الاستهداف ترجمة عملية لتحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين
خبراء عسكريون وسياسيون لـ” الثورة “: استهداف السفن الصهيونية هو انتصار للشعب الفلسطيني ولن تتوقف
الثورة /زين العابدين حلاوى
يأتي قرار استهداف السفن بناء على توجيهات قائد الثورة وكذلك من منطلق ديني وإيماني ووطني ويتوجب علينا وعلى كل غيور على دينه والمقدسات الإسلامية أن يكون له دور في هذه المعركة.
هذا ما شدد عليه محللون وخبراء عسكريون والسياسيون لصحيفة الثورة، مؤكدين أن اليمن أصبحت قوة محورية كما أكدت على أن القادم سيكون أعظم وموجعاً للكيان الغاصب إذا لم ينته عن عدوانه على إخوتنا في غزة.
يقظة كاملة
يقول المحلل العسكري اللواء عبدالله الجفري: في ما يخص استهداف السفن الصهيونية جاء هذا العمل بناء على تنفيذ التوجيهات التي أصدرها السيد القائد عبدالملك الحوثي وهي توجيهات شجاعة وحكيمة لهذا الرجل العظيم الذي جسد الأقول بالأفعال وهو ما أربك العالم كله وأصبح اليوم العالم يسلط أنظاره على اليمن، فلأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي تظهر دولة عربية مسلمة تعلن عبر وسائلها الإعلامية ورسميا بالمواجهة مع الكيان الصهيوني، وبما تملكه من أسلحة استراتيجية استطاعت الوصول إلى العمق الاستراتيجي الداخلي للكيان، أيضا اليوم عندما نتحدث عن السفن على ماذا يدل ذلك؟ يدل على اليقظة الكاملة للقوات المسلحة وخاصة وحدة القوات البحرية والدفاع الساحلي التي استطاعت اليوم أن تنفذ العديد من العمليات ضد السفن ذات العلاقة بالكيان أو المتجهة إلى موانئه، وهو ما يوكد على القدرات الاستخباراتية والأمنية، اذ استطاعت الحصول على المعلومات المهمة والدقيقة والحساسة وعلى ضوء ذلك تم تنفيذ تلك الضربات.
وأضاف: حذر قائد الثورة الكيان الصهيوني مرارا وتكرارا من استمرار الاعتداء على غزة كما حذرهم من استمرار الحصار، ولذلك اليوم بهذه الضربات أثبتنا للعالم أن اليمن دخلت التاريخ من أوسع أبوابه واستطاعت اليوم بهذه القدرات العسكرية أن تصيب أهدافها بدقة والأهم من ذلك هو اتخاذها للقرار الشجاع عبر الملأ وعبر وسائل الإعلام وبصورة مباشرة، بأن أي سفينة إسرائيلية تبحر في بحارنا سواء كانت مدنية أو غير مدنية ستكون محل استهداف وأي سفينة تمت لإسرائيل بصلة سيتم استهدافها وأيضا أثبتنا للعالم اليوم بأن هذا، الممر الملاحي الدولي المتمثل في مضيق باب المندب أصبح جزءاً من الأمن القومي للجمهورية اليمنية، وأمن واستقرار المنطقة من أمن واستقرار اليمن ولذلك يجب عليهم أن يحسبوا حساباتهم بأن اليمن اليوم أصبحت دولة محورية تمتلك من القدرات العسكرية ما يمكن أن تواجه به أي عدوان خارجي.
وقال: الضربات العسكرية القوات المسلحة بأسلحة القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير تؤكد اليوم أن القوات المسلحة على مستوى عال من القدرات العسكرية المتطورة والحديثة التي وصلت إلى مرحلة استراتيجية توازن الردع على قاعدة السن بالسن والعين بالعين والتي تتجاوز القاعدة الجغرافية في حدود الاشتباك وهذا ما شاهدناه من خلال الضربات التي نفذت في العمق الاستراتيجي الداخلي للكيان الصهيوني الغاصب، ولذلك استهداف هذه السفن فرضت معادلة جديدة، كما تم أيضا احتجاز سفينة إسرائيلية جلكسي، ولا زالت تحت الاحتجاز، وبالتالي هذه المعادلة هي من أجبرت الكيان الصهيوني على تنفيذ تلك الهدنة وإطلاق سراح عدد من الرهائن من النساء والأطفال الفلسطينيين ونجدهُ اليوم في وضع صعب يريد العودة إلى هدنة أخرى.
وتابع الجفري: تم إغلاق مضيق باب المندب على السفن الصهيونية وتم استهداف السفن التابعة للكيان، ولذلك نلاحظ أن العديد من السفن غيرت اتجاه خطوطها الملاحية الدلية عبر البحر الأبيض المتوسط وأيضا مضيق جبل طارق ومن ثم إلى راس الرجاء الصالح وهذا يؤكد أن الكيان الصهيوني قد رضخ واستسلم أمام هذه الضربات، كي يكونوا على قناعة تامة بأن اليمن لن تقف مكتوفة الأيدي وهو ما أكد عليه قائد الثورة قائلا للشعب الفلسطيني بأنهم ليسوا وحدهم وكذلك طالب دول الجوار بفتح الممرات للمجاهدين للإلتحام مع الفصائل الفلسطينية من أجل المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني، وكذلك أشار قائد الثورة بأننا لن نالو جهدا في ما نستطيع أن نقدمه لأبناء فلسطين من الدعم المادي، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن .
فشل الكيان الصهيوني
كما أكد الجفري على أن اللافت في هذه العمليات أنها لفتت أنظار العالم إذ لم يكن على البال ولا على الحسبان بأن اليمن التي شُن عليها عدوان ظالم ولمدة تسعة أعوام وتحالف علينا أكثر من ٢٦ دولة، من هم بالطريقة المباشرة وغير المباشرة، وبدعم لوجستي واستخباراتي من أكبر وأغنى دول العالم وحصار مطبق، تنتصر اليمن في قضيتها العادلة، كما لا ننسى بأن اليمن كانت على امتداد هذه الفترة من الزمن وما قبل العدوان دولة فاشلة أنهكتها صراعاتها الداخلية والأزمات والثارات والفساد المستشري والذي كان عبارة عن سياسة ممنهجة للنظام السابق العميل والخائن في سياق تنفيذ ذلك المشروع الدولي الذي قتل الدولة المدنية الحديثة والمشروع الوطني الحقيقي في ١١أكتوبرعام١٩٧٧م وحول اليمن إلى حديقة خلفية وإلى دولة فاشلة ودولة مستباحة وبالتالي اليوم العالم يستغرب وهناك تصريحات للرئيس الأمريكي بايدن عندما سألته إحدى الصحفيات بأن ما يسمى رئيس الوزراء للكيان الصهيوني الغاصب نتن ياهو يوجه لهم الاتهام بهذا الفشل وعدم التدخل المباشر أي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الصراع، فرد عليه قائلا «لم تكن في حساباتنا أن اليمنيين يمتلكون هذه القدرات العسكرية وأنهم سيدخلون هذه المعركة، وقال، كذلك لا أريد أن أضحي بجنودي وعندها سننسحب بأساطيلي وقواتي البحرية» وهذا ما حصل هذا تصريح للرئيس الأمريكي بايدن وموثق في وسائل الإعلام واليوم هذا العدو التاريخي يشعر بحالة من الضعف، وهذا ما نؤكده من خلال فلسفة المعركة العسكرية لابد من التركيز على عوامل القوة ونقاط الضعف، واليوم وفي ظل هذه المرحلة، إسرائيل تشعر بأنها في حالة تشتت وليس لديها قدرة على حسم المعركة وتحاول تستنجد بأمريكا وحلف الناتو.
زمن الحرية
وأوضح المحلل السياسي عبدالرقيب البليط بأنه في يمن الإيمان والحكمة اليمانية والعزة والكرامة الإنسانية والشموخ والانتصار والنصر المبين يواصل اليمنيون دعمهم اللامحدود قيادة وحكومة وشعبا لأخوتهم الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية في غزة ولفلسطين وشعبها وللمسجد الأقصى المبارك، فالجماهير اليمنية الكبيرة تخرج بمسيرات مليونية يمنية حاشدة في العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية الأخرى لتعبر عن دعمها ووقوفها إلى جانب المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ومطالبة قيادتها الثورية والسياسية والقوات المسلحة اليمنية بالقيام بواجباتها العسكرية من خلال الاستمرار في توجيه أقسى الضربات الصاروخية الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة اليمنية إلى عمق كيان العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة لإجباره على إيقاف عدوانه وجرائمه ومجازره البشعة والحصار المفروض على قطاع غزة الفلسطينية وسكانها ومقاومتها- كما تطالب بتنفيذ توجيهات السيد قائد الثورة عبد الملك بدر الدين الحوثي- سلام الله عليه ورضي عنه- في استهداف السفن التجارية الإسرائيلية في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي إما من خلال ضربها أو احتجازها كما حدث مع السفينة الإسرائيلية جلاكسي ليدر التي تمت السيطرة عليها واحتجازها في إحدى موانئ الحديدة.
