ذكرى الشهيد القائد .. من خلالها نستلهم العطاء والبذل..الشهيد هو من يشهد على عظمة المنهج وحكمة القيادة..
الثورة / أمين العبيدي
إنها دروس نستلهم منها كل معاني البذل.. وتمدنا بالكثير من صور الجهاد والصبر والتضحية ذكرى استشهاد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي عليه السلام محطة يتزود منها كل المجاهدين في مختلف الثغور وعلى كل الجبهات، هي مدرسة يتعلم منها كل أحرار العالم حول هذا وأكثر في ثنايا الاستطلاع التالي:
في هذه الأيام يحيي أبناء شعبنا اليمني العظيم مناسبة ذكرى الشهيد والتي من خلالها نستلهم العطاء والبذل الذي قدمه الشهداء من اجل إزالة الظلم وإحقاق الحق .. ولهذا يحتفي اليمنيون بهذه المناسبة سيما وهم يمرون بمرحلة تاريخية استطاعوا بإذن الله أن يحدثوا زلزالا هز المنطقة في ثورة شعبية أيقظت كل الشعوب وحركت المياه الراكدة وقلبت المعادلات والموازين لتصبح تلك الثورة إنموذجا رائعا يحتذى به ..
هنا وخلال هذه المناسبة الغالية والعظيمة أحببت أن أكتب عن الشهيد والشهادة فالشهيد هو من يشهد على عظمة المنهج، وحكمة القيادة والمسيرة التي انطلق فيها .. فالشهداء العظام هم من شهدوا على عظمة المسيرة وعدالة القضية .. والشهادة هي وسام وشرف يمنحه الله لأوليائه فالشهيد يقدم حياته وهي أغلى ما يملكه رخيصة في سبيل الله ليحظى ويكافأ بأعلى المراتب في الجنة، ويفوز فوزا عظيما .. إنها فعلا لحظات لا يمتطي صهواتها إلا من هو واثق انه على الحق، ويشهد على عظمة دين الله، إنها لحظات يعجز عن وصفها البيان .. فما أعظمها من منّة وما أعظم الشهادة في سبيل الله .
الناس تموت والشهيد حي يرزق عند مليك مقتدر، فما هي إلا ثوان معدودة ويجتاز الشهيد قيود الحياة فينطلق حرا بروحه الطاهرة إلى الحياة الأخرى فيرى النعيم ما هو فوق البيان، فتفتح له الجنان، وترحب به ملائكة الرحمان ..هي لحظات يضمها المؤمن ضمة العاشق الولهان لا وصب ولا نصب إنها لحظات إيمان تدفع به إلى الجنان لينام قرير العين، مرتاح البال، ضامن المستقبل، رابح التجارة، فهنيئا لك يا شهيد..
فالآيات الكثيرة التي تتحدث عن الشهادة وفضل الشهداء تعبر أجمل تعبير عن منزلة الشهيد وعلو مقامه، ويظهر من خلالها أن الشهيد وصل إلى أعلى المقامات الإلهية وتحوطه العناية والرحمة الربانية بأعلى مراتبها .. ولذلك فإن الشهادة في سبيل الله مظهر من مظاهر رحمة الله، ووسام وشرف لا يهديه الله سبحانه وتعالى إلا خاصة أوليائه، وذلك بعد اجتياز العديد من العقبات التي تحول بينه وبين ذلك المقام الرفيع .. ولهذا وفي مسيرتنا القرآنية عائلة الشهيد تفتخر بالشهيد، ومجتمعنا يهنئ هذه العائلة بوسام الشهادة والشرف العظيم الذي ناله الشهيد .. ولذلك أصبحت ثقافة الشهادة متجذرة في هذه الأمة التي سعى الأعداء والطغاة إلى تركيعها وإذلالها على مدى سنوات من الحروب الظالمة التي أكلت الأخضر واليابس، وحولت القرى والمدن إلى أطلال، ودمرت المدارس والمباني والطرقات وكل شيء .. فالنظام الظالم وجلاوذته كانوا يتحركون بجبروت وظلم لاستئصال هذه المسيرة القرآنية بشتى الطرق والأساليب المختلفة، حتى لو انه تمكن من قطع الهواء على القلة القليلة التي تحركت في هذه المسيرة في بداياتها لما تردد لحظة واحدة .. حيث كان يقطع الرواتب والوظائف ويحارب كل من ينتمي إلى هذه المسيرة الحقة الذي شع نورها وخط طريقها وعبدها بدمائه الطاهرة الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رحمة الله تغشاه .. وكذلك الشهداء الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل إظهار الحق وإزالة الباطل، فكانت إرادة المجرمين والعملاء، ومن ورائهم أمريكا وإسرائيل، أن يطفئوا نور الله، لكن الله أبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .. وهنا أريد أن اقرب لكل باحث – يبحث عن سر قوة أنصار الله وماهيتها بأن لا يتعب نفسه في البحث فقوتهم ترتكز على مقومين أساسيين هما عظمة المنهج والقيادة ..
