تؤثّث الروائيّة الجزائريّة لطيفة بروال، عملَها السّرديّ “لعنة الثلج”، الصادر عن دار أدليس للنشر والتوزيع، بظواهر اجتماعيّة، شكّلت إفرازات المجتمعات المدنيّة الحديثة.
وتدور أحداث هذه الرواية في قالب بوليسيّ، خلال شتاء عام 2014، وبطَلَاها “فاتح” و”مراد”، وهما مجرمان يقومان باختطاف طفل طلبًا للفدية.
وتؤكد هذه الروائيّة في تصريح لوكالة الأنباء العمانيّة، أنّها فضّلت أن تترك نوعًا من الغموض حول الجهة التي تقف وراء عملية الاختطاف لتدفع القارئ إلى تتبُّع مسار الرواية، إلى النهاية، وكمحاولة أيضا لإشراك القارئ في فكّ خيوط أحداثها المتشابكة.
وقد اعتادت الروائيّة لطيفة بروال – عبر أعمالها القصصيّة والروائيّة السابقة – أن تجسّ نبض المجتمع في محاولة لطرح أهمّ القضايا والمشاكل الاجتماعيّة، ولمعرفة أسباب نشوء بعض الظواهر السلبيّة.
وترى هذه الروائيّة أنّ العمليّة الإبداعيّة لا تخلو من أهداف توعويّة ينشدُها المبدعُ، سواء كان شاعرًا أو ساردًا، لوضع يده على بعض الظواهر الاجتماعيّة التي تتربّص بوحدة النسيج الاجتماعي ولحمته.
وقد حاولت لطيفة بروال – عبر روايتها “لعنة الثلج” – أن تقول ما يمكن أن يقوله المختص النفسانيُّ، أو يُنبّه إليه المختصُّ في علم الاجتماع، ولكن في قالب أدبيّ بوليسيّ، يحمل بعض المتعة التي يُمكن أن تُوفّرها عمليّة بناء نصّ سرديّ إبداعيّ.
وتُشير الروائيّة إلى أنّ أحداث هذه الرواية قد تتقاطع في بعض تفاصيلها مع وقائع حدثت بالفعل، كثيرا ما تطالعنا بها الصُّحف ونشرات الأخبار، لكنّها حاولت كروائيّة، هدفُها الأوّل والأخير تحقيق اللّمسة الإبداعيّة الجميلة، أن تُضفي على الرواية جوانب كثيرة من الإثارة لتُحقّق المتعة المطلوبة لدى القارئ، ولئلّا تسقط الرواية في السّرد المباشر الذي يصفُ الظاهرة الاجتماعيّة، ويُحاول التنبيه إليها، مثلما يفعل المختصون النفسانيُّون، أو الاجتماعيُّون، أو الإعلاميُّون.