وأضاف البليط: استهداف السفن التجارية الإسرائيلية في البحر الأحمر بالصواريخ الباليستية اليمنية، والطائرات المسيرة اليمنية البحرية والتي أدت إلى احتراق إحدى تلك السفن، كما تطالب مسيرات الجماهير اليمنية المليونية الكبيرة القيادة الثورية والسياسية والقوات المسلحة اليمنية لتطهير المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي من أي تواجد عسكري لأساطيل بحرية محتلة للقوات الغازية والمحتلة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والأوروبية والإسرائيلية كونها تشكل خطراً على الأمن القومي اليمني والإقليمي وتعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وان تواجدها هو للغزو والاحتلال والاستعمار ودعما لكيان العدو الإسرائيلي وسفنه التجارية والاشتراك معه في عدوانه وجرائمه ومجازره ضد الفلسطينيين والمقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا ومساعدته للتمدد والاحتلال والاستعمار لدول المنطقة العربية والإسلامية كونها أهدافهم القذرة ومأربهم الخبيثة التي يخططون لها منذ الأزل، ولذلك ها هي الدول الاستعمارية والاحتلالية أمريكا وبريطانيا وفرنسا وأوروبا يسعون لتشكيل ما يسمى حلف دولي عربي ليكون داعما أساسيا لكيان العدو الإسرائيلي وسفنهم التجارية ولشن العدوان على اليمن وإيران والعراق وسوريا ولبنان والمدن الفلسطينية وسكانها ومقاومتها.
لكن البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي وبحر عمان ومضيق هرمز ومضيق جبل طارق والبحر الأبيض المتوسط سيكون مقبرة للغزاة والمحتلين ولكيان العدو الإسرائيلي وسفنهم التجارية وأساطيلهم البحرية الحربية المتعددة الجنسيات، كما ستكون قواعدهم العسكرية التي تتواجد في كل دول المنطقة العربية والإسلامية في خبر كان إن لم يسارعوا في لفلفتها وإعادتها إلى دولها قبل فوات الأوان، فإن أنوفهم ستمرغ في التراب والوحل .
المضي في المسار الصحيح
واستطرد البليط قائلا: بالنسبة للنتائج التي حققتها القوات المسلحة اليمنية- القوات البحرية- في استهداف السفن الإسرائيلية التجارية نتائج عديدة منها النتائج الدينية والسيادية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والمعنوية والإعلامية.
فالنتائج الدينية أكدت بأن المسيرة القرآنية ماضية في نهجها الصحيح الذي استمدته من القرآن الكريم وامتثالا لأمر الله الملك جل جلاله وما جاء بقرآنه بقوله تعالى «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم»، وقوله تعالى لا تتخذوا «اليهود والنصارى أولياء لكم من دون الله ومن يتولهم منكم فإنه منهم» كذلك تطبيقا لشعار المسيرة القرآنية الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام، بمعنى أرادت المسيرة القرآنية أن تثبت وتؤكد بأن شعارها هذا ليس مجرد شعار وجد من فراغ، بل شعار يجب أن يكون تطبيقه على الواقع.
فيجب القضاء على كيان العدو الصهيوني وداعميه (أمريكا وبريطانيا وفرنسا وأوروبا)، ومناصرة فلسطين المحتلة وشعبها والمسجد الأقصى المبارك ومقاومتها، والوقوف إلى جانبهم كموقف ديني أخلاقي إنساني أخوي عربي إسلامي لمناصرتهم ضد كيان العدو الصهيوني وداعميه حتى يتم هزيمتهم وتحرير فلسطين المحتلة وشعبها الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك وتطهيرها من دنسهم ورجسهم وللأبد.
