غياب الأمن والاستقرار وانتشار المليشيات المسلحة وتفشي ظاهرة القتل والنهب، ثلاثي قاتل يفاقم حالة الانهيار وغياب الخدمات التي يعيشها المواطنون في المحافظات المحتلة، ففي الوقت الذي يركض فيه المواطنون خلف لقمة عيشهم ، تسقط ارواحهم بدم بارد على ايدي مليشيات العدوان والاحتلال التي استخدمت كافة الوسائل لتدمير مقدرات الحياة ونشر الفوضى والاقتتال في مناطق سيطرتها.
الثورة / مصطفى المنتصر
عدن
مدينة عدن التي تحولت الى مدينة اشباح ومكان مفتوح للجريمة بعد ان مارست فيها مليشيات الاحتلال كافة اصناف القتل والتدمير والاختطاف شهدت خلال الفترة الأخيرة حالة انهيار كبير للأوضاع الامنية من عمليات واختطافات طالت قيادات ثورية مناهضة للافعال الاجرامية حيث اختطفت عناصر مليشيا “الانتقالي الجنوبي” الممولة من الإمارات قيادياً بارزاً في “التصحيح الناصري” عقب اقتحام منزله وسط مدينة عدن الخاضعة لسيطرة التحالف واقتياده إلى جهة مجهولة.
وأكدت مصادر محلية أن عملية الاختطاف التي طالت نائب الأمين العام لتنظيم التصحيح الناصري، خالد جلال ضبيان العولقي عقب اقتحام منزله في منطقة المعلا دون معرفة الأسباب متسببة بحالة من الهلع والرعب بين النساء والأطفال، مبينة أن مصير العولقي لا يزال مجهولا لأسرته.
وفي جريمة أشد وحشية وإجرامية طالت هذه المرة المصليين في أحد المساجد بمنطقة العريش، بمديرية خورمكسر في محافظة عدن، حيث اقتحم احد عناصر مليشيا الانتقالي مسجد النور وأطلق النار على المصلين خلال أدائهم صلاة فجر الجمعة الماضية.
وقال سكان محليون” إن أحد جنود مليشيا الانتقالي التابعة للإمارات، اقتحم مسجد النور في منطقة العريش، وأطلق النار على المصلين مضيفين أن الجندي كان بحالة تعاطٍ للمخدرات ولم يكن بوعيه.
الجريمة تسببت باصابة شقيقين كانا يصليان جوار بعض بجروح بليغة وهما عبدالله الحالمي وشقيقه محسن الحالمي.
وأفادوا بأن المسلح كان ينوي إصابة أكبر عدد من المصلين، لولا تعليق سلاحه الآلي ومسارعة المصلين للانقضاض عليه، وسلب سلاحه منه.
ومع استمرار حالة الفوضى التي تشهدها عدن ومناطق سيطرة مرتزقة الاحتلال اقدمت مليشيا الانتقالي على اختطاف أحد قيادات مجلس الحراك الثوري، على خلفية تنظيمهم وقفة احتجاجية تضامنية مع فلسطين، في مديرية البريقة بمحافظة عدن.
وقالت المصادر ان مليشيا الانتقالي قامت باختطاف رئيس فرع المجلس الأعلى للحراك الثوري في مديرية البريقة محمد أحمد صالح الجفري، وإيداعه قسم شرطة البريقة مبينة أن هذه العملية هي الثانية خلال الأسبوع الماضي والتي طالت احد قيادات مجلس الحراك الثوري
مضيفة أن هذه العملية تمت عقب قيام الجفري بتنظيم مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني.
ويشار إلى أن مليشيا المجلس الانتقالي التابع للإمارات، تعتمد سياسة تكميم الأفواه ضد القوى المناهضة لها، وفرض نفسها وصية على ابناء الجنوب والجنوبيين، من خلال منعها أي أنشطة او فعاليات لتيارات مناهضة لها و التحالف السعودي الإماراتي حتى ولو كانت خارج الإطار السياسي.
شبوة
تفاقمت الأوضاع الامنية في محافظة شبوة بصورة سريعة ومهولة عقب التداعيات الامنية التي شهدتها المحافظة النفطية التي تشهد حراكاً قبلياً وشعبياً ضد حكومة المرتزقة التي فرضت جرعة قاتلة على المشتقات النفطية ضاعفت معاناة المواطنين ودمرت حياتهم بصورة غير مسبوقة .
وكانت سلطة المرتزقة ومليشيات الإمارات في المحافظة قد توعدت المعتصمين القبليين قرب قطاع العقلة باقتحام المخيم مالم يفضوا الاعتصام المستمر منذ أكثر من شهر للمطالبة بخفض اسعار المشتقات النفطية اسوة بمحافظة مارب.
