الثورة / محمد الجبري
شهر رمضان المبارك هو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النيران، وإذا أدرك العبد شهر رمضان، فهذه بحد ذاتها نعمةٌ تحتاج منه أن يتوجه إلى الله شاكرًا، وأن يحسن استغلال ساعاته في هذا الشهر، وأن يحرص على ألا يفرط فيه، ولا يقصر مما يمكنه تقديمه من الأعمال الصالحة، وأن يجتنب ما يخدش صومه؛ مما نهى الله عنه، وفي هذا السياق تناولنا في هذا الاستطلاع آراء الناس عن ما يدأبون عليه من الأعمال الصالحة التي يقومون بها في هذا الشهر الفضيل والحصيلة كالتالي:
صادق القاضي البالغ من العمر 36 عاما يؤكد أن علينا جميعًا أن نستقبل شهر رمضان الكريم بقلب تائب عابد منيب إلى الله تعالى، وها نحن نستعد له بكل ما أوتينا من قوة واجتهاد وعمل صالح، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن الكريم، فقد قال تعالى: ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ”.
وأضاف القاضي أن على المسلم خلال هذا الشهر الفضيل أن يُكثر من الأعمال الصالحة التي تقربه من الله، وهذه الأعمال كثيرة أولها التوبة والاستغفار من الذنوب والآثام، بالإضافة إلى الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، وتدبر معانيه ومعرفة فضله الكبير وما فيه من أحكام، كما أن على المسلم أن يتذكرُ الموت ويوم القيامة وما بها من أهوال وحساب وعقاب يتبعها دخول الإنسان إلى الجنة أو النار، حتى تكون له بمثابة دافع قوي ليغتنم مواسم الخير، والابتعاد عن الغفلة والغرور بالدنيا وزينتها.
أما الحاج حميد الزبيري البالغ من العمر 55سنة فيقول: في شهر رمضان الكريم علينا أن نتذكر سيرة رسوله ونبيه الكريم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وسيرة آل البيت العطرة والصحابة-رضوان الله عليهم- ومن تبعهم من الصالحين، لتكون سيرتهم العطرة بمثابة الحافز القوي لهم للاجتهاد في الطاعات واتباع سبل الخير.
وشدد الزبيري على أن أهم ما يجب على المسلم أن يفعله هو تذكر غفلته فيما سبق من الشهور، وفي الأعوام السابقة، وأن يخلص النية لله -سبحانه وتعالى، ويعقد العزم على عدم العودة إلى اللهو واتباع الهوى.
وختم الزبيري بالتأكيد أن شهر رمضان الفضيل ليس مخصصًا للذهاب إلى الأسواق وإعداد الأطعمة التي لا تنم إلا عن الترف والبذخ، ولا هو شهر مسلسلات ولا وسائل تواصل ولا الجماعات والاستراحات، بل هو شهر الصيام والتوبة وتلاوة القرآن والصدقات.
أما علي عامر البالغ من العمر 46 عاما فيرى أن أفضل العبادات في هذا الشهر الفضيل قراءة القرآن الكريم والمداومة عليه ما أمكن، ثم يأتي بعدها العبادات الأخرى مثل التسبيح والاستغفار والصدقة وكثرة النوافل وأداء صلاة التراويح والقيام لصلاة الليل وملازمتها دائمًا فهي خير العبادات التي يقوم بها العبد ولا يكون فيها رياء ظاهرا أو باطنا.
اما زكريا حسان البالغ من العمر 40 عاما فيرى أنه لابد من القيام بفريضة الصيام بأحسن قيام، كما امرنا الله بذلك، والالتزام بالسحور ففيه بركة من الله للصائم يقوي المسلم على تحمل مشاق الصيام خلال النهار.
كما أكد على تأدية الفروض في المسجد مع الجماعة كون الأجر فيها أكبر وهو مضاعف خلال هذا الشهر الكريم، وأن يلتزم الشخص بتأدية نوافل الصلوات ” السنن” ما أمكن منها مثل القيام والوتر.
وأضاف زكريا حسان أن على المسلم أن يقرأ من القرآن أكبر قدر منه وألا تغيب عنه الصدقة في يومه ومساعدة المحتاجين، كما يشدد على أن لا ينسى المسلم الدعاء والابتهال إلى الله من جهة والمعاملة الحسنة وصلة الرحم من جهة أخرى؛ كون الأولى بين العبد وربه والثانية بين العبد وأخيه المسلم.
ويقول محمد عبده المطري البالغ من العمر 27عامًا — أن شهر رمضان المبارك هو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النيران، وإذا أدرك العبد شهر رمضان، فهذه بحد ذاتها نعمةٌ تحتاج منه أن يتوجه إلى الله شاكرًا، وأن يحسن استغلال ساعاته في هذا الشهر، وأن يحرص على ألا يفرط فيه، ولا يقصر مما يمكنه تقديمه من الأعمال الصالحة، وأن يجتنب ما يخدش صومه؛ مما نهى الله -سبحانه وتعالى- عنه، فعلى العبد ألا يجعل حظه من الصيام ترك الطعام والشراب والجوع.
وأوضح المطري أن الفوز العظيم هو كسب شهر رمضان الكريم بما فيه من فضل، فالسعيد هو من لم يمر شهر رمضان الفضيل إلا وقد غفر الله -تعالى- له ذنبه، وقبل منه توبته، وعتقه من النار.
ودعا محمد المطري الآباء والأمهات إلى تعريف أطفالهم بشهر رمضان المبارك منذ نعومة أظفارهم، لتأكيد أهمية هذا الشهر الفضيل في أذهانهم وفضله الكبير، والتعود على صيامه وكيف أن الله تعالى يضاعف به الأجر، ويغفر لمن استغفره ويرحم من يتوب إليه.