في المقابل مرت مراحل صعبة على هذه المسيرة القرآنية وعلى المجاهدين، حيث كانوا قلة قليلة يخافون أن يتخطفهم الناس يثقون كل الثقة بوعود الله فكانوا يصدعون بالحق رغم قلة الإمكانات والناصر .. فيما النظام الظالم كان في أوج قوته يتحرك بجحافل جيوشه ومدافعه ودباباته وطائراته لكي يسحق هذه المسيرة ويطفئ نورها معتمدا على الدعم الأمريكي والصهيوني متجاهلا أن إرادة الله فوق كل إرادة، وان النصر بيد الله .. فملئت السجون بالمعتقلين، وفصل الكثيرون من وظائفهم وشرد الكثير، وقمع الكثير، فبعضهم ترك منطقته أو قريته لما يقارب عشر سنوات وهو مطارد وخائف، وبعضهم ظل خلف القضبان سنوات عديدة لا لشيء إلا أن هؤلاء الفتية آمنوا بربهم وصدعوا بالحق، وصرخوا ضد أمريكا وإسرائيل، ولذلك واجهتهم السلطة الظالمة بالمدفع والدبابة لإسكات هذه الصوت .. لأن أربابهم في البيت الأبيض التمس الخطر وأدرك أن هذه الأمة ناهضة لا محالة فسارعوا إلى شن الحروب والقضاء عليها في المهد .. في نفس الوقت كان في تلك المرحلة لا يستطيع أحد أن يجاهر بأنه ينتمي إلى هذه المسيرة القرآنية أو يهتف ضد أمريكا وإسرائيل في العلن حتى أُسر المجاهدين لم يسلموا من الملاحقات والضغوطات وممارسة الإرهاب عليهم وتخويفهم وإرعابهم، وما ترك النظام الظالم من وسيلة إلا واستخدمها.. فالمعاناة كانت كبيرة جدا اخط هذه الكلمات وهذه الأسطر وعيناي تذرف بالدموع، وأنا أتذكر عمق تلك المعاناة وتلك المرحلة الصعبة الذي لا ينتمي إلى هذه المسيرة إلا من هو صادق يريد أن يرفع راية الله وينصر دينه .. فلو طال بنا المقام لتحدثت عن تلك المعاناة التي عاشها رجال الله في شتى ومختلف النواحي بشكل واسع.. فالنظام الظالم شن الحروب، ومعها الترهيب والحصار والتضليل الإعلامي الرهيب وتكميم الأفواه .. حيث عزل صعدة عن العالم ليمارس فيها أبشع الجرائم ويرتكب بحق أهلها جرائم حرب لا تغفر .. فما حصل في تلك المرحلة لم يكن بسيطا ولا يتوقعه أي احد، فالمنظمات الإنسانية كانت تعمل لمصلحة النظام .. وكذلك الإعلام الرسمي والحزبي والحر، كان كله يصب في مصلحة النظام وكذلك الكتاب والصحفيون من يحاولون اليوم أن تتعالى أصواتهم بأنهم أحرار وأصحاب أقلام حرة تدافع عن الحقيقة .. فيما هم في تلك المرحلة يطبلون للنظام الظالم ويشرعنون له جرائمه بل ذهب البعض منهم لأن يدق طبول الحرب ويدعوا لها .. وللأسف أن هؤلاء لا يدركون أن الله بيده كل شيء، وبيده المتغيرات حتى وان ضللوا وان كذبوا وان اختلقوا الخزعبلات والأكاذيب، فهم أصبحوا بذلك شركاء للظالمين في ظلمهم وجرائمهم .. فكلما تذكرت المآسي والمعاناة والجرائم والحرمان والظلم والجبروت يجف مداد قلمي ويتوقف عن الكتابة ليعلن على الملأ كيف أستطيع أن اعبر عن مرحلة يشوبها الظلم والجبروت والعدوان بأبشع صوره .. فيتوقف ولا يستطيع أن يكمل الكتابة لأنه يرى انه لربما يقصر أو يغفل عن ظلم وعدوان لم يحصل مثله في التاريخ نفسي أيضا لا تطاوعني أن أستمر في الكتابة، أناملي تتذكر البؤس والحرمان والمأساة وعمق الجراح فترتعش وتترك القلم ليسقط إلى الأرض وعيناي تذرف الدموع ولا تستطيع أيضا أن تتوقف لأن أكمل ما بدأته عن ذكر بعض المعاناة وعمق الجراح والمظلومية .. فهي تستلهم تلك المعاناة وذلك الواقع المر فتستمر في ذرف الدموع، وبعدها جاهدت نفسي وأجبرتها أن تكمل ما بدأت واذكرها الملاحم الحسينية والبطولات التي قدمها المجاهدون في ساحات الوغى والذي سيكتب التاريخ ويسجل أروع البطولات والملاحم والفداء خلال الحروب الست الظالمة .. وأذكرها أيضا بسالة المجاهدين وعزمهم وإصرارهم لإكمال المشوار وشق الطريق فأقف إجلالا وتعظيما لرجال سطروا أروع البطولات وكسروا قاعدة الذل والهوان، وبدمائهم الطاهرة تحقق وعد الله، وانتصر الحق، وهزم الباطل وأهله، وصدق جل من قائل ({يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7) وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)».
