في زمن الهيمنة الأمريكية على الشعوب وتنصيب أمريكا نفسها كرب لا يعصى له أمر واتخاذها من الإرهاب الذي كان صنيعة يديها سلاحا تسيطر به على أي أرض تريدها وتهمة تلقيها على كل من يعارضها، كان السيد “حسين بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه-” في اقاصي شمال اليمن يتابع خطوات أمريكا الاستعمارية للشعوب ويراقب الأحداث التي تحاك للامة التي باتت خانعة ذليلة.
وتحت قاعدة عين على القرآن وعين على الأحداث بدأ السيد حسين بتوعية الناس حول سياسات أمريكا والصهيونية وخطرهما على الأمة الإسلامية والمنطقة خاصة وهو يرى السفير الأمريكي –آنذاك- مسيطرا على القرار اليمني، وحينما قدم السيد حسين مشروعه القرآني الذي مثل مشروعا توعويا تعبويا نهضويا أدرك السفير الأمريكي مدى خطورته على مخططات أمريكا وهو ما جهلته السلطة الحاكمة التي وبأمر السفير الأمريكية توجهت لمحاربة السيد حسين وأتباعه لوأد مشروعه واتهامه بادعاء النبوة والمهداوية وبالمكر والخديعة تمكنت السلطة من قتل السيد حسين وأرسلت التهاني لأمريكا بتخلصها من الخطر الذي كان يهددها، إلا ان المشروع القرآني كان قد أخذ من القلوب مأخذه وزرع حالة من الوعي استطاعت ان تجتث أمريكا وخطرها من اليمن وانتشر المشروع القرآني في كل أرجاء اليمن التي تعرضت فيما بعد لعدوان أمريكي انتقاما لكرامتها التي أهدرها اليمنيون الذين تسلحوا بالثقافة القرآنية سلاحا هزموا به أمريكا للمرة الثانية وبه اليوم يعيشون عزة وكرامة تقف مجددا في وجه أمريكا والكيان الصهيوني مناصرة للشعب الفلسطيني ودعما لمقاومتها في حرب غزة مع الكيان الصهيوني!!
ظنت أمريكا أنها بقتلها السيد حسين تكون قد وأدت الخطر الذي يهددها، لكن دماء الشهيد القائد لم تكن إلا بداية سقوطها وتحرير للشعوب من هيمنتها ..
المزيد من التفاصيل تجدونها في هذا الاستطلاع الذي أجراه المركز الإعلامي بالهيئة النسائية _ بمكتب أمانة العاصمة للأسرة مع عدد من الإعلاميات والناشطات الثقافيات في ذكرى استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي وارتباط هذه الذكرى بما تعيشه اليمن من عزة وكرامة:
الاسرة /خاص
بداية الإعلامية الأستاذة أمة الملك الخاشب، ذكرت في بداية حديثها ان الشهيد القائد انطلق بمشروعه من منظور قرآني بحت وان ثورته الفكرية التصحيحية جاءت لتنتشل الأمة من واقعها الخانع الذليل والمخزي بعد ان أصبحت أمة كل قراراتها بيد أعدائها، أمة مهانة ترتكب في حقها ابشع الجرائم والانتهاكات وتسلب حقوقها وثرواتها وهي عاجزة أن يكون لها موقف مشرف يليق بتاريخها وموقعها بين الأمم ويليق بعظمة كتابها المقدس القرآن الكريم الذي تدعي أنها تنتمي له .
عين على القرآن
وتتابع الخاشب: الشهيد القائد شخَّص الوضع وطرح المعالجات والحلول لهذا الوضع وتوقع كل ما يحدث اليوم من صراع مع بني صهيون..
واضافت: لم يكن ينجم أو يقرأ الكف ولكنه فقط عاد للقرآن ليؤكد أن المعركة قادمة مع اليهود لا محالة ليهيئ الأمة لتكون مستعدة لمواجهة مكر وخبث وخديعة هؤلاء اليهود المعتدين الذين هم أشد عداوة للذين آمنوا.
