خطـــوة

عائشة الطويلي –
صرنا كلما مشينا خطوة في نجاح التعليم حكنا أطراف الرجوع ببطيء , واستسلمنا قليلا وقررنا أن نمشي خطوة فقط كل عام .. !
فمن غير المعقول أن نمتلك هذه القدرة الهائلة في البناء والعمران , وأبناؤنا يفتقرون لبقعة صغيرة من الأرض يبنون عليها مستقبلهم العلمي , علما أن أعداد المدارس المنشأة منذ قيام الثورة لا حصر لها , وتبقى المدارس المكتظة بمن فيها حالها حال المفلس العاجز عن الأداء , يطمر العقول والمواهب ليبني الضعف والفشل .
هناك العديد من المدارس داخل عاصمة ومدن الجمهورية تشكو من ازدحام فصولها الدراسية وخاصة المراحل الأساسية من الدراسة , وذلك بالطبع يعيق أداء المعلم داخل الفصل الدراسي وبالتالي يقلل نسبة التركيز لدى الطلاب الذين يفترشون نوافذ الفصل كمقاعد بديلة تقيهم من الزحام أو المضايقات بشتى أشكالها , وكذلك في المراحل المتقدمة يفشل الطالب في احتواء المنهج وفهمه فيضطر المعلم في طبع المقرر ولملمته في أوراق توزع على الطلاب بشكل ملازم مدفوعة الأجر سلفا .
وما نعلمه جميعا أن مثل هذه المدارس القابعة وسط العواصم لا بد أن يكون لديها سقف معين في الاستيعاب , ولا تستطيع قبول أعداد هائلة من المسجلين ممن يشكلون عائقا أساسا في عملية بناء مخرجات قادرة على الفهم والاستمرار بطاقة فاعلة مستقبلا , وقادرة على النهوض والاكتفاء والنجاح .
والموضوع الرئيسي في القضية : من سمح لهذه المدارس في قبول أعداد من المسجلين أكبر من المسموح به ¿
ما دور المعلم في هذه الحالة محاور أم مناور ¿
إلى متى تستمر معاناة الطلاب والمدرسين على حد سواء ¿
من سيصلح ما أفسدته السنوات الماضية ¿
من سيقلل نسب الإعاقة والتراجع في كل عام ¿
وفي الأخير المتضررون هم أبناؤنا والأداة الفاعلة في بناء المستقبل , والذين نتعمد بهذا الشكل غربلتهم وتشويه أدائهم والمتضرر الحقيقي هو ذلك المتفوق المحروم من الوصول لهدف طالما حلم به وتاقت نفسه لملاقاته , أما المستهترون فلا يضرهم الزيادة أم النقصان فكلاهما سيان.

قد يعجبك ايضا