تحقيق / رجاء الخلقي –
■ في البلعوم وفتحة العمود الفقري .. من أسباب الولادة المبكرة
■ 304 حالات ولادة مبكرة تم استقبالها في مستشفى الثورة لعام 2014
تم إنشاء قسم خاص لحضانة أطفال الخْدِج في مستشفى الثورة العام بأمانة العاصمة منذ عام 2006 م وكانت آخر إحصائية للمواليد لعام 2014م (304) حُالة أما بالنسبة للوفيات فكانت (60) حاله وفاة.
ويْعرِف هذا النوع من مواليد الخدج بالذين يولدون قبل الأسبوع السابع والثلاثين من عمر الحمل (gestational age ) والذي يقاس بالفترة الزمنية الممتدة من اليوم الأول حتى آخر موعد من الدورة الشهرية عند الأم إلى يوم الولادة. ويستمر عمر الحمل الطبيعي 40 أسبوعاٍ.
وتعني الولادة المبكرة خسارة الوقت الكافي للطفل للتطور في الرحم حيث أن أعضاء الجسم ما زالت غير ناضجة و غير متكاملة النمو وهذا ما يؤدي إلى تعقيدات ومشاكل طبية .. التحقيق الآتي يبرز أهم تلك المخاطر ويوضح الحلول للحد من تفاقمها …
تحقيق / رجاء الخلقي
أم هاجر جاءها المخاض قبل اكتمال فترة الحمل ( تسعة أشهر ) فعند وصولها إلى المستشفى لم تتمكن من الحصول على سرير لتضع مولدها فقد اجهظت به وفارق مولودها الحياة على التو لانعدام الأسرة الخاصة بالأطفال الخدج !!
حرمان
لم أشعر بالسعادة إلى يومي هذا فالكثير من الآباء أطمأنوا على أولادهم إلا أنا هذا ما أشار إليه عبد الله الجبري- موظف : وأضاف بالقول : أدْخل ابني منذ ولادته مباشرة إلى حضانة المواليد الخدج فلم أره منذ ولادته ولم أخفي لكم عن ألم زوجتي و مرضها لعدم رؤية ولدها وأسترسل بالقول : أتمنى أن يسهلوا لنا الأمر لرؤية أطفالنا للاطمئنان عليهم بالإضافة معاملة الحْراس في المستشفى غير اللائقة حيث لم يْسمحوا لنا بالدخول إلا بعد ترج شديد وكل مرة يعطوننا ورقة العلاج حتى يلهونا عن رؤية المولود ولم يسمحوا لي أن أراه إلا من بعيد ..
عناء شديد
غربة يصْاحبها ألم وآهات وأنين فلم أعهد منذ دخولي المستشفى بسمة لأي راحة أو سعادة , بهذا الحال المؤلم حدثنا فضل ناصر من محافظة الضالع . وقال : أنا هنا منذ شهر في المستشفى ففي بداية الأمر انتظرت حتى أنجبت زوجتي فكنت سعيداٍ ولكن “يا فرحة ما تمت” فقد أْدخل أبني للحضانة وبعد ذلك يطالبون مني كل ثاني يوم حبة فيتامين ما جعلني أخسر إلى الآن ما يقارب 200 ألف ريال , بالرغم من أنه مستشفى حكومي وواجهت الكثير من المشاكل والمتاعب في عدم الدخول إلى المستشفى لتوصيل العلاج إلى الحضانة فدائماٍ نتوسل إليهم ولكن لا حياة لمن تنادي!!
مبينا أنه ينتظر لساعات طويلة أمام عناية الأطفال وقد أبدا خوفه الشديد على مولوده خاصةِ بعد خروجه من الحضانة فهل سيتحمل خمس ساعات سفر إلى الضالع ¿¿..
وهذا التخوف يضع الحكومة أمام مسؤولية كبيرة في توفير احتياجات الولادة كونه مستشفى حكوميا فهو الوحيد تقريباْ في الجمهورية الذي يحظى بجاهزية عالية في مجال الحضانة والرعاية للأطفال الخدج
نتلافى الخطورة
من جانبه أوضح لنا الدكتور فيصل البابلي رئيس قسم عناية المواليد الخدْج في مستشفى الثورة العام : أن المستشفى يستقبل حالات كثيرة من أطفال الخدج وأهمها الاختناق الوريدي للجنين و التشوهات الخلقية و الانسداد في البلعوم وانسداد الدبر وفتحة العمود الفقري وبعض الحالات الطارئة والناتجة عن أمراض عضوية تصيب الأم أثناء الولادة فيتم نقل المولود إلى الرعاية الخاصة في الحضانة .
