اليمن خبرات واسعة وكفاءات في مجال استئصال السرطان
الكشف المبكر والمعالجة المبكرة يساعد الناس على تجاوز المرض
السرطان أحد الأمراض التي تنتشر بصورة كبيرة: لأن معدل سرطانات المعدة المبكر بين حالات السرطانات المشخصة في اليمن هي أقل من 3% .في الحقيقة أنني لم أقابل أي مريض يمني تم تشخيصه على أنه حالة سرطان معدة مبكرة , لذلك فتشخيص مثل هذه الحالات نادر جداٍ هنا .
إن سرطان قناة فاتر يعطينا مثالاٍ أخر على أهمية الاكتشاف المبكر للسرطان.
هذا النوع من السرطان يتطور من مجل فاتر ومن الأنسجة المحيطة به,مثل رأس البنكرياس (المعثكلة), القناة الصفراوية الجامعة البعيدة وكذلك الأنثى عشر (العفج ).
في حالة حدوث سرطان مجل فاتر فإن اليرقان (الصفار)قد يتطور في مراحل مبكرة وذلك لأن السرطان يغلق القناة ويمنع تدفق الصفراء .
بالنتيجة تتراجع المادة الصفراء وترتفع معدلاتها في الدم فتظهر في الأنسجة الخارجية بشكل اصفرار في صلبة العين والجلد وكذا حكة جلدية .
في كثير من تلك الحالات فإن بالإمكان استئصال السرطان عن طريق الجراحة العامة .
بالطبع في حالة تطور ونمو السرطان في الكبد أو في جسم وذيل البنكرياس فإن اليرقان يظهر في مرحلة متأخرة من المرض . في مثل تلك الحالات فإن السرطان لا يتم اكتشافه مبكراٍ ولذلك فإن معالجته لن تكون بالجراحة.
في هذه الأيام فإن اختصاصي المناظير يقومون بتدبير القناة الصفراوية الجامعة بالدخول إلى الفوهة (لمعة القناة) بالأنبوب وذلك بهدف إبقاء القناة مفتوحة وتخفيف الانسداد الصفراوي .
بعد ذلك الأجراء فإن عرض اليرقان (الصفار) يختفي تدريجيا .
هذا الأجراء مناسب لتخفيف الأعراض للمرضى الذين يتلقون عناية طبية داعمة ,أو في بعض الحالات المؤقتة.ولكن عندما يتم ذلك في مرحلة مبكرة من السرطان فإن المحصلة تكون مأساوية ,لأن السرطان سوف يستمر بالنمو ولكن بدون العرض التحذيري الهام وهو اليرقان .
إن الطبيب والمريض عادة ما يشعرون بالرضا والارتياح بسب اختفاء اليرقان,ولكنهم لا يلقون بالاٍ للسرطان .في غضون فترة وجيزة سينمو السرطان ويغلق القناة
مسببا لظهور اليرقان مرة أخرى, لكن السرطان لن يتم علاجه طويلا بالجراحة وذلك لأنة قد نمى وتطور وانتقل لمرحلة متقدمة .
إن ذلك يعني أن فتح القناة بالأنبوب لإخفاء ومنع ظهور اليرقان قد منع التدبير العلاجي الجراحي المناسب و المبكر للسرطان .
تشخيص المرض
يوجد نوعان من الأورام الأنسدادية الصغيرة,واحد منها هو الادينوما (ورم حميد ),والآخر هو كارسينوما (ورم سرطاني خبيث ).
بالطبع في مثل هذه الحالات فإن من الصعب الحصول على نسج كافية لإجراء التشخيص النسجي . ولكنني كجراح أستطيع تشخيص السرطان بالمعاينة المباشرة والقصة السريرية .
وحتى بدون التقرير التشريحي المرضي فإن السرطان يمكن إزالته.في حالة الأورام الحميدة,الأدينوما التي تنشأ من مجل فاترو تتطور مثل بوليب الكولون.
إن الأدينوما تنمو إلى حجم 2-3 سم وبعد ذلك يبدأ السرطان بالنمو فيها,لذا فإن عدم استئصال كامل الأدينوما مبكراٍ,سوف يتطلب جراحة كبرى لاحقاٍ.
