المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، ومن يثق في عهود ووعود واتفاقات الصهاينة اليهود؛ حاله حال من يثق ويعول على السراب للحصول على الماء، فهؤلاء عرفوا على مر العصور بالغدر والمكر والخديعة ، هكذا أخبرنا الله عز وجل في كتابه الكريم وهو يحذرنا من هذه الفئة التي لا عهد ولا ذمة لها قال تعالى : ( {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَة لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱليَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقرَبَهُم مَّوَدَّة لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنهُم قِسِّيسِينَ وَرُهبَانا وَأَنَّهُم لَا يَستَكبِرُونَ} .
والملاحظ بأن كيان العدو الصهيوني يواصل عملية الاعتقالات التعسفية في قطاع غزة والضفة الغربية بوتيرة عالية من أجل التخفيف من الضغوطات الشعبية والسياسية التي تمارس على حكومة نتنياهو من قبل المعارضة الإسرائيلية على خلفية ملف الأسرى لدى حماس عقب عملية طوفان الأقصى ، ويرى في توسيع نطاق الاعتقالات ورقة رابحة تساعده على خلق حالة من الهدوء والارتياح النسبي لدى أسر أسراه لدى حماس، من خلال اقناعها بأن لديه أعداداً كبيرة من المعتقلين ستجبر حماس على القبول بعملية التبادل ، في الوقت الذي يسعى جاهدا للضغط على الوسطاء العرب للتحرك من أجل طي ملف الأسرى لدى حركة حماس، من خلال تقديم العروض لصفقات تبادل تساعده على تجاوز محنة الضغط النفسي الذي فرضته عليه أسر الأسرى الذين يواصلون الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات المطالبة بإيقاف الحرب على غزة حفاظا على أرواح ذويهم الذين يتهددهم الموت في كل لحظة نتيجة القصف الهستيري الإسرائيلي على قطاع غزة والذي يطال بعض المناطق التي يتواجد فيها أسرى صهاينة والذي أدى إلى مقتل العشرات منهم رغم كل الجهود التي يقوم بها أبطال المقاومة الفلسطينية في سبيل الحفاظ على حياتهم وتأمينهم من القصف المتواصل ، وما يترتب على هذه الجهود من خسائر في صفوف المقاومة نظير مواقفهم الإنسانية والأخلاقية التي يفتقر إليها كيان العدو الصهيوني .
لا وساطات لإطلاق الأسرى الصهاينة قبل وقف العدوان على قطاع غزة والانسحاب الكامل لقوات هذا الكيان من قطاع غزة، والحصول على ضمانات أكيدة بشأن إعادة إعمار القطاع الذي تحول إلى منطقة منكوبة جراء القصف الهستيري الإسرائيلي الذي استخدمت فيه وما تزال أشد وأفتك وأحدث الصواريخ والقنابل الأمريكية التي تستخدم لأول مرة ضد أطفال ونساء غزة، في واحدة من أكثر جرائم الإبادة الجماعية توحشا وإجراما في العالم، وإذا ما تم تنفيذ ذلك على أرض الواقع، حينها يتم الأخذ والرد والتفاوض بشأن عملية إطلاق الأسرى الصهاينة لدى حركة حماس .
بالمختصر المفيد: أي تفاهمات أو مبادرات لوقف إطلاق النار تتضمن عملية إطلاق سراح أسرى الكيان الصهيوني لدى المقاومة الفلسطينية؛ يجب أن تتضمن تعهدات الضمناء على التنفيذ من قبل الكيان بعدم العودة إلى الاعتقالات في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني، وخصوصا في ظل وجود تجارب سابقة عاشها أبناء فلسطين مع هذا الكيان الغاصب عقب أي تهدئة أو وقف لإطلاق النار، والذي دائما ما يذهب لتوسيع دائرة الاعتقالات بصورة همجية ، دونما اكتراث بأي اتفاقات أو تفاهمات، ضاربا بها عرض الحائط ، وهي نقطة يجب التوقف عندها، واتخاذ خطوات عملية لمنع تكرارها في المستقبل .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.