45 مليون شخص شردتهم الكوارث والنزاعات المسلحة


تشارك اليمن سائر دول العالم غدا الجمعة الاحتفال باليوم العالمي للاجئين الذي يصادف الـ20 من يونيو من كل عام, ويأتي احتفال هذا العام وسط دعوات بضرورة تحرك دولي مكثف لمعالجة تدفقات الهجرة المختلطة. والتي جعلت الأسرة الدولية تعيش اليوم قلقا متناميا نتيجة ارتفاع أعداد النازحين حول العالم ..وقد أصبح اللجوء والنزوح يشكل ظاهرة متزايدة نتيجة للكوارث والحروب التي تشهده الكرة الأرضية .
فكلما وقعت كارثة طبيعية أو انفجرت حرب في أي مكان تنقل وسائل الإعلام العالمية مآسي نزوح مئات الآلاف من البشر من منطقة الخطر بحثا عن الأمان. وبعد هدوء .العاصفة وانشغال وسائل الاعلام بحدث جديد في بقعة ثانية على الكرة الأرضية, تبتعد عدسات الكاميرات والتقارير الصحافية عن المشردين, وتتركهم يلملمون أجزاء ما تبقى من حياتهم المحطمة. وتختلف تفاصيل قصة كل مهجر عن الآخر, لكن المأساة والمعاناة تبقى نفسها, فانعدام الأمان اليوم والخوف من المستقبل المجهول.
وفي عام 2000م, أقر مجلس الأمن في الأمم المتحدة بأن يكون 20 (يونيو) يوماٍ للتذكير بشؤون اللاجئين والاحتفال بصمودهم تجاه المعاناة , وفي عامه الرابع عشر, تركز “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” في هذا اليوم على أهمية إعطاء كل مهجر ولاجئ “مكاناٍ يدعى الوطن”. ويقر ناطقون باسم المنظمات الإنسانية من المفوضية السامية لمنظمة العفو الدولية أن من أكبر المشاكل التي تواجه المهجر من وطنه هو الشعور بالضياع والحاجة الى مكان جديد يدعى “الوطن”, بما يعنيه ذلك من أمان واستقرار.
فاليوم يعيش العالم على واقع نزاعات مسلحه تغطي 54 دولة وتمس حياة الملايين وكرامة عيشهم. حيث تشير الإحصاءات إلى أن 90 %من ضحايا الحروب والنزاعات مدنيون. وفيما يستطيع البعض العيش تحت ظروف القصف أو الاضطهاد, يجبر آخرون على الفرار من منازلهم وأوطانهم, باحثين عن مأوى جديد لهم بعدما يصبح العيش في قراهم أو دولهم صعبا ومستحيلا . وبعد الحرب العالمية الثانية, وما شهده العالم خلالها من مآسُ وتشريد على نطاق واسع, خصوصاٍ في أوروبا, أقرت “اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة باللاجئين” عام 1951م لحماية اللاجئ الذي عرفته بأي شخص “بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد لأسباب تتعلق بالعرق أو الديانة أو الجنسية أو الانتماء لفئة اجتماعية معينة أو رأي سياسي ما, يكون خارج بلد جنسيته ولا يستطيع أو لا يود, بسبب هذا الخوف, أن يستفيد من حماية ذلك البلد, أو يكون, لعدم تمتعه بجنسية ولكونه خارج بلد إقامته المعتادة السابقة..
وبعد مرور 64 عاماٍ على هذه الاتفاقية, يعتمد الملايين عليها من أجل توفير أبسط الحقوق الأساسية لضمان حمايتهم. ولكن ليس كل من فر من مكان إقامته يعتبر “لاجئاٍ”, اذ توجد مصطلحات قانونية مختلفة لتصف هؤلاء, من بينهم “النازحون داخلياٍ” الذين لم يعبروا الحدود الدولية خارج بلدانهم ولكنهم اضطروا الى الفرار من منازلهم. كما يوجد فرق مهم بين “اللاجئ” و”طالب اللجوء” الذي لم يبت النظر في حالته أو لم يقبل طلبه بعد..
وبهده المناسبة فقد افتتحت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) معرض الرحلة الطويلة الذي يمثل الأرشيف السمعي والبصري للاجئين الفلسطينيين والذي تحتفظ به الأونروا ويوثق معاناة اللاجئين الفلسطينيين وحراكهم الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والحياتي منذ عام 1948م حتى يومنا هذا .
