لا تجعلوا الأهلي رهين شائعات المزوبعين

أحمد مظفر

 

 

يا للهول، هالني كثيرا ما رأيته بأم عيني وسمعته بأذني من فعل ورد الفعل حول قضية هي الأبرز رياضيا حدثت خلال الأيام السابقة للأهلي الصنعاني إدارة ولاعبين، عقب عملية التكريم مباشرة بمناسبة التتويج ببطولة بالدوري، وكيف تحول التكريم إلى جحيم كادت تحرق إمبراطور الأندية اليمنية بأكمله إداريين وفنيين ولاعبين وجماهيراً.
وذلك بفعل بعض التناولات الإعلامية وغير الإعلامية الدخيلة على الإعلام من قبل أشخاص مغرضين همهم الأول قتل الفرحة الأهلاوية حاقدين ومنتقمين من هذا النادي ولا يريدون له الخير والنماء!!
قضية بسيطة.. عابرة من خصوص واختصاص أبناء الأهلي، لكن البعض اعتبرها قضيته الأولى، وتحولوا إلى ملكيين أكثر من الملك، وتحت ذريعة تصفية الحسابات مع بعض أشخاص في مجلس الإدارة ومجلس الشرف الأعلى.
سعوا إلى تأليب الأوضاع ودغدغة مشاعر اللاعبين وشق الصف بينهم وبين الإدارة، بذريعة مكافآت التكريم، وألحقوا بها العقود والمرتبات المتأخرة، وشق صف الكيان بأكمله، وزرع الشقاق بين الهيئة الإدارية العامة للنادي وحتى الجماهير لم تسلم من ذلك، في تصرفات يشيب منها الغراب ورأس الديك!
من دون دس السم في العسل، وخلط البصل بالباذنجان، معلوم لدى الجميع أن إدارات الأندية الكبيرة والنصف نصف والصغيرة، ملزمة بدفع مخصصات لاعبيها من مرتبات ومكافآت فوز وحقوق، ومثل ما على إدارات الأندية حقوق، على اللاعبين واجبات ملتزمين بها للنادي وبحسب بنود العقد المبرم بين الطرفين، والعقد شرط المتخاصمين، بعيدا عن الوقفات الاحتجاجية، والوعد والوعيد، والتشهير بالنادي الذي رفع اسمه عاليا بلاعبيه وجماهيره وداعميه من رجال المال والأعمال في مجلس الشرف الأعلى وفي مقدمتهم الشيخ يحيى الحباري ومجلس الإدارة وعلى رأسهم رئيس النادي حسن الكبوس والواقفون خلفه من الخارج.
إدارة نادي أهلي صنعاء، صحيح أنها استعجلت في التكريم، وسمحت للمغرضين والمزوبعين، وأد الفرحة الأهلاوية بالإنجاز الكبير الذي تحقق، وكان من المفترض عليها التريث قليلا وتجميع مبالغ تكريم اللاعبين من المجلس السياسي الأعلى واتحاد الكرة ومن وزارة الشباب ومن الداعمين وأي مبالغ تخص تكريم اللاعبين، ومن ثم تسليمها للاعبين، وكل من لهم علاقة بتحقيق بطولة الدوري، من جهاز فني وإداري وإعلامي وخدمي، وفصل ما هو مخصص لدعم النادي لاستكمال مهامه وأعماله، والتخلص من مبالغ عقود اللاعبين والمرتبات المتأخرة، أو جدولتها بصورة قانونية ومنطقية، لا أن يجعلوا من انفسهم رهينة لشائعات المزوبعين!
الأهلاويون جميعهم، مجلس شرف أعلى ومجلس إدارة وأجهزة إدارية وفنية ولاعبين وجماهيراً رياضية، حري بهم الحفاظ على ناديهم الكبير وعلى مكتسباته والتعامل مع قضاياه بحكمة وعقلانية، وما دخلت مشاكل أي ناد إلا وقضت عليه وقذفت به إلى هاوية المظاليم، واسالوا عن الأندية الكبيرة التي أصبحت رهينة الدرجتين الثانية والثالثة ولم تستطع العودة إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الهبوط.
إدارة الأهلي معنية بتسليم ما عليها من مستحقات مالية للاعبين وبحسب المتاح والممكن وبما يقتضي والقيم والأخلاق الدينية.
واللاعبون جميعهم أبطال الدوري بدرجة 7 ستار، حققوا الكثير والكبير لناديهم العريق الأهلي بجهدهم الوفير وبدعم مجلس الشرف الأعلى ومجلس الإدارة، جميهم دون استثناء، وجماهير الإمبراطور الغفيرة والشغوفة تؤازرهم وتشجع بقوة وبحب منقطع النظير، وما على اللاعبين إلا الصبر على ما تبقى لهم من مستحقات مالية، وأن يدركوا أن الإدارة عليها التزامات مالية كبيرة تخص تأهيل وصيانة بعض مرافق النادي ومدرجاته، ودفع ما عليها من مرتبات وتوفير لاعبين مميزين، وعلاج أي لاعب تعرض للإصابة.. وأن يدركوا أن ناديهم مؤسسة عملاقة رياضيا وشبابيا وثقافيا واجتماعيا، ويحوي في ثناياه أكثر من لعبة إلى جانب لعبة كرة القدم، جماعية وفردية، وكلها لها التزامات على الإدارة.
حافظوا على الأهلي قبل فوات الأوان، وقبل خراب مالطا ويوم لا ينفع الندم، ابعدوا الفأس عن الرأس، ومن ضاع منه رأسه فقد أساسه.

قد يعجبك ايضا