وهاجمت مليشيا دفاع شبوة التابعة للإمارات، مخيم الاعتصام القبلي قرب قطاع العقلة النفطي، بمديرية عرماء، في محافظة شبوة، الأسبوع الماضي متسببة بسقوط قتلى وجرحى في اوساط القبائل المعتصمة.
وأفادت مصادر أن الهجوم على مخيم الاعتصام ورفعه بالقوة، تم عقب ساعات فقط من بدء الانتشار العسكري بمحيطه وإعلان حصاره ومنع الوصول إليه مضيفة ان المليشيا استخدمت الأسلحة المتوسطة في ترويع المعتصمين وتهديدهم؛ ما دفعهم لمغادرة الموقع.
واشارات المصادر الى اصابة أحد المعتصمين في حقل العقلة بشبوة خلال مواجهات مسلحة بين القبائل ومليشيا عسكرية حاولت فض الاعتصام بالقوة .
واتهمت قبائل شبوة الإمارات ومليشياتها بالعبث بثروات وأمن المحافظة منذ سنوات ووعدتها بالحرب.
وأعلنت قبائل شبوة ، الحرب ضد الإمارات بسبب تدخلاتها في شؤون المحافظة عبر مليشياتها وفي ظل تردي الأوضاع المعيشية والخدمية وتفشي الفساد والنهب وغياب الخدمات ونهب الثروات، وقالت مصادر محلية ان مشايخ قبائل شبوة، صعدوا ضد الإمارات ومليشياتها، متهمين الإمارات بالعبث بثروات وأمن المحافظة النفطية منذ سنوات، في إشارة إلى تدخلاتها في المحافظة عقب إعلان التحالف بقيادة السعودية والإمارات للحرب على اليمن.
ويأتي التصعيد الجديد ضد الإمارات، وذلك عقب قيام قوات دفاع شبوة بفض اعتصام قبلي بالقوة قبل يومين بمشاركة عدد من القبائل للمطالبة بتحسين الأوضاع.
وفي حادثة تعكس قتامة المشهد المزري الذي تعيشه المحافظة ،أقدم عامل بمحل تجاري في سوق عتق القديم، بمحافظة شبوة، على الانتحار شنقا داخل المحل الذي يعمل فيه.
مصادر محلية قالت إنه تم العثور على محمد عبدالخبير احمد حسن العريقي، وهو من أبناء تعز، مشنوقا داخل محل لورا باريس لأدوات التجميل والعطور ، نتيجة تدهور الاوضاع وحالة الانهيار المخيفة التي تشهدها المحافظات المحتلة .
ومؤخرا زادت ارقام حالات الانتحار جراء الضغوط النفسية، التي يتعرض لها المواطنون بفعل الأزمة الاقتصادية والحرب التي يشترك فيها التحالف السعودي الإماراتي منذ تسع سنوات.
لحج
محافظة لحج هي الاخرى تحولت الى ساحة حرب مفتوحة بين مليشيات الاحتلال والقبائل التي ترفض سياسة الهيمنة والقتل التي تمارسها قوات الاحتلال السعودي الإماراتي ومليشياتها ضد المواطنين وأبناء القبائل بصورة جبانة .
حيث نفذت قبائل الصبيحة الاسبوع الماضي حملة اعتراض آليات ومدرعات المليشيات المسلحة التابعة للامارات التي نفذت حملة مداهمة مطارح قبيلة الاغبرة في مديرية المضاربة بمحافظة لحج.
واضافت المصادر أن مواطناً أصيب على الأقل، خلال حملة عسكرية أطلقتها مليشيا العمالقة التابعة للإمارات، على مطارح قبيلة الاغبرة في مديرية المضاربة بمحافظة لحج.
وقالت المصادر إن مسلحي قبيلة العلقمة اعترضوا طريق الحملة العسكرية، ردا على مقتل أحد افراد قبيلته قبل نحو شهر، برصاص ذات المليشيات العسكرية التي قدمت على رأس الحملة العسكرية.
وأضافت أن توترا عسكريا احتدم بين الجانبين، وما يزال مستمرا حتى اللحظة مبينة أن قبيلة الأغبرة التي تنتمي لقبيلة الصبيحة دخلت في خط التوتر؛ كونها المستهدفة في الحملة العسكرية التي تم إطلاقها تحت مبرر مكافحة التهريب.
وتتهم قبائل الصبيحة التحالف السعودي الاماراتي، باستخدام مليشياته المحلية لمحاولة كسر القبائل وإخضاعها من خلال إطلاق الحملات العسكرية تحت دوافع ومبررات أمنية ليس لها وجود.