وفي هذا السياق يقول الأستاذ محمد الفرح: لن أستطيع أن أسرد ثمار ومكاسب المشروع القرآني مهما أوجزه ولن استطيع أن احصي نعمة وعظمة ما قدمه الشهيد القائد من الحلول، وما عالج به من الإشكاليات في هذه العجالة وعلى اسطر محدودة إلا إنني سأكتب عن الوعي الذي قدمه من خلال القرآن الكريم في مرحلة كانت الأمة في امس الحاجة لمن يبصرها وينور طريقها ويعطيها رؤية تستبصر بها في حالك تلك الظلمات أمام قدرة وفاعلية أعدائها في التلبيس والتدليس وتزييف الحقائق والتضليل والخداع، والقرآن الكريم يؤكد ذلك بقوله، يلبسون الحق بالباطل» والذين تحركوا بتلك القدرات والمؤهلات ووظفوها لاستغلال الأمة وتطويعها لخدمته واختراقها في شتى المجالات.
وفي المقابل كان هنالك حالة من الغباء والجهل والعمى والسطحية بين أبناء الأمة الإسلامية مما شكل بيئة خصبه لتنفيذ مؤامراتهم، وتحقيق أهدافهم، وكانت عاملا مشجعا لهم فهم يرون الساحة الإسلامية مفتوحة وغير محصنة بالوعي والقيم، وبالفعل استطاعوا أن يستغلوها أسوأ استغلال، ولا زالوا.
وقد كان الشهيد القائد يرقب تلك الأحداث بنظرة قرآنية، ويقيمها، ويعي خطورتها.
وعندما تحرك كانت نعمة عظيمة بما قدم من خلال القرآن الكريم من وعي وبصائر وحلول للامه حتى تخرج من حالة التيه والعمى، وتتحصن من السقوط في مشاريع الأعداء
فقدم لها الوعي الكافي عن الحلول وعن الأحداث وعن العدو، وعرفها بعدوها الحقيقي الذي حدده الله تعالى في القران الكريم بقوله (لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين أشركوا)
وكانت هذه نعمة كبرى حتى لا تبقى المسألة بيد الأمير أو الملك أو الزعيم الفلاني وان لا تترك لباحث أو لمركز دراسات هنا أو هناك، فالله هو المعني بتحديد أعدائنا وبهذا واجه حالة تضليليه خطيرة تستهدف الناس وتوجههم إلى أعداء وهميين وجهات أخرى يمثل العداء لها خدمة للعدو الحقيقي.
كما شخص الواقع رضوان الله عليه وقيمه وعالج حالة من السطحية في فهم الأحداث، فهناك من كان يراها أنها أحداث آنية تنتهي بعد فترة قصيرة، فالبعض يفكر انهم فقط يريدون تحرير أفغانستان وسيتوقفون، وكان غياب الوعي في فهم الواقع يؤثر على حالة الجهوزية والاستعداد ويفقدها اهم عناصر القوة.
النعمة الأخرى انه لم يكتف بان يعطيك رؤية تقييمية للعدو وللواقع فقط فتصبح كالمحلل تقول هذا عدو وهذا صديق، بل قدم أيضا الحلول والمنهجيات التي تتحرك وفقها لتواجه هذا العدو بما في ذلك تحمل المسؤولية والبناء لواقعها المترهل، والخروج من حالة الضعف والعجز إلى مستوى الموقف ومواجهة التحديات. وكانت هذه نعمة لأن فيها ما يلبي حاجة ماسة للأمة ويلامس الداء الذي تعانيه وتكتشف العدو الذي ينخر جسدها ويدمر قوامها وهنا ندرك حكمة الله تعالى ورحمته لعباده انه لا يتركهم هملا دون أن يقدم لهم أسباب الخلاص والفرج وفق سنته في هدايته لعباده التي من خلالها يقدم من يبصرهم وينورهم ويكون حجة لله عليهم.
