تبقى الأمهات حائرات في كيفية التعامل مع أبنائهن في العطلة الصيفية بل ويعجزن عن تقديم أي مهارات مفيدة لهؤلاء الأطفال الذين يجدون أنفسهم في الشارع لفترة طويلة خلال ساعات النهار ويبقى السؤال محيرا للكثير من الأمهات في كيفية استغلال هذه الإجازة بما يعود عليهم بالنفع وهل يسمحون لهم بما حرموهم منه أثناء العام الدراسي .. ويحدد الأخصائيون بعض الطرق التي يجب على الأسرة اتباعها لمنح الأبناء عطلة صيفية مفيدة واستغلالها الاستغلال الأمثل لقضاء وقت ممتع ومفيد في نفس الوقت .
أهمية الوقت
تشير الأبحاث التربوية إلى أنه في حال أخفقت الأسرة في حماية عقل أطفالها خلال الإجازة المدرسية فإنه ربما يفقد في المتوسط ما يعادل 2 إلى 6 أشهراٍ من تحصيله على مستوى الصف في مهارات علم الحساب وكذلك ما يعادل عامٍا كاملاٍ على مستوى القراءة.
يقول الأخصائيون إن الإجازة الصيفية تعتبر هي أفضل وقت لتعليم الأطفال وتنمية مواهبهم وغرس حب القراءة فيهم لأن الوقت متاح أمامهم لتعلم الكثير من المهارات وخاصة أن أذهانهم صافية من هم الاختبارات ودوام المدرسة ويرى الآباء عموما أن هذه الإجازة إنما هي لراحة أبنائهم من هموم المدرسة والدراسة فيوفرون كل ما استطاعوا لأبنائهم من الألعاب المتنوعة لهم وتقديم الوقت الكافي لهم ليلعبون ويخرجوا ويناموا تاركين لهم الوقت بأكمله يعملون فيه ما يشاءون وبينت دراسات أجريت حديثاٍ على الأطفال تحرص أمهاتهم على القراءة لهم بانتظام أنهم يتعلمون القراءة بسهولة كبيرة وبسرعة أكثر بالمقارنة بالذين لا يقرأ لهمþ þ كما أن القراءة المشتركة بين الأم والطفل تعتبر تجربة مفيدة لا ترتبط بوقت محدد فإذا كانت القراءة قبل النوم مفيدة إلا انه يمكن الاستفادة بشكل كبير أيضا من القراءة في أوقات أخري لأن القراءة قبل النوم تنتهي بإغلاق العينين والنومþ أما الأوقاتþ الأخرى فتنتهي بتنمية خيال الطفل من خيال بعض الأسئلة التي تحتاج إلى استنتاجات من جانبه عن النهاية المتوقعة له في القصة للأحداث وأسباب حبه لشخصيته دون الأخرى وهكذاþ.þ
غرس القيم
ويقول محمد إسماعيل الشرعبي إن الإجازة الصيفية إنما هي لقضاء وقت ممتع وتاجيز من كل التزام بعد عناء الدراسة والدوام ويقول محمد وهو إب لخمسة أبناء ذكور والذي يعمل تاجر ملابس بأنه يحتاج أن يساعده احد أبنائه في عمله ولكنه يترك لهم الوقت ليمرحوا فيه رغم حاجته لهم فهو لا يريد أن يقيدهم بشيء ولا يلزمهم بعمل فهو بحسب قوله يتمنى أن يقضي أبنائه كامل وقتهم في اللعب واللهو دون أي التزامات تقيدهم ولو كان ذلك على حساب راحته .
أما زهرة العقيلي فترى أن الإجازة الصيفية فرصة لتعليم الأطفال وتنشئتهم وذلك لأنهم في عطلة ويبقون قريبين من الأب والأم والذين يقع عليهم في ذلك الوقت غرس القيم وتعليمهم الصح من الخطأ وخاصة أنهم يلازمونهم طوال الوقت وتضيف العقيلي انه يمكن للأم أن تعلم بناتها بعض فنون الطبخ وكذلك الأب يأخذ أبناءه ويعلمهم مهارات العمل وبهذا يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهما فلا يتركوهم للشوارع وأصدقاء السوء .
وترى بأنه ينبغى على الوالدين تسجيل أبنائهم في بعض حلقات حفظ القرآن الكريم وكذلك في النوادي الرياضية أو تسجيلهم في الدورات وما أكثرها الآن مثل دورة في الكمبيوتر أو اللغات أو الخياطة وغيرها فلو حافظ الأبناء على بعض الوقت ليستفيدوا منه في العطلة الصيفية لما امتلأت الشوارع بالأطفال والذين يختلطون بأصدقاء السوء ويتعلمون الكثير من الممارسات السلبية السيئة .
تقليد
هدى هبة منصري أخصائية ومدرسة في محو الأمية تقول إن الإجازة الصيفية كفيلة باحتكاك الطفل بأبويه وأسرته فيقلد الطفل أبويه فإن كانوا يقرؤون فهو يقرأ وإن نظموا أوقاتهم فهو يقلدهم كذلك فينبغي على الوالدين الانتباه لتصرفاتهما أمام أبنائهم وأن يغرسوا فيهم أن التعليم مستمر ولا ينقطع حتى في الإجازة والإجازة فرصة لتطوير الطفل والاهتمام به وصقل مهاراته فالعطلة كفيلة بان تجعل الطفل أكثر تطورا إذا استغلوها الاستغلال الأمثل .
مشاركة وتخطيط
وتقول حنان أحمد سالم المستشارة الأسرية انه يجب على الآباء أتباع بعض الخطوات لكي يستغلوا وقت أبنائهم بما يفيد منها : مشاركة الأبناء في التخطيط للإجازة بأن يضع كل منهم رأيه ويشارك الجميع في التخطيط وأيضا شراء بعض القصص المفيدة ليحببوا الأطفال بالقراءة فهي التي تغذي عقولهم ولا ينسى الآباء الجلوس إلى الأبناء والتحدث إليهم وقضاء بعض الوقت معهم .. أيضا كأن يصطحب رب الأسرة أبناءه معه في التسوق والأخذ بآرائهم ومقترحاتهم وأيضا إدراك الأطفال في إحدى الدورات التعليمية أو الأنشطة التي تقام في المراكز الصيفية والخروج معهم إلى الحدائق أو زيارة الأقارب وتعليمهم استغلال الوقت وأهميته ويبقى الدور الكبير في التخطيط للإجازة على عاتق الأم فهي المنوط بها تربية الأجيال والحفاظ عليهم .