وأوضح كراهينبول أن أرشيف الأونروا الذي بدأ العمل به عام 2009م يضم صورٍا توثيقية لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين ووقت إنشاء المخيمات وتاريخ الإنجازات التي حققها الفلسطينيون كأفراد وجماعات وهذه صور فريدة تحكي كل منها جزءا مهما من تاريخ الشعب الفلسطيني ولاجئي فلسطين منذ عام 1948م من ناحية هو التاريخ في عامي 1948 و1967م وتاريخ إنشاء المخيمات منذ الخمسينيات وهو أيضا تاريخ إنجازات مجتمع اللاجئين الفلسطينيين والأسر خلال تلك العقود من المعاناة..
وفيما يخص تدفق اللاجئين دعا وليام ليسي سوينغ المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة إلى تحرك دولي عاجل وتعاون مكثف لمعالجة تدفقات الهجرة المختلطة التي تجمع بين دول المقصد والمنشأ والعبور وجميع الجهات الفاعلة والمعنية وذلك بعد وصول نحو خمسة آلاف شخص عبر البحر إلى صقلية خلال اسبوع ..
وأشار كريس لوم المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من خمسين ألف شخص من المهاجرين وطالبي اللجوء وصلوا إلى إيطاليا من شمال أفريقيا منذ بداية العام مشيرا إلى إن مأساة المهاجرين الذين يغرقون في البحر تعد للأسف ظاهرة عالمية وليست مجرد حالة طارئة في البحر الأبيض المتوسط??. هناك حاجة ملحة لزيادة التعاون الدولي للقضاء على المتاجرين والمهربين الذين استغلوا يأس المهاجرين المستضعفين.
وأكد تقرير الأمم المتحدة أن أكثر من سبعة ملايين شخص أصبحوا لاجئين في عام 2012م وحده وبلغ عدد اللاجئين في العالم أكثر من 45 مليون شخص ليصل بالتالي الى مستوى قياسي منذ عام 1994م. وأشار إلى أن النزاع في سوريا أصبح “عاملا هاما جديدا” ساهم في ازدياد عدد اللاجئين. وجاء ذلك في تقرير لمكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وأشير في التقرير إلى أن 55% من اللاجئين هم من أفغانستان والصومال والعراق والسودان وسوريا وأفريقيا الوسطى . وحسبما ورد فيه فإن الدول النامية تستضيف 81% من اللاجئين في العالم أي أكثر بنسبة 11% مما كان عليه الحال قبل 10 سنوات. وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس أن “هذه الأرقام مقلقة بالفعل. وهي تعكس معاناة الناس على نطاق واسع والصعوبات التي تواجه المجتمع الدولي في منع وقوع النزاعات وإيجاد حلول لها في الوقت المناسب”. وأشار غوتيريس إلى أن وصول عدد اللاجئين إلى 7 ملايين شخص يعني أن هناك لاجئا جديدا في العالم في كل ثانية. وذكر المفوض أن التقرير أعد على أساس معلومات من الأمم المتحدة والحكومات والمنظمات غير الحكومية. ولا تزال أفغانستان أكبر مصدر للاجئين في العالم منذ 32 سنة. ويأتي الصومال في المرتبة الثانية ويليهما العراق وسوريا. كما يشير التقرير إلى ازدياد نزوح اللاجئين من مالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ولا يضم هذا العدد الوارد في التقرير مليون لاجئ سوري نزحوا من سورية في الأشهر الستة الأخيرة. وقالت الأمم المتحدة انه في حال استمرار النزعات الموجودة حاليا فسيغادر سوريا مليونان آخران من الأشخاص قبل نهاية العام الحالي. ومن المتوقع ان تطلب الأمم المتحدة من الدول الأوروبية استقبال جزء منهم..
وفي بيروت إطلاق تقرير “التكامل العربي.. سبيلا للنهضة” الذي أعدته اللجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا).
وقالت السيدة ريما خلف في كلمة خلال إطلاق التقرير : إن التقرير يكشف أوضاعا خطيرة في العالم العربي منها أن 53% من اللاجئين في العالم باتوا موجودين في المنطقة العربية كما أن حالة التشرذم التي تعيشها المنطقة تضر بعملية التنمية بالمنطقة كما ساعدت على ظهور الطائفية.
وعادة ما تنحصر أخبار اللاجئين حول أعدادهم أو مأساة تحل بشعب كامل. ولكن لكل لاجئ قصته الخاصة حول رحلة لجوئه من بلده. وكثيراٍ ما تكون الفكرة عن اللاجئ منحصرة بالمشردين على الحدود بين بلدين لتبقى آمال اللاجئ الحلم بوطن يظل بعيد المنال ..

قد يعجبك ايضا