينة، وتمنحهم هذه القوة الاستعلائية، وتعطيهم الحق في ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين وحق شعوب المنطقة دون رادع من قانون دولي، أو ضمير، أو دين، أو ملة..!
وبرعاية أمريكا وبريطانيا وأباطرة المال في العالم الذين راكموا ثرواتهم من دماء الشعوب التي قهروها واستعمروها ولايزالون يتحكمون بثرواتها لينصبوا أنفسهم حكاما ومتحكمين بحياة البشرية والبشر وبثرواتهم وقدراتهم وقرارهم، وهذا ما يحدث اليوم من قبل الصهاينة وبرعاية أمريكية -بريطانية.

قد يعجبك ايضا