قراءة وعرض وتحليل كتاب “اليهود وراء كل جريمة”- تأليف:- وليم غاي كار
تحدثنا في الحلقات السابقة، عن مرحلتين من مراحل المؤامرة اليهودية الماسونية ضد الإنسانية، وهما مرحلة النظريات، ومرحلة التنفيذ والعمل المنظم، وفي هذه الحلقة سنتحدث عن المرحلة الثالثة من تلك المؤامرة.
المرحلة الثالثة: – مرحلة صناعة الحروب العالمية لتحقيق هيمنة وسيادة اليهود
وفي هذه المرحلة تبرز الحروب الصليبية، والحربان العالميتان الأولى والثانية، وما نعيشه في عصرنا الراهن، من بوادر حرب عالمية ثالثة، بوصفها أبرز المحطات التاريخية، التي شكلت مسار التحولات العالمية، التي خطط لها، وسعى لتنفيذها المرابون اليهود والماسونيون المجرمون، وجنوا ثمارها في كل مرحلة، كما سنبينه باختصار، نقلاً عن مؤلف كتاب (اليهود وراء كل جريمة )، حيث حقق اليهود المرابون أرباحاً طائلة، من خلال قروض تمويل الحروب، و تحديد المنتصر والمهزوم، حسب المصلحة الماسونية اليهودية، كما حقق الماسونيون اليهود، المزيد من التسلط والنفوذ والهيمنة، وصولاً إلى تحقيق الفكرة الصهيونية، في صورة كيان غاصب، يتمتع بالسيادة والاعتراف السياسي، ويمارس أبشع الجرائم والإبادات بحق الشعب الفلسطيني، دون رادع أو رقيب أو حسيب.
1 – الحروب الصليبية:-
يرى المؤلف أن “الاحتكار اليهودي للتجارة والذهب في أوروبا، في القرون الوسطى، قد آثار حنق الجرمانيين، أي سادة الأرض والحرب، الذين استولوا على أراضي المقاطعات الأوروبية، وقسموها بينهم، بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية، ونهبوا خيراتها بالتعسف، والقوة القاهرة، وكانت مزاحمة الاحتكاريين اليهود لهم، على انتهاب الخيرات بواسطة الربا، أحد الأسباب الرئيسية، التي دفعتهم إلى التطلع نحو الشرق الإسلامي المزدهر، وبالتالي كانت أحد سباب الحروب الصليبية، لاسيما وأن هذا التزاحم على سلب الشعوب الأوروبية البائسة، عن طريق البطش والربا الفاحش، أدى إلى سقوط أوروبا في هوة من الفقر والفاقة والتأخر وانهيار كل أثر للحضارة فيها، بعد قرون من سقوط روما، بید البربر الجرمانيين».
نلاحظ أن المؤلف قد جعل الانهيار الاقتصادي في أوروبا، سبباً منطقيا ترتب عليه حدوث ما بعده؛ أي الحروب الصليبية، حيث يقول (كانت هذه أوضاع أوروبا التي مهدت لاتفاق بعض ملوك وأمراء المسيحية من البارونات الإقطاعيين، الباحثين عن المغنم، الطامحين إلى الاستيلاء على العالم عنوة، وذلك بشن حملة صليبية كبرى، وقد التقت مصالحهم جميعاً مع مصالح المرابين والاحتكاريين اليهود، الذين دعوا إلى فكرة هذه الحملة بكل قواهم وإمكانياتهم المالية).
يمكن القول إن مقاربة المؤلف لحقيقة الحروب الصليبية، وأسبابها الفعلية والفاعل الأساس فيها والرأس المدبر لها، لم تكن موفقة تماماً، لأن الانهيار الاقتصادي في أوروبا لم يكن حدثاً اعتباطياً، أو سقوطاً طارئاً مفاجئاً، وإنما كان بفعل فاعل، ذكره المؤلف، وهو اليهود من خلال ممارسة الاحتكار والربا الفاحش، لكن المؤلف غض الطرف عن مناقشة أهداف اليهود، وكشف مخططهم من وراء تعمد إحداث ذلك الانهيار الاقتصادي، مع سبق الإصرار والترصد، كما أنه لم يذكر من الذي اقترح على البارونات الجرمانيين، فكرة الحرب الصليبية على الشرق، وجدواها الاقتصادية، وإنما قفز على كل ذلك ليربط بين الانهيار الاقتصادي كسبب، والحملة الصليبية كنتيجة، رغم تعارض ذلك مع المنطق السليم، فالذي فقد قوته الاقتصادية، سيحاول استعادتها بالحلول والإمكانات السلمية، ولن يغامر بقوته العسكرية، إلا في عمليات سلب ونهب محدودة النطاق، مضمونة النتائج، تكون بمثابة الإنعاش الاقتصادي، لا أن يفكر بعملية عسكرية، بحجم الحرب الصليبية.
وخلاصة القول هي إن اليهود هم الذين خططوا لانهيار الاقتصاد الأوروبي، ثم هم الذين روجوا للحملة الصليبية دينياً وسياسياً واقتصادياً، ثم هم الذين فتحوا خزائنهم لملوك وأمراء أوروبا، قادة الحملة، لتمويلها بكل ما يلزم من عتاد ومؤنة وحشد وتعبئة، ولم يكن هدف اليهود من وراء ذلك، هو تحصيل مغانم مالية هائلة فقط، أو ضرب القوتين المسيحية والإسلامية فحسب، بل إضافة إلى ذلك، سعى اليهود إلى تنفيذ مخططاتهم الخاصة، في تسخير المسيحية – عقيدة وشعباً وقوة عسكرية – لخدمة المصالح اليهودية، واستعادة الدولة اليهودية المزعومة في فلسطين، ومن ثم السيطرة على الوطن العربي والإسلامي بأكمله، بالإضافة إلى ذلك حرص المخطط اليهودي الماسوني، على جعل المجتمع المسيحي يتبنى موقف اليهود وعدائهم للمسلمين، وإذكاء نار الصراع بينهما، والزج بهما في حرب عقائدية لا نهائية، لتستمر مفاعيل السيطرة اليهودية على العالم كله، فعلاوة على سيطرة الأسر الميروفنجية على أوروبا قاطبة، استطاع اليهود من خلال الحملة الصليبية إنشاء مستوطنات يهودية في فلسطين، كأول عملية استيطان في التاريخ، كما أن معظم قادة الحملة كانوا يهوداً، وكذلك فإن أول ملك تم تنصيبه على القدس بعد انتصار الحملة الصليبية، كان ملكاً يهودياً، يصل نسبة إلى الملك سليمان عليه السلام، ولذلك ثم تنصيب ذلك الملك اليهودي، بوصفه استحقاقاً إلهيا واستمراراً لحكم سلالة نسل بني إسرائيل – كما يزعمون – دون أدنى معارضة من المسيحيين، بل وأكثر من ذلك باركت الكنيسة المسيحية، ودعمت بكل قوتها، عودة صيغة المُلك والحُكم اليهودي إلى الأرض المقدسة.