الفقر والجهل أهم الأسباب


تهريب الأطفال في الجمهورية اليمنية تعد مشكلة كبرى نظرا لتزايدها وتعدد أسبابها حيث بينت دراسة مشكلة تهريب الأطفال التي نفذتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل قبل عدة أعوام أن حوالي 90% من عمليات تهريب الأطفال هي من أجل العمل أو الاستغلال في تهريب البضائع كما أن 10% المتبقية يتم استغلالهم في التسول داخل أراضي دولة مجاورة.

الطفل “ع” يبلغ من العمر 12 عاما تعرض لمشاكل وضغوطات أسرية دفعته إلى ترك المدرسة والبيت والذهاب إلى الحدود والوقوع في يد أحد مهربي الأطفال وفي الطريق وبسبب السرعة الجنونية لسيارة التهريب والتي تقل عليها 10 أطفال انقلبت السيارة وتوفي كل من فيها.
الطفل عمر أراد أن يبني مستقبله بطريقة خاطئة فترك المدرسة وذهب بعيدا متسللا إلى إحدى الدول المجاورة واليوم مضى على غيابه 13 عاما دون علم بمكانه.
والطفل سمير وأثناء تسلله إلى إحدى الدول المجاورة تعرض لطلقة نار على ساقه من قبل حرس الحدود..
هذه بعض الحالات وهناك حالات أخرى لم تجد من يرعاها ويضمها ويوجهها التوجيه السليم فكانت النتيجة مرة ومأساوية حيث حملوا أنفسهم بل حملتهم الظروف القاهرة التي مروا بها مالا يطيقون فكان ما كان وحدث لهم ما حدث فوجدوا أنفسهم في ضياع في بلاد لم يلاقوها لا يجدون فيها الأسرة التي افتقدوها وكانوا أشبه بسائر على صحراء واسعة لا يعرفون اتجاهها قتلهم الاعياء والعطش.

الفقر السبب الأول
فما هي الأسباب والدوافع التي دفعتهم إلى سلوك ذلك الطريق المدمي للأقدام ذي النهاية المسدودة و من يسلكها قد لا يعود منها ثانية.
الأخ عبداللطيف الهمداني منسق اللجنة الفنية لمكافحة تهريب الأطفال قال إن دراسة ميدانية أولية عن مشكلة تهريب الأطفال” دراسة حالة لمحافظتي حجة والمحويت” في أبريل 2004م نفذتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بعض المؤشرات عن المشكلة أهمها الظروف الاقتصادية .. والسياسية التي مرت بها اليمن من بداية عام 1990م والمتمثلة بالفقر وسوء الحالة المعيشية لأسر الأطفال المهربين وانتشار الأمية والبطالة وضعف الخدمات الأساسية والمشاكل الأسرية من طلاق وتفكك أسري والعنف والإساءة ضد الأطفال وضعف الوعي وكذا النظرة الجيدة إلى عمالة الأطفال وقبولها من قبل الأسر والأهالي وتشجيعها لمصدر أساسي من مصادر الدخل وكذلك عدم وجود نصوص قانونية صريحة تجرم قضية تهريب الأطفال وتحدد عقوبات واضحة ضد المهربين وكذلك موافقة الأهل وتساهلهم مع المشكلة وضعف مشاركة المجتمع المحلي في التصدي للمشكلة.

التسرب من المدارس
تعد ظاهرة التسرب من المدارس أحد أهم الأسباب والنتائج الرئيسية لمشكلة تهريب الأطفال فالتسرب من المدرسة يعني بداية الانحراف والضياع حيث يجد الطفل نفسه ليس له أي أهمية ويتلقى العنف اللفظي والجسدي من الجميع فيضطر إلى الهروب من الواقع الذي يعيش فيه إلى واقع مجهول أشد قساوة وضراوة وسفره يحرمه من التعليم ويضيفه إلى قائمة الأمية.

آثار ومخاطر
الطفل الذي يغامر ويعرض نفسه لخطر التهريب يتعرض للعديد من المخاطر حيث كان لي لقاء مع بعض الأطفال الذين وقعوا في مصائد التهريب.
الطفل “س” يقول لم: أكن أتوقع ما أصابني من متاعب ومخاطر عندما تهربت إلى السعودية حيث وجدت نفسي اتقلب على جمرات من نار تجرعت الكثير من المتاعب حتى حصلت على عمل متعب وهو رعي الأغنام وبأجر قليل جدا ثم وجدت نفسي في سجن الترحيل والذي قضيت فيه أسوأ أيام عمري كانت تلك حالة من آلاف الحالات المأساوية التي التهمتها نيران تهريب الأطفال.
وإجمالا فقد بينت دراسة أجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن من المخاطر والآثار التي يواجهها الأطفال ضحايا التهريب ما يلي:
– الضرب والإساءة أثناء التسلل والحبس عند القبض عليهم.
– البعض يتعرض للتحرش الجنسي والاغتصاب من قبل المهربين أنفسهم أو قطاع الطرق.
– الإجهاد البدني والتأزم النفسي والخوف والقلق من الإمساك بهم أثناء رحلة التهريب.
– الحصول على الأشياء الأساسية والاحتياجات من الطعام والدواء.
– النهب والسرقة لممتلكاتهم من قبل قطاع الطريق أو مصادرة وإتلاف بضائعهم من قبل الجنود.
– التشرد والمبيت في الشوارع لمن ليس لهم أهل أو أقارب في المناطق التي يهربون إليها.
– البعض يتعرض للضياع والبعض يموتون بسبب الحوادث المرورية أثناء هروبهم من دوريات الشرطة.
– الإهمال من الأسر بعد عودتهم وعدم التقبل من المجتمع في مناطقهم خاصة عند فشل الطفل في الحصول على المال نتيجة القبض عليه وترحيله.

قد يعجبك ايضا