مواقف مشرفة وأعمال جهادية ليس فقط من الجمعة إلى الجمعة بل منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة واليمن في حالة استنفار على المستوى الشعبي والرسمي نصرة لفلسطين ومساندة لغزة، تحرك جهادي شامل سياسيا وإعلامياً وعسكرياً وجماهيرياً وغير ذلك الكثير من المواقف والأعمال التي تهدف إلى نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم في مواجهة العدو الصهيوني الظالم، رغم التحديات والظروف الصعبة والاستثنائية ورغم العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن ورغم تصنيف أمريكا لشريحة واسعة من أبناء الشعب اليمني في قائمة ما يسمى بالإرهاب، إلا أن الشعب اليمني حمل على عاتقه مسؤولية التحرك الإيماني والإنساني والأخلاقي الجاد والصادق في مساندة غزة لأنه لا يريد أن يُكتب عند الله من المتخاذلين والمقصرين والمفرطين، ولأنه لا يريد أن يكون شريكا في مظلومية الشعب الفلسطيني بالصمت والجمود لهذا يعتبر التحرك اليمني الجهادي العظيم نموذجاً راقياً في الجهاد والصدع بالحق في مواجهة الباطل.
موقف اليمن شعبا وجيشاً لمساندة غزة وشعب فلسطين هو النموذج العالي الذي يجسد الدين الإسلامي والذي يريده الله تعالى والذي يجب أن تقتدي به بقيت شعوب الأمة، وحين نأتي إلى تقييم واقع الأمة من حولنا سواء على مستوى الأنظمة أو على مستوى الشعوب نجد أن الكثير منها للأسف الشديد تعيش حالة من الركود والجمود والتخاذل والصمت والخنوع، ليس هذا فحسب، بل إن هناك من الأنظمة العربية من ترك غزة تغرق في الدماء والدمار والحصار وذهب لمساندة العدو الصهيوني كما هو الحال بالنسبة للنظام الإماراتي وكذلك النظامين الأردني والمصري، لم تكتف هذه الأنظمة الذليلة العميلة بخذلان غزة بل ساندت إسرائيل، ولم تكتف بمساندة إسرائيل بل تعمل على قمع شعوبها ومنعها من أن تتخذ أي موقف جهادي إيماني وإنساني وأخلاقي لمساندة إخواننا من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، وبحمد الله تعالى وفضله علينا كشعب يمني وفقنا لأن يكون توجهنا مختلفاً عن الآخرين وإن كنا نتمنى أن يسير الجميع في هذا الاتجاه.
لو تحركت بقية الشعوب لمساندة غزة وشعب فلسطين بنفس العنفوان الذي يتحرك به الشعب اليمني بالمسيرات الجماهيرية المليونية بشكل أسبوعي وبمقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية وترافق مع ذلك عمل إعلامي مكثف ومركز لنشر وكشف الجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني ونشر الانتصارات التي تحققها فصائل المقاومة الفلسطينية بفضل الله في غزة ونشر خسائر قوات العدو الإسرائيلي في العدة والعتاد ليصل ذلك إلى كل أنحاء العالم لكان مثل هذا التحرك الجهادي المسؤول سيحظى بتأييد من الله تعالى وسيدفع العدو الصهيوني والأمريكي إلى وقف العدوان وفك الحصار عن غزة، ولا يعني ذلك أن الشعوب كلها في حالة ركود وليس لها أي موقف ولكن حجم العدوان على غزة وحجم الطغيان والظلم والإجرام بلغ مستويات كبيرة تحمل الجميع مسؤولية كبرى أمام الله تعالى وأمام شعب فلسطين للتحرك الجهادي الشامل بنفس مستوى الطغيان والعدوان الصهيوني الأمريكي على غزة.
مساندة اليمن شعباً وجيشاً للشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس هو موقف حق ضد الباطل وشرف عظيم لنا في الدنيا والآخرة وما تقوم به القوات المسلحة اليمنية من عمليات عسكرية جهادية في البحرين الأحمر والعربي وفي باب المندب وخليج عدن من استهداف للسفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية هو الموقف الجهادي الذي يجب علينا والذي يجب أن تتخذه بقية الأنظمة والشعوب في هذه الأمة، كذلك المسيرات الجماهيرية المليونية التي تخرج في صنعاء وبقية المحافظات اليمنية بشكل أسبوعي نصرة ومساندة لغزة ورفضاً للعدوان الصهيوني على غزة ورفضا للعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن هو الموقف الصحيح الذي يجب أن تسلكه بقية شعوب هذه الأمة والذي من المؤكد أنها لو سلكته لتغير واقعها إلى الأفضل من الذل إلى العزة ومن الاستعمار إلى الحرية والتحرير، لأن سنة الله تعالى تقول (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).