إن لديا خبرات واسعة ومتنوعة في مجال تدبير الجراحات السرطانية في اليمن.
ودعوني أخبركم عن إحدى حالات السرطان الأخيرة التي تابعتها
في غرفة العمليات
إن سرطان الكبد عموماٍ لا يمكن استئصاله عندما يصبح مجسوساٍ. ومعظم سرطانات الكبد تترافق بالتهاب الكبد وتشمع الكبد .لكن تلك الحالات لا علاقة لها بالتهاب الكبد أو تشمع الكبد.إن حجم الورم كان 16 سم وقد قمت باستئصاله ,وأثناء العملية وأنا أقوم باستئصال جزء من الكبد حدث أن قطع التيار الكهرباء في غرفة العمليات لمدة 15 دقيقة ولحسن الحظ وأثناء الاستئصال لم يكن هناك نزيف كبير. وتمت العملية بدون مضاعفات وبعد عشرة أيام عاد المريض إلى قريته .
عندما قدمت للعمل في المستشفى الجمهوري علمت أن بعض الأطباء من أوروبا قد زاروا المستشفى الجمهوري و قد قاموا بعملية استئصال البنكرياس والأنثى عشر (العفج ), ولكن لسوء الحظ توفي المريض بعد العملية بسبب النزيف .
إن طريقة إجراء عملية خاصة مثل مفاغرة البنكرياس والصائم هي من العمليات الصعبة جداٍ.
عندما يحدث تسرب للمادة الصفراء والعصارات الهاضمة من البنكرياس فإن ذلك يشكل خطورة حقيقية على حياة المريض حيث إن العصارات الهاضمة تبد بهضم أنسجة الجسم (الأوعية الدموية )مسببةٍ نزفاٍ دموياٍ شديداٍ يؤدي إلى الوفاة.
في البداية لم يكن يسمح لي بإجراء تلك العمليات في المستشفى,وبعد عام مضى , قمت بعمل تلك العملية كأول عملية وبدون أي مضاعفات .
حتى الآن لم تحدث أي مضاعفات مثل تلك التي حدثت .في هذه الأيام أنا أقوم بعمل هذه العملية بشكل روتيني .والآن أصبح الكثير من الأطباء يثقون بمهارتي في إجراء مثل تلك العمليات, والبعض منهم يريدون إن يتعلموا الطريقة الصحيحة لإجراء مثل تلك العملية.
يقول الناس أن الخبرة هي أفضل معلم, وهذا قول مأثور صحيح!
الطبيب المريض
أنا أيضاٍ أصبت بسرطان الغدة الدرقية .وقبل أربع سنوات مضت تم استئصال السرطان بعملية جراحية .
عمليا في بلادي يتم عمل فحص طبي دوري كل سنتين لأي شخص يريد ذلك .حتى أؤلئك الذين يبدون ظاهريا ٍ أصحاء , والحكومة تقوم بدفع تكاليف ذلك الفحص الدوري.
قبل أربع سنوات وأثناء قيامي بعمل فحص طبي دوري تم اكتشاف وجود سرطان في الغدة الدرقية بواسطة الأمواج فوق الصوتية , كان حجمه 0,9 سم, ولكن لم يكن هناك أي كتلة محسوسة. كل الفحوص النسجية (خزعة ) أظهرت أن هناك سرطاناٍ وأنه يجب استئصال الفص الأيسر كاملاٍ وقد تم عمل تلك العملية . الآن لازال لدي 50% من نسيج الغدة الدرقية ولا أحتاج لتناول أية أدوية لذلك . وبعد مرور شهر من تلك العملية رجعت إلى اليمن .إن الحكومة الكورية مستعدة لأن تدفع تكاليف الفحص الطبي الدوري وذلك بهدف الوقاية والاكتشاف المبكر و أيضاٍ المعالجة المبكرة والتي تؤدي بالنتيجة لإنقاص تكاليف التأمين الطبي في كوريا .
من خلال تجربتي الخاصة أثبت أن الاكتشاف المبكر والمعالجة المبكرة يساعد الناس في أن يعيشوا أطول و يتمتعون بصحة جيدة , وإضافة لذلك يقلل كثيرا من التكاليف الطبية .