تذكرة المونديال.. مثـــل الكافـيــــار وبلاتر يمدد ولا يبالي


في البرازيل وقبل أن تصعد محطات القطار أو توقف سيارات الأجرة توزع عليك ورقة تتضمن تعليمات محددة لضمان السلامة لك في إشارة لعدم استقرار الوضع الأمني هناك أو لتقليل الحوادث التي قد ترافق المونديال وهو أمر محمود من اللجنة المنظمة للبطولة.
قد أكون أنا وزملائي خالد السودي ومروان الخالد محظوظين بتواجدنا في مدينة ريودي جانيرو الساحرة والتي تشابه إلى حد بعيد مدينة بيروت اللبنانية مع اختلاف مساحتها الشاسعة لكن على شكل أجمل وأكبر قياسا بمدن مثل ساوبالو وحتى في شارع بعيد عن وسط المدينة المزدحم لكن قلق الحفاظ على متعلقاتنا الشخصية يرافقنا في كل مشوار نأخذه حتى أن الحيرة تداهمنا في الكيفية التي يمكن بها الحفاظ فيها على سلامتنا الشخصية والاستمتاع بالمونديال الذي يقام هذه المرة في معقل كرة القدم البرازيل.
قبل أن ينطلق المونديال تظاهر الناس رافضين حجم الإنفاق على المونديال في بلد فقير والذي تخطى حاجز 17 مليار دولار.. من أجل تهيئة البنى التحتية لإقامة هذا المونديال وفي وسط مدينة ريو مازال هناك من يتظاهر رافضا لهذا الحدث لكن البرازيل تبدو ماضية إلى تعويض تلك الأرقام التي أنفقتها بل وتجاوزها بما هو أهم في الترويج لمدنها وثقافتها وعاداتها وكل ما على أرضها وحينها تذكرت خليجي عشرين وما أحدثه من أجواء رائعة في تلك الأثناء مع فارق نسبة الفساد المرتفعة التي رافقت البطولة.
هل تصدقون أن البرازيل ومازال المونديال في بداياته قد أعلنت أن عدد من زارها أكثر من 600 ألف سائح من أكثر من 186 دولة كما تم الإعلان عن أن الدخل السياحي للاقتصاد البرازيلي يقدر بـ6 مليارات و700 مليون ريال برازيلي أي ما يوازي 3 مليارات دولار تم ضخها في المدن المستضيفة للبطولة كما أشارت التقارير إلى أن أكثر من 60 في المائة من رواد البرازيل هذه الأيام يزورونها للمرة الأولى وبسبب المونديال التوقعات تتحدث عن سفر أكثر من 3 ملايين بين مدن البطولة خلال فترة الشهر المخصص لكأس العالم وفي مباراة واحدة هي مباراة الأرجنتين والبوسنة ربحت ريو 50 مليون دولار بعد أن دخلها 50 ألف أرجنتيني وشهد ملعب الماراكانا حضور أكثر من 74 ألف متفرج.
عندما يسألني أحدهم من أين أنت¿¿ أقول اليمن لا أحد يعرف بلدنا لكن الكل لديه يقين أن كرة القدم هي من جمعت شخصاٍ في أقصى الشرق الأوسط بأخر من أقصى طرف أميركا الجنوبية متجاوزين اللغة والعرق والدين ومتوحدين في محبة هذه الساحرة المستديرة التي عولمت الكرة الأرضية فجعلت طفلاٍ في عدن أو حضرموت أو الحديدة يعرف أسماء لاعبي المونديال أكثر من معرفته بأسماء لاعبي المنتخب الوطني.
ما يهمني في هذا الموضوع هو الإشارة لإقامة حدث بمثل هذه الضخامة في ظل تحديات كبيرة على المستوى الأمني والاقتصادي والإبقاء على ملف الحظر الدولي على كرة القدم اليمنية منذ فبراير 2011 وهو أمر يؤثر جليا على كرة القدم اليمنية وينتقص من السيادة الوطنية بسبب بقاء هذا الملف في دائرة الإهمال الرسمي و الإعلامي ومثلما يقال البعيد عن القلب بعيد عن العين.
