في الوقت الذي تمكنت فيه القوات المسلحة اليمنية بحمد الله وفضله من فرض حصار خانق على الكيان الصهيوني في خطوة لفك الحصار على إخواننا في فلسطين ووقف العدوان الصهيوني على غزة وفي الوقت الذي تحقق فيه ذلك الهدف وأصبح الكيان الصهيوني يواجه أزمة كبيرة في تدفق السلع والبضائع إليه وباعتراف الصهاينة أنفسهم الذين تكبدوا خسائر كبيرة كأجور شحن ونقل وتأمين وتوقفت 50 % من أكبر شركات النقل البحري العالمية (MAERSK OOCL – CMACGM-) عن المرور عبر البحر الأحمر وإيصال البضائع إلى الصهاينة بل إن بعض الشركات ألغى أي عملية توصيل إلى موانئ الكيان وحصر التوصيل إلى الموانئ البديلة للدول الأخرى المطلة على البحر المتوسط مما سيضطر الكيان إلى تجزئة عملية الشحن إلى البحر المتوسط ومن ثم إلى الكيان أو أن يسلك الطريق الآخر وهو طريق رأس الرجاء الصالح وبالتالي تتحمل السفينة فترة إضافية تصل إلى 31 يوماً ( تأخير ) وتتكبد قرابة 17 مليون دولار تكاليف إضافية ، إلا أنه وبدلا من أن تقف الدول ( الإمارات – البحرين – السعودية – الأردن ) التي يفترض أنها تجمعها مع إخواننا في غزة روابط الدين والعروبة أو حتى التعاطف الإنساني تفاجأ العالم أجمع بذلك الولاء (الإماراتي –البحريني – السعودي – الأردني ) للصهاينة من خلال تفعيل ومد جسر بري يربط بين الإمارات والبحرين والكيان الصهيوني من خلال المرور بالأراضي السعودية والأردنية وبالفعل وصلت يوم الأحد إلى الكيان الصهيوني شحنة برية طارئة من المواد الغذائية والخضروات محملة من الإمارات ومرت عبر السعودية والأردن ( حتى وإن نفت بعض الدول المطبعة ذلك ) لكن الحقيقة أن الشحنة وصلت واستغرق وصولها قرابة 4 أيام ، وللعلم سبق هذه العملية توقيع اتفاقية مد جسر بري بين الكيان الصهيوني والإمارات والبحرين والسعودية التي وقعت البحرين نيابة عنها .
وتجدر الإشارة إلى أن الإمارات وفي ظل ما يسمى بـ( اتفاقية إبراهام ) وقعت اتفاقية تجارية مع الكيان الصهيوني مكونة من 117 صفحة وقعها عن جانب الإمارات وزير الاقتصاد ( عبد الله بن طوق المري ) ووقعتا عن جانب الكيان الصهيوني ( أورينا باربيفاي ) وزيرة اقتصاد الكيان نصت في بنودها على إنشاء منطقة حرة بين الكيان الصهيوني والإمارات ونصت على مزايا جمركية تصل إلى حد الإعفاء الجمركي وبالتالي فإن الإمارات تنفذ مخططاً صهيونياً أمريكياً يهدف إلى إنقاذ الكيان الصهيوني من الحصار الذي تفرضه القوات المسلحة على ذلك الكيان وأيضا تهدف إلى تحقيق عدة أهداف أهمها إنشاء طريق الهند الذي يربط بين قارة آسيا وأرووبا وأمريكا من خلال المرور عبر الأراضي السعودية والأردنية ومنها إلى الكيان والبحر الأبيض المتوسط ومنه إلى أوروبا وأمريكا.
وللعلم ما تقوم به الإمارات حاليا من محاولة إنقاذ الكيان ومده بالغذاء والدواء والوقود وغيرها من السلع يهدف أيضا إلى تخفيض 80 % من الفترة الزمنية والتكاليف البحرية ناهيك عن أن الناقلات التي ستقوم بالنقل من الإمارات والبحرين إلى الكيان ستتزود بالديزل السعودي الرخيص، كما أن هذه الخطوة تأتي تمهيدا لإنشاء خط سكك حديدية ينقل البضائع والسلع الآسيوية التي ستستوردها السعودية أو التي سيتم تصنيعها في السعودية من خلال إنشاء مصانع (صينية – هندية – آسيوية في السعودية) الأمر الذي سيقلل التكاليف إلى حد كبير ومن خلاله يحاول الصهيوني والأمريكي الخروج من أي ضغط يتعرض له في البحر الأحمر، كما يهدف من جهة أخرى إلى تدمير ممنهج لقناة السويس ومحاولة إيجاد قناة مستقبلية بديلة هي ( قناة بونجريون ) تتم الاستفادة منها في حال اكتمل المخطط الصهيوأمريكي والذي سيتم تنفيذه بأيد وأموال سعودية عبر المشروع المسمى ( نيوم ) لكن كما قال تعالى ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) .
* خبير اقتصادي