قد يعاني البعض من مشكلة العصبية في رمضان خلال ساعات الصيام والتي تظهر في صورة سهولة الانفعال وسرعة الغضب على أبسط الأمور، ويمكن أن تزداد هذه العصبية مع تقدم ساعات الصيام، وربما تصل أوجها قبيل الإفطار. فما علاقة العصبية بالصوم في رمضان؟ وهل يمكن التغلب على هذه المشكلة؟
يعد الماء عنصرًا هامًا لوظائف الجسم الحيوية ومنها وظائف الدماغ التي تتأثر بشكل كبير عند نقص الماء الشديد، كما يحدث لدى البعض خلال أيام الصيام، حيث يقل إنتاج الطاقة فتضعف قدرة المخ على القيام بوظائفه على نحو صحيح، فينعكس ذلك على تصرفات الشخص وسلوكياته.
قد يحدث النقص الشديد في الماء والجفاف خلال فترة الصيام نتيجة عدم شرب كمية كافية من الماء خلال فترة الإفطار، أو العمل أثناء الصيام في طقس حار وبذل مجهود بدني؛ ما يؤدي إلى زيادة التهيج، والعصبية، والانفعال، وربما ضعف التركيز أيضًا.
تظهر العلامات التي تشير إلى المعاناة من الجفاف في صورة العطش، وجفاف الفم، وقلة التبول، وكذلك الصداع، وزيادة ضربات القلب، والتعب العام.
كما ان نقص مستوى السكر في الجسم خلال الصيام حيث يعتمد الدماغ بشكل كلي على الجلوكوز في الحصول على الطاقة اللازمة للقيام بوظائفه، لذا فإن أي نقص في مستوى السكر في الدم ينعكس أولاً على الدماغ، وقد يكون ذلك أحد أبرز أسباب العصبية في رمضان أثناء الصيام.
وقد يهمل بعض الأشخاص تناول وجبة السحور في رمضان أو يتناولون كميات قليلة من الطعام، وهو ما ينعكس سلبًا على مستوى الجلوكوز خلال فترة الصيام، لا سيما مع العمل وبذل مجهود ذهني أو بدني.
ويؤدي ذلك إلى فقدان القدرة على التركيز وصعوبة التعامل مع الضغوط، كما يطلق الجسم هرمون الأدرينالين لرفع نسبة الجلوكوز، والذي يؤدي أيضًا إلى سرعة الانفعال والعصبية، والشعور بالتوتر والقلق.