مليشيات الانتقالي التي دمرت كل مناحي الحياة فاقمت معاناة المواطنين الذين باتوا يعيشون تحت رحمتها ويقتاتون من فتات الأموال التي تنهبها من المواطنين في نقاط الجبايات الظالمة المنتشرة على امتداد الطرق والشوارع في المحافظات المحتلة .
وقالت مصادر أن مسلحاً في مليشيا الحزام الأمني بلحج أقدم على قتل المواطن راضي احمد عوض عليان سالم الذي يعمل في تحميل وتفريغ الشاحنات في إحدى نقاط المليشيات في لحج .
المصادر أضافت إن المواطن عليان سالم كان يعمل في أحد ميازين الذي استحدثتها مليشيات الانتقالي من أجل تحصيل الجبايات والاتاوات الظالمة ضد المواطنين في المحافظات المحتلة ليجهز عليه المدعو على عمر والذي يعد اليد الطولى لقائد الأحزمة الامنية بلحج بعد ان فرض غرامة الفي ريال على العمال وقام بالاعتداء على من يعارض قراره من العمال ليصل الحال الى قتل المواطن راضين سالم بدم بارد بعد ان نهب ماله واستباح دمه.
وتأتي هذه الجريمة في الوقت الذي يعيش فيه المواطنون في المحافظات المحتلة أوضاعاً مأساوية وصعبة نتيجة الفساد والنهب المستشري في أروقة أجهزة الدولة وتسخير المال العام من أجل حفنة من الفاسدين المجرمين.
أبين
وفي ابين شهدت المواجهة العسكرية بين المليشيات العسكرية ومسلحين قبليين ذروتها بعد ان نفذت المليشيات عمليات مداهمة طالت قرى ومدن مختلفة تحت ذرائع وحجج واهية .
مصادر محلية قالت ان مجنداً في مليشيا الانتقالي التابعة للإمارات قتل، وأصيب مدنيان، بانفجار عبوة ناسفة الأسبوع، أمام إدارة أمن المليشيا في مديرية مودية شرق محافظة أبين.
وأضافت المصادر إن العبوة الناسفة انفجرت أمام مركز الأمن في مديرية مودية، ما أسفر عن مقتل جندي بميليشيا الانتقالي ينحدر من محافظة الضالع.
فيما تعرض ضباط في مايسمى اللواء الثالث حماية رئاسية لكمين مسلح في الطريق العام بقرية امشعة أثناء خروجهم من مدينة لودر متجهين إلى جبهة المحلحل.
وقالت: مصادر محلية إن المرتزق عبدالله صالح منصور الذي ينتمي لمليشيات ما يسمى الحماية الرئاسية تعرض لكمين مسلح بعد خروجه من مدينة لودر في المنطقة الواقعة بين قرية امشعة وجبهة المحلحل.
وحسب المصادر فإن منفذي الكمين مجهولون حتى اللحظة ولم تتمكن سلطات المرتزقة الامنية من التعرف عليهم وتأتي هذه العملية في الوقت الذي يرى مراقبون أن ذلك يعود لأعمال التصفية بين مليشيات التحالف في محافظة أبين وغيرها من المحافظات المحتلة.
وفي حادثة مماثلة قتل عدد من جنود مليشيا الانتقالي التابعة للإمارات، بانفجار عبوة ناسفة، استهدفتهم الثلاثاء الماضي ، في مديرية مودية شرق محافظة أبين.
وقالت مصادر إن احد الإعلاميين التابعين لمليشيات الاحتلال ويدعى عبدالكريم العبادي قتل خلال مرافقته مليشيا الانتقالي في حملتها العسكرية بمديرية مودية.
وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من العمليات العسكرية التي استهدفت مليشيات الاحتلال في أبين ، وراح ضحيتها عشرات الجنود، دون أن تحقق مليشيا الانتقالي أي منجز أمني، أو أن تغير من استراتيجتها الفاشلة.
وكانت مليشيات المجلس الإنتقالي الموالية للإمارات، قد شنت الأربعاء الماضي ، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في المناطق الوسطى بمحافظة أبين، جنوبي اليمن.
جاء ذلك، تزامناً مع تصاعد التوترات في المحافظة، بعد عودة التفجيرات ضد مليشيا المجلس في المحافظة.
مصادر محلية قالت أن مليشيا الانتقالي نفذت، حملة واسعة لمطاردة مواطنين تحت ذريعة مطلوبين امنيين، حد زعمها.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت في وقت سابق، بين مليشيا الإنتقالي وعناصر قبلية في منطقة لحمر وسط المديرية، عقب تفجير استهدف تعزيزات للمجلس، وأسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى.