
“نادرا ما يصححون واجباتي المنزلية” لا يكتفي الأمر بهذا الرد العفوي لطالبة في الصف الخامس من التعليم الأساسي بخصوص ما تعلمته هذا العام لتشخيص وضعية التعليم في حصاد موسم شاق بدون نتائج إيجابية ككل عام لكن لهذه الإجابة مدلولا عميقا يلخص حال هذا الكيان الذي يعول عليه الجميع كمرتكز أساسي للتنمية الإنسانية والعبور للمستقبل.
بحسب حديث لوزير التربية والتعليم عبدالرزاق الأشول فإن الصورة تتوسع لتشمل صعوبات أخرى تضع عبورنا للمستقبل على المحك ” يعاني قطاع التعليم تحديات عديدة أهمها ارتفاع معدلات التسرب في أوساط المجتمع بنسبة تتجاوز 60% وخصوصا في صفوف الفتيات وتتركز بصورة كبيرة في المناطق الريفية”.
مؤكدا وجود مليوني طفل خارج المدرسة بالإضافة إلى أن الكثير من الطلاب يأتون إلى المدارس دون أن يتلقوا وجبة غذائية أو تعليم لائقا أو حتى “تصحيح واجبات منزلية.
وأرجع الدكتور الأشول أسباب ذلك إلى الأوضاع المعيشية وعدم قدرة الأسر على تحمل تكاليف التعليم الأمر الذي يجعلها ترسل أبناءها للعمل بدلا عن المدرسة .
مشددا على أن التعليم مدخل أساسي لاكتساب النماء والمرتكز الرئيسي لتحقيق أهداف التنمية الشاملة وبناء مجتمع مؤهل ويمتلك القدرات اللازمة للبناء والنهوض.
وطبقا للدكتور الأشول فإن الوزارة تعمل على تطوير العديد من البرامج للتوسع في الالتحاق بالتعليم وهناك كذلك برنامج خاص بالتغذية لتوفير وجبة مدعمة للطلاب .
خطر
المنظمات الإنسانية والتعليمية دقت ناقوس الخطر في هذا الخصوص في ندوة موسعة عقدت الأسبوع الماضي بالتأكيد على أهمية “تأهيل جميع الأطفال لكي يحيوا حياة منتجة وأن يرتفعوا إلى مستوى تحديات المستقبل القادم المليء بالصعوبات.
ويرى خبراء أنه “لا يكفي أن يخرج التعليم أفرادا يستطيعون القراءة والكتابة والحساب بل ينبغي أن يكون ثوريا وعمليا وقادرا على تشجيع القيم المشتركة”.
مؤكدين على ضرورة أن يشكل التعليم أولوية قصوى في البلاد وعنصرا مهما للتنمية على الرغم من وجود بعض التحديات منها توظيف عدد مناسب من المدرسين وربط التعليم بالواقع الذي يعيشه العالم اليوم.
وطبقا لمسؤول في وكالة التنمية الدولية الأمريكية التي تنفذ العديد من البرامج التعليمية في اليمن “فإن الحاجة أشد لدى الأطفال الذين تأثروا بالصراعات أو شردوا بسببها حيث ينبغي وضع التعليم على قمة الأولويات في هذه الأجواء وتطبيق البرامج المبتكرة كبرنامج “القراءة المبكرة وجودة التعليم.
تعليم
“من يمتلك مهارات القراءة يمتلك مهارات التفكير والبناء” على هذا الأساس يرتكز البرنامج الخاص بدعم القراءة المبكرة الذي دشنته الوكالة الأمريكية للتنمية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والذي يمثل نجاحا ملموسا لتحسين المستوى وخلق حياة أفضل في المجتمع
ويقول القائمون على تنفيذه : “عندما يحضر عدد أكبر من الأطفال اليمنيين إلى المدرسة ويتعلمون القراءة فإنهم يصبحون أفضل قدرة على الإسهام كمواطنين مزودين بالمعارف والمهارات في تحسين اقتصادهم وهذا يعني خلق مستقبل أكثر تفاؤلا لليمن. وحين يعلم الآباء والأمهات في اليمن أن حكومتهم تعمل على تحسين تعليم أطفالهم فإن ذلك سيعزز الجهود الرامية لتحقيق الوحدة الوطنية.