وفي سياق حديثها أوضحت الخاشب أن الشهيد القائد فتح مشروعه القرآني بمحاضرة يوم القدس العالمي للتأكيد على أن تحرير القدس هو الهدف الأسمى للمشروع القرآني.. وبعدها جاء تحديد الطريق الوحيد لتحرير القدس وهو العودة لفهم كتاب الله والتعامل مع القرآن كما تعامل معه الرسول صلوات الله عليه وآله والإمام علي -عليه السلام- وكل أئمة أهل البيت -عليهم السلام- الذين اختاروا طريق الجهاد ومقارعة الظالمين وعدم السكوت على الباطل والواقع المخزي .
وأشارت أمة الملك الخاشب إلى ثورة الوعي التي قام بها الشهيد القائد بالقول: ومن خلال محاضرات “معرفة الله والثقة بالله” والمحاضرات الرمضانية وغيرها من المحاضرات التي أعادتنا أولا لفهم آيات القرآن والارتباط بالله كما يجب والتحرك وفق توجيهاته وبعدها وضح الشهيد القائد من خلال آيات سورة البقرة وآل عمران وكثير من محاضراته التي كشف فيها عن حقيقة بني إسرائيل وحقيقة العداء معهم وأسبابه وقدم أيضا الحلول لمواجهتهم وأكد ان القرآن عندما كشف خبث بني إسرائيل وفضح تاريخهم وقلة أدبهم مع الله ومع أنبيائهم هو لم يتركنا ضحايا لهم ابدا بل حدد القرآن أساليب مواجهة الأعداء وأولها “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل”.
سلاح المواجهة
وأكدت الخاشب أن الشهيد القائد أعد أقوى سلاح لمواجهة الأعداء ووضعه بين أيدينا وهو سلاح الإيمان بالله والثقة به والعودة لطريق الأنبياء والأولياء في مواجهة أعداء الله.
وأشارت إلى انه وبعد سلاح الإيمان والعقيدة وبعد التربية الإيمانية على روح الجهاد في سبيل الله وعشق هذا الطريق، جاء الاستعداد الثاني وهو الاستعداد بقوة السلاح، فكانت ثورة ٢١ سبتمبر المباركة بقائدها العظيم إحدى ثمار المشروع القرآني وهي التي رغم عمرها القصير لكنها حولت اليمن إلى بلد مصنع عسكريا وقوي بجيشه المدرب على أرقى مستوى والذي يملك روح إيمانية قتالية إضافة إلى قوة التدريب والتمكين والسلاح.
كما نوهت الخاشب بدور التربية الإيمانية وثورة الوعي لدى المقاتل اليمني، حيث قالت: أصبح المقاتل اليمني محط أنظار العالم بقوته وشجاعته وهو يصرخ بالشعار الذي صرخ به الشهيد القائد، فكان هو السلاح الأهم والموقف والمنهج الدائم الثابت فكلما حاول الأعداء إطفاء نور الله ومحاربة هذا المشروع الذي أقلقهم، كلما زاد المشروع قوة وانتشارا بقدرة الله الذي قال: “يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون”.
واستشهدت أمة الملك بكلام السيد القائد حيث قالت: فكما قال السيد عبدالملك الحوثي أن الشعب اليمني كلما حورب كلما زاد قوة وكلما نمت مهاراته وقدراته أكثر وتاريخه شاهد.
وأكدت أمة الملك الخاشب على حديث السيد القائد بالقول: وفعلا لا تصقل الرجال سوى الحروب وها هو الشعب اليمني تحت قيادة السيد القائد الذي قاد ربان السفينة بعد استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي، أصبح يتصدر قائمة الشعوب في نصرة القضية الفلسطينية سواء على المستوى الشعبي أو على المستوى العسكري أو المجتمعي وفي وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة وكذلك الإنتاجات الخاصة بدعم فلسطين والمسيرات الشعبية الأسبوعية وتخرج الدفعات الشعبية تحت عناوين طوفان الأقصى وتغيير أسماء الشوارع اليمنية والمحلات.
وأكدت الخاشب ان كل هذا بفضل الله الذي انعم علينا بالشهيد القائد والسيد القائد اللذين لولاهما لكان موقف اليمن لا يختلف عن موقف مصر والأردن والسعودية والإمارات المتصهينة وكل الأنظمة المتخاذلة عن نصرة فلسطين، حتى انعدمت لديهم العروبة والمروءة والنخوة العربية باستثناء اليمن وحركات المقاومة الجهادية في لبنان والعراق وسوريا .
