من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية ” المحاضرة 2″

عبدالفتاح حيدرة

 

في المحاضرة الرمضانية الثانية لشهر رمضان 1445هـ أكد السيد القائد ان التقوى هي الثمرة التربوية لفريضة الصيام، والسعي للتقوى والحرص على التقوى هي مسألة فطرية للإنسان، الإنسان بحاجة لهداية الله والإيمان الواعي الذي يحقق له التقوى، والله قد رسم لنا في تعليماته وأوامره ونواهيه ما يحقق لنا التقوى، ما ينقص المسلمين في انتمائهم للإسلام هو التقوى في كل شؤون حياتهم، ولو التزم المسلمون في تحقيق التقوى لما حدث لهم ما يحدث هذه الأيام من مآس، والنقص في التقوى حالة خطيرة، والخطر الذي يسبب للإنسان المآسي والعواقب هو مخالفة تعليمات الله، والعواقب تأتي في الدنيا وفي الآخرة، والتفريط في تعليمات الله وتوجيهاته خطير جدا، فقد أمرهم الله بالتوحد والقسط والجهاد، وهذه مسئوليات عظيمة وكبرى، والتفريط في كل ذلك يعني التفريط بالنموذج الإسلامي الحضاري، وهذا التفريط امتد على مدى كبير من الزمن، فكان التفريط بين الأمم، وكانت النتيجة للأسف هي تغيير واقع الأمه فهبطت بين الأمم وطمعت فيها باقي الأمم، بدلا من ان نكون أمة واعية أصبحنا أمة بدون وعي، حتى استولت علينا الأمم الأخرى..
إن الله مع المتقين، في الدنيا والآخرة، فالتقوى حاجة ضرورية للإنسان، فالمجازفة بالتقوى والاستهتار بالتقوى في الدنيا فماذا عن عذاب الآخرة وحساب الآخرة، العقوبات في الآخرة رهيبة جدا، فوق تخيل الإنسان، وجزاء كبير جدا يبين لنا أهمية ما يترتب على عمل الإنسان، ولذلك فإن الإيمان بالآخرة من أهم ما يساعد الإنسان على الالتزام بالتقوى في الدنيا، ويمثل ذلك الإيمان بالآخرة حافزا للإنسان للاستقامة بالدنيا، الإنسان بحاجة للاستحضار الدائم والإيمان اليقيني والراسخ بالآخرة، الاهتمام بالقرآن الكريم يرسخ ذلك جيدا في ذهنية الإنسان ويزيده دافعا للتقوى، الغفلة وعدم الاستحضار يكون الإنسان مفرطا بالتقوى، اما الاستحضار لكتاب الله فهو سبب من أسباب النجاة في الدنيا والآخرة، المخالفة لتوجيهات الله هو التفريط بالتقوى، ملائكة الله وأنبيائه خافوا من التفريط بالتقوى ومن يوم الحساب، فكيف بنا نحن، عالم الآخرة ويوم القيامة ليس مجهولا، بل جاءت كل مرحلة في القرآن الكريم بتفصيل عجيب، ففيها تقرر الحياة الأبدية..
عالم الآخرة مرتبط بعالم الدنيا، وحياة الإنسان في تدبير الله مخلوقة لحياتين الفاصل بينهما هو الموت، حياة محدودة وحياة أبدية لا نهاية لها، فلذلك ينبغي على الإنسان أن يحسب حساب حياته الأخرى والمستقبل الأبدي، والحديث في القرآن الكريم عن الآخرة يأتي بعناوين رهيبة جدا، وفي مقدمة ما ينبغي أن نعرف عن القيامة وأهوالها انها قريبة جدا، وفي هذا العصر نحن على مقربة منها جدا، ونحن في حقبة نهاية التاريخ، ومع قربها ستأتي بغتة، وفي وقت غير متوقع، خارج الحسابات والقراءات البشرية، علمها عند ربي، والنفخة والصيحة الأولى تختل الأرض بزلزال عظيم يسحق وينسف ويدك جبالها وعمرانها ومدنها وقراها ومنشآتها وبحارها تتبخر، تتحول الأرض إلى صعيد جرزا بدون نبات وقاع صفصف، وهذا التغيير يشمل السماء، فتنشق وتطوى وتنكمش وتتلاشى، وطمس نور الشمس ويظلم العالم تماما، ينتهي هذا العالم بكل ما فيه، فعلى الإنسان ان يتخيل هذا المشهد الرهيب جدا، ثم تأتي المرحلة الثانية وتهيئة الأرض لإعادة تشكيلها وصياغتها، لتبدأ مرحلة جديدة هي صيحة البعث والنشور ومرحلة الحساب..

قد يعجبك ايضا