خطاب القائد .. والوعد الصادق

طارق مصطفى سلام*

 

كان للإطلالة الحازمة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي (سلام الله عليه)، الأسبوع الماضي، التأثير البالغ والكبير على المستوى المحلي والدولي وحضور لافت جذب الأنظار على المستوى العالمي والإقليمي ومراكز القوى فيها بصورة أرعبت الأعداء وعرّت خيانتهم وعمالتهم واستحقت بصدقها المكانة العالية بين شعوب الأمة وأبنائها الذين يتطلعون إلى مستقبل هذه الأمة ومكانتها في ظل ما تشهده اليوم من معركة مفصلية بين قوى الشر والخير وبين الموقف اليمني المساند والشجاع والخذلان والتآمر العربي والدولي الجبان.
إن التوجيهات المباركة التي تضمنها الخطاب الصادق الذي أطل به علينا قائد الثورة، كانت بمثابة إعلان واضح وصريح وبيان لمن أراد أن يكف عنه الشر وطريق نجاة لمن لا يريد أن يقع في المستنقع الذي يجنيه من تآمره وخيانته لهذه الأمة، فالردع اليمني مستمر ومتمسك بمبادئه وثوابته، وأعاد التأكيد عليه قائد الثورة، بطريقة قوية وواضحة وصريحة لا تقبل المداهنة ولا يشوبها الشك حول عدالتها وانتصارها مهما شكّل الأعداء من تحالفات وأطلقوا ألسنتهم بتهديدات فارغة ورنانة.
ومما لا شك فيه أن هذا الموقف الإنساني والأخلاقي والديني الذي أقدمت عليه اليمن في المشاركة بمعركة طوفان الاقصى ومساندة إخواننا المكلومين في غزة في معركتهم المصيرية ضد العدوان الصهيوني الامريكي الغاشم، قد أغاظ الأعداء وأثلج صدور قومٍ مؤمنين، فالحقائق التي كشفها السيد – في مضمون خطابه والرسائل القوية والصارمة التي احتواها الخطاب – جاءت لتعزيز الموقف اليمني الواضح والصريح الذي انتهجته اليمن في مواجهة الصلف الأمريكي الصهيوني والتصدي له .
إن اليمنيين اليوم – بمختلف أشكالهم وانتماءاتهم – يقفون صفا واحدا خلف القيادة الحكيمة والصادقة في المعركة البطولية التي يخوضها المجاهدون في المقاومة الإسلامية بمختلف جبهات معركة طوفان الأقصى وطوفان اليمن، والتي لقنت الأعداء دروساً قاسية وأذاقتهم الويل والسعير بصورة لم يشهدها من قبل، ولقد كان للحضور اليمني البارز والمحوري في هذه المعركة الأثر الكبير على قوتها وردعها لما حققته الضربات اليمنية من تأثير بالغ ورادع ما دفع الأعداء لإعلان تحالف شر ضد اليمن، وهيهات أن يصل لمراده، فقد توالت العمليات، الضربات عقب الإعلان، بينما وقفت أمريكا وتحالفها الأرعن في حالة ذهول وصمت مريب واستجداء وضيع لن ينقذها من ورطتها المستدامة.
إن حالة العمالة والارتهان المريب الذي وصلت إليه الأمة في وضع كهذا، وجّه بوصلة الولاء وأنظار العالم نحو قائد واحد وبطل جديد دخل الساحة ببسالة لا نظير لها وقوة استمد عظمتها من القرآن وآل بيت رسول الله، لا يخاف ولا يتراجع مقداما مغواراً وشجاعاً، لم يفعل كما فعل من سبقه من قادة وعملاء.
وبرغم ضخامة المؤامرة والأخطار التي تحيط ببلده، ورغم أن العالم لم يفق بعد من ذهوله بما اجترحه من بطولات وملاحم تغلب بها على تحالف 18 دولة بسلاحها وعتادها، إلا أن سقفه أعلى بكثير مما فعل، وكما قالها بوضوح في خطابه .
*محافظ محافظة عدن

قد يعجبك ايضا