صاحب الفضل
وعلى ذات الصعيد تقول الناشطة الإعلامية دينا الرميمة: في ظل هذا الشعور الذي يخالج أفئدتنا الفياضة عزة وكرامة كيمنيين ونحن نقف، بوجه أمريكا والصهيونية مناصرة لفلسطين وقضيتها المركزية ودعما لغزة، علينا ان نستذكر صاحب الفضل الأول الذي حررنا من الهمينة الأمريكية وخلصنا من الإرهاب الأمريكي وخطر التولي لليهود.
وتوضح دينا ان المقصود هنا بصاحب الفضل هو السيد حسين بدر الدين الحوثي حيث قالت: السيد حسين -سلام الله عليه- هو صاحب البذرة الأولى للعزة والكرامة التي نعيشها اليوم حيث ظهر في فترة كانت أمريكا تهيمن على الشعوب ومن ضمنها اليمن.
وأردفت الرميمة: ظهر السيد حسين -سلام ربي عليه- وخطا خطوات حكيمة وهو يتابع حال الأمة الإسلامية التي باتت خانعة ذليلة لأعدائها عاجزة عن مواجهتهم خوفا من دائراتهم متناسية دينها وقرآنها الذي وصفها بأنها خير أمة اخرجت للناس.
ثورة تصحيحية
وأشارت الرميمة إلى أنه تحت مبدأ “عين على القرآن وعين على الأحداث” قدم الشهيد للأمة مشروعه القرآني النهضوي التصحيحي التوعوي وبدأ بإشعال ثورة وعي حول أمريكا وخطرها في اليمن والمنطقة ووضع الحلول التي تمكن الأمة من التخلص من هيمنتها.
ونوهت دينا الرميمة بأن من بعض الحلول التي قدمها الشهيد القائد «الشعار والمقاطعة”، وأكدت انهما كانا بمثابة سلاح قوي في وجه أمريكا، اضف إلى الوعي الكبير الذي غرسه المشروع القرآني في قلوب اليمنيين والذي انتشل الكثيرين من عفن الثقافات المغلوطة ووهم الحضارة المزيفة وأعاد الناس إلى القرآن الكريم وقيمه ومبادئه .
ونوهت الرميمة بأن هذا السلاح هو ما ادركه السفير الأمريكي واستاء منه لأنه يعلم أنه لو فعلاً تم تطبيقه فسيصبح مستقبل أمريكا في اليمن في خبر كان ! لذلك أصدر الأمر للنظام الحاكم بإسكات “السيد حسين” واتباعه ممن كانوا يقومون بتوعية الناس في مران وصعده والمناطق المجاورة.
وأكدت دينا الرميمة على ان ما ادركه السفير الأمريكية من خطر المشروع على مشاريعهم الاحتلالية، هو ما جهلته السلطة الحاكمة –آنذاك- وبعض العلماء الذين سعوا إلى تحرير أمريكا من الخطر المحيط بها فشنوا هجمة تشويه على السيد حسين بأنه يدعي النبوة والمهدواية وانه يسب الصحابة وأمهات المؤمنين.
وأشارت الرميمة إلى ان هذا التشويه والهجمة الإعلامية يأتيان من باب صد الناس عن اتخاذ المشروع منهجا يخلصهم من أمريكا واليهود وهم بذلك إنما خافوا من ان تصيبهم دائراتها وإثم عصيانها.
وقالت الرميمة: ولذلك فما كان على النظام إلا السمع والطاعة وتوجهوا بالرسائل الى السيد حسين بالكف عن الصرخة يومها قال علي محسن الأحمر الذي انتابته الغيرة على ربه الأمريكي “لن نسمح لهم أن يصرخوا حتى من تحت البطانية” وارسلوا تهديدهم للسيد قائلين له (إن كان ولا بد من ترديد هذه الصرخة فبإمكانك ان تصرخ وحدك ” بينك و بين نفسك” بإمكانك أن تصرخ في بيتك مع نفسك، وإن كان ولا بد من ترديدها بأصوات متعالية وهتافات منادية بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل، فافعل ذلك تحت البطانية، غير ذلك فلن نسمح لك ابداً على الإطلاق ودونهــا الحرب والنكال .