وللأسف كانت حالة اللاوعي قد تجذرت، وتأثرت بغياب القيم والتراجع فيها، وكان البديل لديها هو طغيان الجهل والمصلحة.
فقوبل ذلك المشروع بمواجهة شرسة من اليوم الأول، وأطلقت عليه أحكاما غير منصفة ودعايات ظالمة وحاولوا أن يقدموه انه هو المشكلة وليس الحل.
مع انه لا مبرر لما عملوه ضد هذا المشروع، فهو ينادي بقضايا الأمة ويقدم القران الذي يمثل الهوية الجامعة، فلاهم تفهموه ولا هم تركوه ولا هم جاءوا بالبديل المجدي.
واليوم وبحمد الله تعالى انكشف ذلك التزييف، واتضح مكمن الخلل وأين هي المشكلة الحقيقية، فقد اثبت الواقع أن المشروع القرآني هو الحل الوحيد للامة والبشرية كلها وانه كان بتوفيق الله ورحمته لنا قبل غيرنا، وها هو اليوم الوحيد الذي يدافع عن عرض وارض اليمنيين ويتبنى هموم وقضايا الأمة الكبرى، رغم عمق الجراح، وقد اثبت الواقع أن الشهيد القائد عندما تحرك كان محقا وعادلا لا باغيا ولا منحرفا عن نهج الحق، وان هذا هو ما تقتضيه الظروف، وتتطلبه المرحلة، وتحتاجه الأمه واليوم نقول لأولئك الذين تجاهلوه وتخاذلوا عنه وثبطوا الأخرين، وللذين اتخذوا منه مواقف ميدانية وعدائية: أين هي مشاريعكم البناءة ؟ وماذا قدمتم لليمن سابقا وحاضرا سوى الدمار والنهب وأضعاف وتحطيم قواه، وأنتم اليوم تقاتلون مع من يحتله وينتهك أعراض أبنائه أين هي قضايا الأمة في أحزابكم ومشاريعكم؟ ألستم اليوم تتحركون تحت مظلة من يطبع مع إسرائيل؟.
أين الشعارات التي كنتم تطلقونها في الدفاع عن الجمهورية ها هي ملكيتكم تضرب جمهوريتنا اليمنية؟
إن الميدان هو اكبر مدرسة والدروس اليوم كثيرة، وحالة السطحية والعمى قد ولت ولن تعود وبفضل الله وفضل هذا المشروع لن نكون مخدوعين بكم فقد نبأنا الله من أخباركم، وسلام الله على شهيدنا وجميع الشهداء العظماء على دربه (تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) ..
وأما أبو المرتضى الحاضري فيقول : للشهادة في سبيل الله تعالى أبعاد كثيرة، منها أنها كرامة للشهيد فهي اختيار واصطفاء إلهي له، ولذا نغبط الشهيد الذي فاز بالشهادة ونفرح لفوزه بالاصطفاء في نفس الوقت الذي نحزن لسقوط الشهداء ونتألم لأنهم خسارة علينا وعلى المجتمع الذي يفقد أعظم رجاله وخيرة أبنائه، ولا يتنافى هذا الشعور بالحزن والألم مع افتخارنا واعتزازنا بهم وبذلنا لأنفسنا وللمزيد منهم، ولا مع الإنجازات التي حققوها لمن بعدهم.
ومن أبعاد الشهادة أيضاً أنها حجة على الناس وشهادة عليهم، فالشهيد أدّى ما عليه من واجب، وبذل روحه بعد أن جاهد في سبيل الله، فهو حجة على القاعد في المجتمع الذي وجب عليه الجهاد في سبيل الله وخصوصاً جهاد الدفع المتمثل في مقاومة ومواجهة الغزاة والمعتدين كما هو الحال في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي.
ومن أبعاد الشهادة كذلك التأكيد على المظلومية التي اندرج تحتها المستضعفون وبالذات الشهيد منهم، حيث أنه واجه المعتدين والغزاة والمجرمين فقُتل مظلومًا، وهو يؤدي واجبه وما افترض الله تعالى عليه مدافعًا عن دينه وبلده ونفسه، وشهادته ترسخ إلى حدٍّ بعيد مظلوميته ومظلومية المجتمع الذي يدافع عنه وعدالة القضية التي يحملها.