أما النتائج السيادية فقد أرادت القيادة الثورية بقيادة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، سلام الله عليه ورضي عنه، والقيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى والقوات المسلحة اليمنية بكل تشكيلاتها المتعددة والشعب اليمني الصامد، تأكيد أحقيتها في سيادتها على المياه الإقليمية اليمنية البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي وأنه لا يمكن لليمن أن تسمح بعبور سفن هذا الكيان الإسرائيلي الغاصب والمحتل لفلسطين بالعبور.
الترجمة العملية لتحذيرات قائد الثورة
من جانبه تحدث الدكتور فرحان هاشم رئيس الدائرة السياسية لحزب شباب العدالة والتنمية قائلا: يمثل استهداف السفن الصهيونية من قبل القوات المسلحة اليمنية في معركة طوفان الأقصى نقطة تحول استراتيجية في مسار الصراع العربي الصهيوني حيث ظهرت اليمن بعد ثورة ٢١سبتمبر ٢٠١٤م أبرز قوى محور المقاومة للمشروع الصهيوأمريكي في منطقتنا، وقد برز الدور اليمني في اهم منطقة جغرافية بالعالم وهو مضيق باب المندب الذي يشكل عامل ضغط كبير لكيان العدو الصهيوني، وقد هدد اليمن بإغلاق الملاحة أمام كيان العدو وترجم ذلك على أرض الواقع من خلال احتجاز سفينة صهيونية ومن ثم انتقل إلى مستوى أكبر من المواجهة حيث استهداف السفن بصورة مباشرة عبر الصواريخ البحرية والمسيرة.
وأضاف: إن اللافت في استهداف السفن الصهيونية هو الترجمة العملية لتحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي واستجابة لمطالب الشعب اليمني العظيم الذي يساند القضية الفلسطينية على كافة المستويات.
القضية الفلسطينية من الأولويات
بدوره أكد المحلل السياسي فضل عباس على أن من اهم الدلالات السياسية والأبعاد العسكرية من وراء استهداف السفن الصهيونية في البحر الأحمر:
1:– إن القضية الفلسطينية قضية مركزية لا يمكن التراجع عن مناصرتها وتعتبر من الأولويات بالنسبة للشعب اليمني خاصة في هذه المرحلة التي سارعت فيها الأنظمة الخليجية وبعض الدول العربية والإسلامية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، كما أن خيار مواجهة الكيان الصهيوني من الثوابت التي تؤمن بها دول وحركات المقاومة في محور المقاومة والممانعة واليمن باعتبارها احد أقطاب هذا المحور، لذلك جاءت عمليات استهداف السفن الصهيونية في اطار المواجهة مع الكيان الصهيوني وضمن استراتيجية تعدد الساحات التي أثبتت نجاحها وبات الكيان الصهيوني يواجه عمليات عسكرية ذات طابع هجومي من داخل فلسطين ومن الجنوب اللبناني ومشاركة الحشد الشعبي العراقي الذي يركز عملياته علي القواعد الأمريكية في سوريا والعراق.
2:– استهداف السفن الصهيونية تعتبر رسالة للشعب الفلسطيني المظلوم من الشعب اليمني عنوانها نحن معكم في مواجهة الكيان الصهيوني كما أن العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد السفن الصهيونية في البحر الأحمر بمثابة تحذير شديد اللهجة لقوى الاستكبار العالمي عنوانها أن خط الملاحة الدولي عبر مضيق باب المندب لن يكون آمنا مادامت غزة تحت القصف الإسرائيلي.
3:- تأتي العمليات النوعية التي تنفذها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسّير والقوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية بعد ما يقارب تسع سنوات من العدوان السعودي الأمريكي علي اليمن دلالة واضحة على مركزية القضية الفلسطينية وهو الأمر اللافت حيث لم يسبق للقوات المسلحة اليمنية أن استهدفت خط الملاحة الدولي في البحر الأحمر طيلة ثمان سنوات من العدوان
4:– العمليات النوعية المتمثلة في استهداف السفن الصهيونية في البحر الأحمر وكذلك استهداف أم الرشراش ( إيلات ) في فلسطين المحتلة تؤكد أن اليمن باتت قوة إقليمية وأحد أهم أقطاب محور المقاومة والممانعة.