وتتابع الرميمة: ظنوا –آنذاك- ان السيد “حسين سيستسلم ويخاف كما خافوا هم ولكن الشهيد القائد وأتباعه رفضوا التنازل عن مبادئهم وعن صرختهم المستوحاه من القرآن الكريم بالبراءة من اعداء الله ورسوله وهذا ما جعلهم يعلنون الحرب عليه وعلى اتباعه.
وتواصل الرميمة حديثها قائلة: وفعلاً شنوا عليهم حرباً ظالمة استنفر فيها علي محسن كل القوات العسكرية والمعدات الضخمة وبالمكر والخدعة تمكنوا من قتل “السيد حسين” (سلام ربي عليه) وإخفاء جثمانه الطاهر والكثير من أتباعه أُخذوا إلى السجون يُجرعونهم فيها أشد العذاب، وما بين الحرية والصرخة كانوا يُخيرون، لكنهم وتحت وطأة التعذيب كانوا يصرخون في وجوه زبانية العذاب متذكرين وعد “السيد” حين قال لهم (اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم في مناطق أخرى).
وأردفت :وبعد قتلهم السيد حسين أرسلت السلطة الحاكمة تهانيها لأمريكا بخبر قتلهم السيد حسين، يومها قال علي صالح «أخبروا أمريكا اننا قتلناه» وذلك هو لإرضاء أمريكا ظنا منهم جميعا انهم بذلك قد تخلصوا من خطره وخطر مشروعه.
وأكدت دينا الرميمة أن ما ظنوه كان وهما، فالمشروع القرآني كان قد أخذ طريقه للنور وشق طريقه نحو القلوب التي أمسكت به وبقيادة السيد عبدالملك تمت مواصلة ما بدأه الشهيد القائد.
سلاح فعال
ونوهت الرميمة بأن المشروع القرآني استطاع بعد ذلك تخليص اليمن من خطر امريكا واخراجها من اليمن، وبه واجه اليمنيون عدوانها واستطاعوا هزيمتها رغم قوتها وبشاعة عدوانها.
وأكدت دينا الرميمة في سياق حديثها أن اليمنيين اليوم يقفون بوجه أمريكا لا يخافون بأسها وعظيم مكرها واستطاعوا كشف سلاح الإرهاب الذي أوهمت به الشعوب وأخافتهم به وازاحوا عنها قناع العظمة الذي صنعته لنفسها وقزموا حجمها بسبب ثورة الوعي التي اخترقت قلوب تحمل الهوية الإيمانية والحكمة اليمانية ودفعوا ثمنها دماء طاهرة أينعت فيما بعد أشجاراً باسقة من الحرية والكرامة.
ثمار المشروع القرآني
بدورها الناشطة الثقافية ميرفت السواري، ذكرت في بداية حديثها أن ما نحن فيه اليوم، وما يعيشه اليمن اليوم من قوة ترهب الأعداء، من عزة تقهر المستكبرين، ومن صمود وثبات إنما هو ثمرة تحرك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين -رضوان الله عليه-، ثمرة التحرك بالمشروع القرآني الذي نادى به الشهيد القائد -رضوان الله عليه-، والذي من خلاله أظهر عظمة القرآن، وعظمة من يتحرك به، وأظهر عجز الأعداء وضعفهم، وحقيقتهم.
وكما أوضحت السواري انه عندما سعى الأعداء إلى قتل الشهيد القائد -رضوان الله عليه- وتمكنوا من ذلك، كان الهدف القضاء على المشروع العظيم الذي نادى به وإليه الشهيد القائد -رضوان الله عليه-، أرادوا من قتل الشهيد القائد السيد حسين -رضوان الله عليه- كما أراد أسيادهم وأسلافهم من استهدفوا العظماء كالإمام علي، والإمام الحسن، والإمام الحسين، والإمام زيد -عليهم السلام-؛ ليقضوا على المشروع العظيم، وعلى الرسالة الإلهية التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله.