لا أعرف إن كان الوفد اليمني الذي حضر الكونجرس وضم رئيس الاتحاد احمد العيسي وحميد شيباني قد استغلا تواجدهما في هذا المحفل لإعادة طرح ملف الحظر المفروض على اليمن منذ فبراير 2011 خاصة في ظل حضور أيضا رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان إبراهيم وهي فرصة نادرة لن تعوض لكن ما أعرفه تماما أن العراق يسعى بشكل جدي لرفع الحظر عن ملاعبه وقريبا جدا سوف يرفع الحظر عن ملاعب العراق رغم مشاكلها السياسية والأمنية المعقدة.
تذاكر المونديال في المزاد
يخشى النقاد والمتابعون في تزايد لهفة الفيفا في زيادة مداخيلـه على حساب معاني كرة القدم الجميلة وأهدافها حتى صار البلد المنظم لا يستطيع مشاهدة المباريات وهو ما يحدث هنا في البرازيل حيث لا يستطيع مواطن برازيلي بسيط دفع ما يوازي 1200 دولار لشراء تذكرة لمشاهدة مباراة من مباريات الدور الأول ناهيك عن نفاذ التذاكر على اعتبار أنها تطرح في الانترنت قبل أشهر من إقامة المونديال في الطائرة مابين دبي وريو قابلت مشجعين من مشجعي المنتخب الياباني فسألاني ماهي المباريات التي سوف تحضرها قلت ليس لدي تذكرة حتى الآن فقالا أنهما اشتريا تذاكر ثلاث مباريات بقيمة 300 دولار عن كل مباراة للمنتخب الياباني وقبل ثلاثة اشهر من المونديال فابتسمت لأني كنت أحمل معي مثل هذا المبلغ أو زيادة عنه لحضور المونديال سكن ومواصلات وتغذية وأريد أن أعود بهدايا تذكارية.
بلاتر يمدد ولا يبالي
قبل انطلاق المونديال وتحديدا في الثامن من هذا الشهر عقد الاتحاد الدولي لكرة القدم مؤتمره السنوي (الكونجرس) هذا المؤتمر كان هدفه الرئيس التمديد لبلاتر وإلغاء مسألة العمر الخاصة برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم كان هناك معارضة أوروبية شديدة لمسألة التمديد لبلاتر خاصة بعد أن بلغ الـ76 لكن بلاتر العجوز نجح في إغراء الاتحادات الأهلية بمليوني دولار وحصل على ما يريد ومدد دون أن يبالي مدى الحياة رئيسا للاتحاد الدولي.
كلمات عربية وغياب للغة الإنجليزية
أكبر صعوبة قد يواجهها الزائر للبرازيل هي عدم انتشار اللغة الإنجليزية حتى في الأماكن التي ينبغي أن يتحدث فيها الناس اللغة الإنجليزية مثل المطارات والفنادق والصيدليات والسوبر ماركت وغيرها من الأماكن التي تحرص الدول المنظمة لتظاهرات رياضية كبيرة وضع أشخاص لمساعدة الزائرين لهذه البلد في البرازيل تبدأ الصعوبة من مطار ريو في الحصول على شخص يتحدث اللغة الإنجليزية حيث يتحدث معظم أن لم أقل أغلب الناس اللغة البرتغالية مع هذا الغياب حتى للكلمات البسيطة في اللغة الإنجليزية مثل الووتر والفود اووو هناك بعض الكلمات العربية التي نسمعها مثل بهر ويقصدون البحر أو شاهي وسوا سوا وهو أمر يعكس مدى تأثير اللغة العربية ووصولها إلى أماكن بعيدة جدا وفي أقصى الكرة الأرضية.
لوسيانو مريض
حرص المدرب احمد لوسيانو على مغادرة اليمن قبل وقت كافُ لمشاهدة المونديال بصحبة زوجته وابنه دوجلاس لكن القدر لم يمهله وبعد يومين من انطلاق المونديال أسعف الكابتن احمد لوسيانو إلى أحد المستشفيات في ريو بعد أن حدث له نزيف دم بسبب حصوة في الكلى لم تمكنه من متابعة المونديال ولو حتى من خلال شاشات التلفاز كل الأمنيات له بالشفاء.
لابد من البرازيل وإن طال السفر
تحتاج لحوالي عشرين ساعة للوصول للبرازيل ويومين للوصول مع محطات الترانزيت ثلاث ساعات لدبي و14 ساعة من دبي إلى ريو وساعات ثمان ترانزيت في مطار دبي عند الذهاب والإياب رحلة مرهقة بكل معنى الكلمة لكن مع فرصة حضور المونديال لابد من البرازيل حتى وإن طال السفر.

قد يعجبك ايضا