طوفان اليمن معادلة الردع القوية

عبدالجبار الغراب

 

استراتيجيات عسكرية عديدة وخيارات متتالية كثيرة تمتلكها القوات المسلحة اليمنية فكلها ضمن إطارها وموقفها المعلن والواضح لدعم وإسناد الشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان الصهيوني البغيض، لتتصاعد حدة العمليات العسكرية اليمنية وفق قواعد صحيحة ثابتة، ومحددات موضوعة ومبنية نحو تحقيق الأهداف المعلنة، وهو الوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم في مواجهة العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة، يتوقف ذلك بإيقاف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، فكان للاستخدام فعله التأكيدي بقيام القوات المسلحة اليمنية بتنفيذ عدة عمليات عسكرية بضرب الكيان في الأراضي المحتلة وفي محافظة أم الرشراش “أيلات” بعشرات الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات العديدة المسيرة، لتربك هذه العمليات كيان الاحتلال ومعهم الأمريكان من جرأة قوة اتخاذ القرار والسرعة في الاستخدام، لتزداد معها مخاوفهم من اتساع رقعة الحرب وانتشارها.
وباستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة ودخوله الشهر الثالث فقد تصاعد الموقف اليمني في تطوره العسكري لتنفيذ خيار قوي بمنع السفن الإسرائيلية أو المملوكة لإسرائيليين من العبور في البحر الأحمر ومضيق باب المندب والعمل على استهدافها واحتجازها، فكان لذلك حدوثه، وتم احتجاز السفينة الإسرائيلية غالاكسي ليدر واقتيادها للساحل اليمني، ليتضح بعدها حقيقة الموقف اليمني بجدية قراره المساند للشعب الفلسطيني والذي شكل في كافة مساراته حقائق مضافة لوقائع مثبتة وواضحة في كافة المجالات والأصعدة، فالمواقف القوية الإيمانية المطلقة لليمنيين في اتخاذهم للقرار التاريخي ومشاركتهم في معركة طوفان الأقصى لإسناد المقاومة الفلسطينية رغم المعاناة والحرب والحصار التي مازال والى الآن يعانيه الشعب اليمني جراء العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الغاشم والذي أوشك عامه التاسع على الانتهاء هو بفعل إيمان منطلق كواجب ديني مقدس شرعي نحو مناصرة الشعب الفلسطيني والقيام باتخاذ العديد من الخطوات وفق ما تمتلك القوات المسلحة اليمنية من قدرات وإمكانيات ستوفرها لصالح وخدمة المقاومة الفلسطينية.
لتفرض الأحداث الميدانية تطوراتها المتصاعدة لإجرام العدو بحق الشعب الفلسطيني وارتفاع المعاناة والكارثة الإنسانية، وبترجمة الأقوال والتحذيرات والتي أبرزتها الأفعال بالوقائع المشاهدة والمحددة بأهداف معلنة مبنية على عدالة القضية الفلسطينية وحق أبناء الشعب الفلسطيني في مقاومتهم للاحتلال وإيقاف العدوان كشرط لا يقبل النقاش: هو مسار استمر عليه الشعب اليمني لإسناد المقاومة الفلسطينية، هنا سارعت الإدارة الأمريكية لوضع سيناريوهاتها المتعددة، ووصف ما يحدث في اليمن من عمليات دعم وإسناد هو مرفوض ويجب توقفه وعلى الفور.
ومن توالي عديد التصريحات وقيامها بالعديد من المساعي والتصرفات وخلقها لجملة من التصورات والتي حاولت معها الإدارة الأمريكية تقديمها على أنها تهديدات خطيرة لجماعات دعمت موالاتها لإيران منفذة لكل ما يُطلب منها، وهي تدرك أن اليمن لها قرارها وتمتلك سيادتها، انتصرت في استرجاعه بالقوة والصمود في مواجهة تحالف عالمي كبير بقيادة الأمريكان والصهاينة ومعهم الأعراب الموالين والمطبعين لهم، فالخيارات والتأثيرات للعمليات العسكرية اليمنية حققت مفعولها وشكلت كامل خطورتها على الكيان الصهيوني في مختلف جوانبها، لتزداد المخاوف الأمريكية وتتنامى كلما تعززت الخيارات الاستراتيجية اليمنية في اختيارها لبنك أهداف جديدة، وهذا ما تم بالفعل وهو الخيار القوي والنوعي الذي أعلنه الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية بمنعها أي سفن تنقل وتحمل بضائع لداخل الأراضي المحتلة، واضعا بذلك معادلة وموازين قوية هي الدخول والسماح للسفن بالعبور للكيان الإسرائيلي مربوط برفع الحصار على قطاع غزة ومن كل الجوانب.
فالخيارات الاستراتيجية العسكرية والمواقف اليمنية القوية شكلت ضربة قاصمة للجانب الأمريكي العالمي وحضوره البحري في الأحمر والعربي، رغم محاولاته تدويل الممرات البحرية وإنشاء قوة عالمية لحمايتها في إطار استخدام ردها على الموقف اليمني باستهداف السفن الإسرائيلية ومنعها من العبور ، لتتطور هذه الخيارات الاستراتيجية اليمنية بإعلانهم لموقف تصعدي يمنعون من خلاله كافة السفن من أي دولة كانت إذا كانت وجهتها الأراضي المحتلة، فهي هدف مشروع، هنا أدخلت القوة اليمنية وفرضت معادلة ردع وتوازن جديدة.

قد يعجبك ايضا