وأشارت ميرفت إلى أن ما تركه الشهيد القائد السيد حسين -رضوان الله عليه- هو ما نراه اليوم من بناء في كل المجالات، العزة، الكرامة، النصر… إلخ، كلها ثمار تحرك الشهيد القائد، رضوان الله عليه.
ثورة تعبوية
وعلى ذات الصعيد ذكرت الكاتبة نعمة الأمير أن كل ما يعيشه اليمن من عزة وكرامة وهو يناصر الشعب الفلسطيني ويواجه أمريكا وتحالفها دعما لغزة، هو نتاج المشروع القرآني الذي أتى به الشهيد القائد “حسين بدر الدين الحوثي” الذي زرع في نفوس الشعب اليمني أن أمريكا ليست إلا قشة.
وأشارت الأمير إلى أنه في وقت كانت أمريكا تسعى جاهدة إلى أن تتجسد في دور الوصي على الشعوب، وانها العصا الغليظة التي باستطاعتها ان تطال كل من يخالف سياستها، ظهر السيد حسين بمشروعه القرآني الذي فضح حقيقة أمريكا وما صنعته من إرهاب بأيديها للوصول إلى أي أرض تريدها، واستطاع الشهيد القائد أن يغرس وعياً في أبناء اليمن حول مخططات أمريكا الاستعمارية للدول وها هي اليوم بفضل هذا الوعي تظهر على حقيقتها الضعيفة ويظهر إرهابها بدعمها للكيان المحتل وتأييدها لعمليات الذبح والتدمير التي يرتكبها الصهاينة في غزة.
وحول سؤالنا عن دوافع قتلهم السيد حسين- سلام ربي عليه؟ أجابت نعمة الأمير بالقول: كان اكبر دافع لقتل الشهيد حسين بن بدر الدين الحوثي هو التماس الخطر الذي يحدق بالكيان الصهيوني وأمريكا من انتشار الوعي الفكري والصحوة العربية من خلال المشروع القرآني بأن الصهاينة سرطان متفش ينهش جسد الأمة الإسلامية ولا بد من استئصاله وأن كل ما تسعى له أمريكا هو حماية لهذا العدو المغتصب، ولذلك فقد حاربوا السيد حسين وقتلوه لقتل هذا المشروع الذي اعتبروه خطرا يهدد مصالحهم ومخططاتهم .
وأوضحت نعمة الأمير أن السيد حسين ترك الشعور الحاضر في أوساط الشعب اليمني، شعور حب الاستبسال في جهاد كل تلك القوى المستكبرة مهما كانت النتائج، واليقين المطلق بأن النصر حليف المظلومين رغم عدم تكافؤ قوة التسليح العسكري، إلا أن قوة الثقة بالله هي القوة الراجحة التي جعلت الشعب اليمني يواجه أمريكا والصهاينة دون خوف.
وأشارت الأمير إلى أنه بفضل دماء السيد حسين واتباعه التي تحولت إلى نهر من الوعي والثقافة القرآنية التي شرب منها كل أبناء الشعب اليمني وارتووا عزة وكرامة وفاضوا غيضاً وكراهية وحرباً لكل أعداء الله استطاعوا ان يحرورا أرضهم من الخطر الأمريكي وهو ما دعاها لتأتي بالعدوان عليهم.
عظمة الشهيد القائد
ختاما تقول الكاتبة الإعلامية نوال أحمد : تظل الأقلام عاجزة عن أن تصف أو تكتب عن الشهيد القائد -رضوان الله عليه- ولا نستطيع أن نُترجم معاني الحُب والولاء والتعظيم لمن جعله الله وارثاً لكتابه، وصفياً في عصره، ومهما حاولنا أن نُعبِّر عن الشهيد القائد فلن نبلغه مقامه الطاهر، ولن نفيه حقه وسنظل قاصرين في تعبيراتنا وفي كتاباتنا أمام عظمته ومهابته .
وتضيف نوال احمد: كيف لا وهو قرين القرآن الذي تحرك في هذه الأمة، وهو قلب الأمة النابض وروحها التي كانت تفتقدها، وهو الذي بملازمه عمَّت الهداية، وأسكن في القلوب هدى الله، وأجلى الصدأ عن قلب هذه الأمة التي تراكم عليها ظلام الثقافات المغلوطة، وأعادها إلى منهلها الصافي، إلى كتاب الله الكريم الذي ختم الله به دينه، إنه الإنسان الذي جسَّد كل معاني الإنسانية.
