تحذيرات أممية من جوع كارثي في قطاع غزة

 

الثورة / إسكندر المريسي
تزداد معاناه المدنيين في قطاع غزة يوما بعد يوم جراء العدوان الصهيوني المتواصل على ذلك القطاع، حيث تشير التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية الإنسانية إلى أن نصف سكان غزة يواجهون مجاعة وشيكة ويفتقدون للأمن الغذائي بسبب تعنت العدو الذي يستخدم سياسة التجويع كأحد أسلحته في عدوانه على قطاع غزة .
حيث أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أرقاما مفزعة عن سوء التغذية التي يعاني منها سكان قطاع غزة، خصوصا الأطفال، في حين حذر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة من وضع غذائي كارثي لنصف السكان ومن مجاعة وشيكة.
وقالت وكالة الأونروا إن 28 % من الأطفال دون سن الثانية في خان يونس ووسط قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد، وأوضحت أن أكثر من 10 % من الأطفال دون سن الثانية يعانون من الهزال الشديد في تلك المناطق.
وأشارت المنظمة إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تسهل دخول إلا 25 % من المساعدات المقررة إلى شمال القطاع حتى الآن.
كما حذرت الأونروا من أن المجاعة في قطاع غزة ستطال جميع سكانه.
وعلى صعيد متصل، جاء في تقييم أمن غذائي مدعوم من الأمم المتحدة امس الاثنين إن نصف سكان غزة يعانون من جوع كارثي، في وقت يتوقع فيه أن تضرب المجاعة شمالي القطاع في أي وقت من الآن إلى مايو المقبل، في ظل غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك.
وقالت بيث بيكدول- نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) إن وجود 50 % من كامل السكان عند مستويات كارثية قريبة من المجاعة أمر غير مسبوق.
ويعادل ذلك نحو 1.1 مليون فلسطيني يعانون من “انعدام كارثي للأمن الغذائي” بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وفق تقرير “التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي”.
ويصنف نظام التصنيف -الذي تعدّه الأمم المتحدة ووكالات إغاثة- مستويات المجاعة على مقياس من درجة إلى 5، وتستخدمه الأمم المتحدة أو الحكومات لتحديد إن كان يتعيّن إعلان المجاعة.
وأفاد التقرير بأن سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يسير بوتيرة قياسية نحو عتبة المجاعة الثانية.
وأكد البرنامج أن واحدا من كل 3 أطفال دون سن الثانية في شمالي قطاع غزة يعانون الآن من سوء التغذية الحاد أو الهزال.
وقال التقرير إن المجاعة وشيكة في المناطق الشمالية، ويتوقع أن تحدث في أي وقت بين منتصف مارس ومايو 2024م.
وأضاف “كل الأدلة تشير إلى تسارع كبير في الوفيات وسوء التغذية. انتظار تصنيف مجاعة بأثر رجعي قبل التحرك هو أمر لا يمكن قبوله”.
وذكر التقرير أن المجاعة ستحصل بناء على “السيناريو الأكثر ترجيحا” على أساس الفرضيات التي تفيد بأن النزاع سيتصاعد، بما في ذلك عبر هجوم بري في رفح، وستواصل الأعمال العدائية عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية.
وشدد البيان على ضرورة وقف إطلاق النار حتى يتمكن برنامج الأغذية العالمي والمجتمع الإنساني من إطلاق عملية إغاثة ضخمة.
من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقرير انعدام الأمن الغذائي في غزة بالإدانة المروعة للظروف التي يعيشها المدنيون.
وقال غوتيريش إن انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة هو الدليل الأول على الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة السلطات الإسرائيلية إلى ضمان الوصول الكامل وغير المقيد للسلع الإنسانية إلى جميع أنحاء القطاع، كما دعا المجتمع الدولي لتقديم الدعم الكامل للجهود الإنسانية في غزة.
وأشار غوتيريش إلى أن كبار خبراء العالم في مجال انعدام الأمن الغذائي يوثقون بوضوح أن المجاعة وشيكة في شمالي قطاع غزة، مشددا “علينا أن نتحرك الآن لمنع ما لا يمكن تصوره أو قبوله أو تبريره في قطاع غزة”.
واتهم الاتحاد الأوروبي إسرائيل امس الاثنين، بالتسبب في مجاعة واستخدام المجاعة سلاحا في الحرب.
وتضاعف تقريبا عدد الأشخاص المعرضين لخطر الجوع الكارثي في غزة مقارنة بالرقم الذي أُعلن في ديسمبر الماضي عندما صدر التقرير السابق عن غزة وكان هناك بالفعل معدل جوع قياسي.

قد يعجبك ايضا