وأما الأخ مرتضى الجرموزي فيقول :
ونحن إذ نعيش اليوم الذكرى السنوية لاستشهاد السيد القائد المؤسّس الأول والزعيم الروحي للمسيرة القرآنية والنهضة الإيمَـانية الشاملة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي الذي مثلّ بفكره التنويري ومشروعه القرآني بارقة أمل للأُمَّـة التي كانت تعيش الضلال والاضلال لعقودٍ من الزمن.
لكنه وبتحَرّكه الثقافي الجهادي والتصحيحي أراد للأُمَّـة الخروج من هذه الحالة المستعصية حالة الرضوخ اللا إرادي للشعوب، والطاعة العمياء لليهود والنصارى والاتباع الأعمى لمن يسعون في الأرض الفساد، من يسعون لإضلالنا وإفسادنا وإعادتنا إلى حقب الجهل والظلام.
ومع تحَرّكه القرآني الساطع نوراً في سماء المنطقة والإقليم بصرخته المدويّة في واجه المستكبرين، فقد كان النظام البائد والسلطة العميلة العفاشية بإيعاز وتوجيه أمريكي لوأد المشروع وإخماد الثورة القرآنية وتصفية السيد القائد حسين بدرالدين الحوثي شخصًا ومشروعًا، ولهذا سارعت السلطة العفاشية وبكل ثقلها جيوشٌ عسكرية ومرتزِقة قبليين منافقين وعُدة عسكرية مهولة بمختلف تصنيفات وتشكيلات الجيش والأمن اليمني المشارك ظُلماً في الحرب الجائرة على السيد الحوثي وأهالي مران الذين واجهوا بأسلحتهم الشخصية أعتى الجيوش المدربة والمتسلحة بأفتك الأسلحة والآليات الحديثة والمتطورة.
مجاميع مؤمنة بقيادة السيد حسين وبعض زملائه الذين شربوا من معين الثقافة القرآنية الجهادية الحقة فقد كانوا نجومًا كلما أفل نجمٌ سطع نجمٌ آخر لتتسابق الثلة المؤمنة وفي مقدمتهم القائد المؤسّس والمجدد الملهم إلى العليا شهداء برضوان الله واحد بعد آخر إلى أن صعدت روح الشهد القائد إلى بارئها مطمئنةً برضوان الله راضيةٍ برضاه، ليشكل بدمه الطاهر طوفاناً سيجرف الطغاة تباعاً ومثل باستشهاده أيقونة نصرٍ للمسيرة القرآنية الفتية التي تنتظرها ملاحمٌ عصيبة ومواجهات قادمة نارية خَاصَّة والعدوّ قد وثق بالأمر يكان وعزز من تواجده وأحكم قبضته رافعاً تهاني للإدارة الأمريكية باستشهاد السيد الحوثي الذي كان بمثابة كابوسٌ يؤرقهم.
باستشهاده ظن الأمريكان وأدواتهم في الداخل اليمني أنه قد تم وأد المشروع الحوثي (القرآني) والذي لم يزدد إلَّا يقينًا وقوةً يستمدها من قوة الله، خاض خمسة حروب كبيرة وأُخرى متفرقة كانت إرادَة الله بمعيتهم انتصارات مدويّة بفضل الله ثم بفضل وتضحيات الشهيد القائد ورفاقه القادة والمجاهدين الذي نعيش اليوم ذكرى استشهاده السنوية التي تحل علينا وشعبنا اليمني يواجه أئمة الكفر، أئمة النفاق، ورأس الشرك والطغيان، يواجه أمريكا وإسرائيل يواجه كُـلّ طغاة وجبابرة وحثالة العالم وسط صرخات عارمة وانتصارات ساحقة ماحقة بتحالف العدوان الذي بات لا يرقد ليلته من تلك الانتصارات الممتزجة بشعار البراءة من أعداء الله صرخة الحق في مواجهة المستكبرين تحقيقًا لتنبؤات السيد القائد بأنه من سيصرخ معنا في مختلف دول العالم ها هي بفضل الله تحقّق على أرض الواقع ليعيش العالم محياً وممجداً لهذه الهامة المؤمنة بذكرى ودروس يومية من معين دروس القرآن ليبقى السيد الحوثي معنا وفينا قائد لسفينة الحق بينما رأينا قادة العمالة سقط بعضهم إلى جهنم وآخرون وقعوا في سلة المهملات طرداً مرتزِقة خارج ديار عبثوا بها وظنوا أنها مانعتهم من بأس الله، وحق الانتقام والرد بمثل فعلتهم في الميدان «ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم”.