المسرح اليمني ورسالته تجاه القضية الفلسطينية

 

أ/محمد القعود

ظل المسرح اليمني يعاني من إهمال وخمود وسكون نتيجة صعوبات عديدة مما جعله في حالة سكون وعدم فعالية وحضور فعال وانزواء عن قضايا المجتمع وقضاياه الهامة.
ولعل المؤتمر الوطني الأول للمسرح اليمني بادرة خير للنهوض بالمسرح الوطني ودعمه والوقوف لحل جميع قضايا.
وقد جاء في وصاياه اعتبار العام 2024م عام المسرح اليمني وتفعيله وفق رؤية وطنية بما يعزز حضوره الفاعل في ترشيد الوعي المجتمعي وفق توجهات الهوية الوطنية والإيمانية.
وبارك المشاركون القرارات الشجاعة التي اتخذها قائد الثورة بالوقوف صفاً واحداً مع شعب فلسطين والدفاع عنه بكل الوسائل وإرسال الطائرات المسيرة والصواريخ لدك العدو الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين، وكذا القرارات الشجاعة لمنع عبور السفن من البحرين الأحمر والعربي المتجهة من وإلى الموانئ الفلسطينية المحتلة.
وأكد المشاركون استعدادهم لتخصيص كافة الأعمال المسرحية خلال الوضع الراهن لخدمة القضية الفلسطينية وشعبها العظيم وتوجهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى التي تدعم طوفان الأقصى والمقاومة الفلسطينية وفضح جرائم العدوان الصهيوني الغاصب.
وطالب المشاركون بضرورة إعداد مشروع قانون ينظم عمل المسرح اليمني ويحدد اختصاصاته وصلاحياته ومصادر تمويله، وكذا تفعيل الإدارة العامة للمسرح والمؤسسة العامة للمسرح والسينما وتوفير الإمكانات اللازمة لهما لتفعيلهما وتحقيق حضورها الفاعل، والمطالبة بإعادة بناء الفرقة الوطنية للمسرح وتوفير كافة متطلباتها وفق أحدث المعايير الفنية.
وشددت التوصيات على ضرورة الاهتمام بالمسرح المدرسي والجامعي والعمل على تأهيل متخصصين في الإشراف عليه ودعم وتشجيع الموهوبين في التمثيل باعتبارهم مستقبل المسرح اليمني، على أن يتم تشكيل فرق مسرحية في جميع المدارس والجامعات الحكومية والأهلية.
ودعت التوصيات الجهات المعنية بإعادة قاعة المسرح الوطني للإدارة العامة للمسرح وتسخيرها لأعمال وأنشطة الفرقة الوطنية وإلحاق الحديقة المجاورة وتسميتها بحديقة المسرح الوطني، وكذا استكمال بناء المسرح الشعبي في ساحة المركز الثقافي وتجهيز مسرح مركز الدراسات والبحوث.
كما طالب المشاركون إنشاء صندوق للمسرح ودعم الفرق المسرحية الخاصة وفق الضوابط التي تحددها وزارة الثقافة وإصدار قرار باعتماد نفقات تشغيلية للفنانين على مستوى المحافظات من خلال والمساهمة في توفير وتمويل مصادر دخل مستدامة يعود ريعها لتمويل المجال الفني والمسرحي والمطالبة بتوفير متطلبات الحياة الكريمة للكادر الفني.
وأوصى المشاركون الجهات المعنية بالتعليم العالي والفني والعام بالاهتمام بالمسرح والمطالبة بضرورة اعتماد حافز خاص بالفنانين وتوفير الدرجات الوظيفية للهواة والموهوبين والعمل على تبني أراض والعمل على دعمهم بما يمكنهم من أداء مهامهم ورسالتهم على أكمل وجه.
وطالبت التوصيات بضرورة توفير التأمين الصحي للفنانين وتشجيع المؤلفين في كتابة المسرح والعمل على تنظيم مسابقات في هذا المجال، وتكثيف البرامج التدريبية للمؤلفين في كتابة المسرح والإخراج والتمثيل بما يعزز من تفعيل وتطوير العمل المسرحي، والدعوة لتوثيق مراحل تاريخ العمل المسرحي في اليمن وطباعة كافة الأعمال المسرحية الهامة التي تتناسب مع المرحلة الراهنة.
وطالب المشاركون وزارة الإعلام بضرورة تسجيل الأعمال المسرحية وبثها عبر القنوات الفضائية بدعم منها إلى جانب استخراج الأعمال السابقة وبثها، ودعوة رجال المال والأعمال ووزارة الصناعة للقيام بدورهم في دعم العمل المسرحي، ومطالبة الجهات المعنية بتكريم كبار الممثلين والفنانين والمؤلفين والمترجمين في يوم المسرح العالمي.
وأشار المشاركون إلى أهمية التوجه نحو إنتاج أعمال تتواكب مع الأحداث الحالية وترسيخ صورة المسرح اليمني في الذهن اليمني والعالمي، والاستئناس بمحددات الثقافة القرآنية كإطار مرجعي للعمل المسرحي ومنع بيع المنشآت الثقافية كدور السينما ومنع تحويلها إلى منشآت تجارية كسينما بلقيس والأهلية.
وأقر المشاركون التزام المسرح اليمني بالهوية الإيمانية والقيم الخلقية والثوابت الوطنية والوقوف ضد العدوان الغاشم على اليمن وعلى فلسطين، وتسخير العمل المسرحي لمعالجة القضايا التي تهم الوطن والمجتمع ومكافحة الفساد ومحاربة الغزو الفكري الغربي.
وقد أكد رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للمسرح والسينما صلاح الشرقٌبي أهمية دور المسرح في تشكيل الوعي والسلوك المجتمعي المبني على القيم الخلقية والثقافة القرآنية والهوية الإيمانية باعتباره لسان حال المجتمع، وجزءاً أساسياً لبنائه ثقافيا وسياسيا وتعليمياً.
وأشار إلى أن المؤتمر سعى إلى تشخيص الوضع الراهن للمسرح والسينما في اليمن والصعوبات التي يواجهها وأسبابها ومقترحات الحلول والمعالجات لتلك الإشكاليات بما يسهم في النهوض بمستوى الثقافة والمسرح اليمني الهادف.
الجدير بالذكر أن هذا المؤتمر يأتي ضمن اهتمام وزارة الثقافة وهيئة السينما والمسرح بالنهوض بالمسرح ومعالجة قضايا بما يجعله يحتل مكانه اللائق به.
وكان المؤتمر قد ناقش عدداً من أوراق العمل تمحورت حول “ المسرح اليمني: الواقع والمعوقات والطموح، ورؤية لتطور المسرح اليمني، ودور المسرح في رفع مستوى الوعي العام وترسيخ الهوية الإيمانية، الممارسة المسرحية في اليمن أسباب التعثر والتحديات، والتعريف بالمسرح ودوره في رفع مستوى الوعي العام وترسيخ الهوية الإيمانية، والمسرح اليمني ومعاناته، والمسرح حلم وطموح وواقع.

قد يعجبك ايضا