وتواصل نوال إنه الرَجل الذي تجلّت فيه أسمى آيات الرجولة والشجاعة والإباء والعزة الإيمانية، فلقد حوى كل القيم العظيمة والمبادئ السامية، الشهيد القائد -رضوان الله عليه- هو من حاز أعلى مراتب السمو وأمثلها، عندما نكتب عن الشهيد القائد فإننا نكتب عن معاني القرآن الكريم بكل بصائره وبيّناته وهداه؛ فهو من تجلت عظمة آيات الله في هذا الولي التقي إنه ذلك الرجُل العظيم من أولئك العظام الذين قَل أن يجود بمثلهم الزمان.
فترة الظهور
وأوضحت نوال احمد أن السيد حسين ظهر في وقت أصبح أبناء القردة والخنازير يتقافزون على ظهر هذه الأمة ليذلوها ويستعبدوها ويقهروها ويعيثون بها وبالأرض الفساد، ظهر هذا النجم الطاهر، سليل الأنبياء والطاهرين ليعيد الأمة إلى كتاب ربها، ويبعث نور الله في روحها، ويحيي فيها هدى الله وبصائره، لذلك فإن من منن الله العظيمة ونعمه الكبيرة على هذه الأمة أن اختار لها ولياً من أوليائه المؤمنين، فقد بنى -رضوان الله عليه- أمة قرآنية، وهبت لله كل شيء فأعطاها كل شيء، وهبها الرفعة في زمن الخضوع، والكرامة في زمن القهر والإذلال.
وتتساءل: وكيف لنا أن نتصور الواقع الذي كنا سنصل وتصل الأمة إليه لو لم يكرمنا الله بهذا الرجل العظيم الذي كشف زيف الباطل وفضح أكاذيب الشياطين، وأنار في قلب الأمة قناديل الأمل بالتغيير من واقعها نحو الأفضل، وبناء الحياة وعمارتها بهدى الله الذي قهر اليأس وصنع المستحيل؟
مضيفة: لقد أسس الشهيد القائد -رضوان الله- عليه هذه المسيرة القرآنية الخالدة، وسقاها بدمه الطاهر ورسخ أعمدتها بكلماته التي استقاها من نور القرآن وهديه، وبناها بعزمه وجهاده وصبره.
وتؤكد نوال أحمد أنه لولا هذه المسيرة القرآنية المباركة وهذا الإيمان والوعي والصبر والفداء والتضحيات، لما كنا اليوم بفضل الله ننعم بالأمن والأمان، رافعين رؤوسنا شامخين بعزتنا وكرامتنا، وبما مّن الله به علينا وإكرامه لنا بذلك القائد العظيم ومن بعده السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- ها نحن اليوم نخوض أكبر معركة في هذا العصر مع قوى الطاغوت الاستكبار العالمي، وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل ونحن نرى آيات الله ووعوده تتجلى للمؤمنين بتحقيق الانتصارات الكبيرة على أولئك الطواغيت المعتدين، بفضل الوعي القرآني والسلاح الإيماني الذي بات يمتلكه الشعب اليمني.
وكما أكدت أيضا على انه بهدى القرآن والثقافة القرآنية صمد الشعب اليمني على مدى أعوام من العدوان والحصار، فإنه مازال يخوض هذه المعركة مسانداً وداعماً للشعب الفلسطيني في معركته أمام العدو الإسرائيلي وأمام من يتحالف معه من الغرب الكافر، وقد حقق هذا الشعب الانتصارات العظيمة بفضل الله ثم بفضل ما اكتسبه من وعي وهدى وبصيرة تحت قيادة أعلام الهدى و القادة العظماء الربانيين من أهل بيت رسول الله، وقد استطاع هذا الشعب بوعيه وبثقافة القرآن وقيادته الحكيمة وتمكن من أن يفشل بفضل الله ثم بإيمانه كل مخططات الأعداء وأن يُحبط كل مؤامراتهم ويهزمهم ويدمر سفنهم وبوارجهم ويغرقها في البحر.