وعن الاختناق الوريدي قال البابلي : نفضل ولادة المرأة في المستشفى لتلافي الخطورة أما بالنسبة للمرأة التي تلد في البيت فبسبب مضاعفات الولادة الخطيرة يحتاج مولدوها إلى الحضانة ومن المفترض أن يكون الإسعافات في الخمس الدقائق الأولى من الولادة فقد يصاب الطفل بضمور في الدماغ ونقصُ في الأكسجين وهنا نوه : بتوفير احتياجات الولادة ومطالبها لكي نتلافى الحالات المذكورة سابقا
وعن الصعوبات أوضح البابلي : نواجه الكثير من الصعوبات وأهمها النقص الشديد في الحضانات والمعدات الطبية الموجودة والتي من المفترض أن تكون موجودة أضافة إلى حالة الولادة إذا قارنا بالمستشفيات الأخرى إلا أن الأطفال الموجودين أقل نسبة حيث يبقى الطفل سبعة أيام وخلالها تأتي حالات أخرى فلا نستطيع أن نخرج الحالات السابقة إلا بعد معالجته وتعتبر الولادة أكبر معدل في الجمهورية مما يؤدي إلى استقبال عدد كبير من الأطفال الناقصين والخدج وقد مرت الكثير من الحالات النادرة منهم السياديين “وهم الأطفال المتلاصقين ” وحالة أخرى وصلت للمستشفى قبل ست سنوات “خمسة توائم ” والى الآن هم بصحة جيدة
نصائح.
وأشار إلى نصائح للمرأة الحامل بالقول: متابعة الطبيبة أولاٍ بأول وإجراء الفحوصات الدورية لها وقد ذكر أن باستطاعة المرأة الحامل تلافي الخطورة فإذا كانت المرأة في القرى لا تستطيع الذهاب إلى الطبيبة فعليها أن تأخذ حبوب حمض الفوليك خلال الأشهر الأولى وتمنى بأن تؤدى كافة المستشفيات عملها بأكمل وجه وأنصح حديثات الولادة متابعة طبيبة النساء والولادة بصوره مستمرة وأشجع التوليد في المستشفيات وأهيب بإدارة المستشفى في التوسيع القريب للحضانة مما سيساهم في تقديم الخدمات لأكبر قدر ممكن وتوفير كافة المستلزمات الطبية للقيام بالعمل على أكمل وجه .
الحالات الوافدة
أما هيفاء التويتي المشرفة على عناية الخدْج فقد أوضحت انه بالنسبة للموجودين الذين دخلوا خلال أسبوع قد يستمرون من يومين إلى أسبوع بحسب الحالة والحالات التي نستقبلها فتتراوح ما بين حالة إلى أربع حالات وأردفت بالقول: أن الأطفال الخدج من73 أسبوعا يعتبرون ناقصين أي أقل من تسعة شهور .أيضا وفي حال وجود سكري أو ضغط بعد الولادة فلابد من دخول الحضانة’’ ويوجد مشاكل كثيرة في المواليد منها القلب والسكر ولا ينضبط خلال الأيام الأولى .
وأفادتنا بأن أكثر عرضة للوفاة من المواليد هم المواليد الناقصون فتوجد حضانات في غرفة رقم 1 و4 سريرين ورقم 2 يوجد ثمانية أسرة إلى 10 وأما العناية فيوجد فيها 4 حضانات وسرير إنعاش واحد فنضع في الحضانات نضع من مولود إلى ثلاثة وهذا خطأ ولكننا نحاول تلافي هؤلاء الأطفال من الموت .
مستطردة الصعوبات التي يواجهونها أبرزها غياب التثقيف المجتمعي والتوعية بأهمية الحضانة للأطفال الخدج من قبل العديد من الآباء “الثقافة العامة” وهنا حالة أخذناها من الولادة إلى الحضانة لصحته السيئة فمنعنا رؤيته للمولود لأنه إذا تعرض للهواء فقد يتوفى على الفور.
داعيا الجهات المعنية لدعم ميزانية المستشفى حتى تتوسع العناية بالخدج لأنهم يحتاجون إلى عناية مركزة ولكي تعطي فرصة لهم لزيارة أولادهم ونطالب أن يوفروا حضانة خارجية كمستشفى السبعين.
هجرة الكفاءات
أما نائب مدير العام للشؤون الفنية الدكتور/عبد الحميد منصور أبو حاتم فقد أشار بالقول :إن التوسعة بصدد إنزال البند السابع من الميزانية العامة للهيئة وهي على وشك التنفيذ القريب جدا ,,وما يعيقنا هو هجرة الكفاءات الطبية إلى خارج البلاد فالمشكلة ليست التوسعة وإنما الهجرة حسب قوله,,,,,
وقال : إنه ومنذ عام 1974 م لم يكن هناك سوى أربعه مستشفيات وكانت هذه المستشفيات قد بْنيت إما على نفقة الحكومة الكويتية أو الحكومة الروسية إضافةٍ إلى مستشفى واحد في عهد الإمام وكان عدد السكان آنذاك ما يقارب 700,000 نسمة ولا زالت تلك المستشفيات هي نفسها التي تستقبل الحالات مع الفارق الكبير لعدد السكان اليوم والذي يبلغ ب27 مليون نسمة , ومن هنا لا بد من زيادة الاهتمام والدعم ليتمكن المستشفى من خدمة هذه الحالات الإنسانية التي تضاعفت أرقامها في الآونة الأخيرة .