الثورة نت|
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن موضوع الشهداء ليس موضوعاً عابراً، وإنما رئيسي وإستراتيجي، وذو أهمية كبيرة، والاحتفاء بهم له دلالاته الدينية والأخلاقية والقيمية.
وأشار الدكتور بن حبتور، خلال مشاركته اليوم في الفعالية الختامية للذكرى السنوية للشهيد 1445هـ في جامعة العلوم والتكنولوجيا وملتقى الطالب الجامعي، إلى أن سنوية الشهيد من أهم الأيام التي نتذكر فيها الشريحة الأفضل والأكرم والأعظم من الجميع، وإحياء سيرتهم العطرة، ورعاية أبنائهم وأسرهم، وكل من له صلة بهذه الشريحة الكريمة.
وأوضح أنه لا يمكن أن يتم ذكر الشهداء إلا بالاعتزاز والإكبار، والعمل على تخليد ذكراهم العطرة وسيرتهم البطولية، والحفاظ على أسرهم ورعايتها وتطوير المؤسسات، التي تعمل من أجل ذوي وأسر الشهداء.
وعبّر عن الشكر لرئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام، وكل من ساهم في إعداد الفعالية الختامية لذكرى الشهيد، وللطلاب الذين يتفاعلون مع الحدث السنوي، الذي يمثل أهمية كبيرة في الجمهورية اليمنية.. مبيناً أن اليمنين قدموا أفضل ما لديهم من طاقات، وهم الشباب الذين ارتقت أرواحهم في عموم جبهات الدفاع، والانتصار للوطن.
وقال: “نُحيي ذكرى شهدائنا العظام، وهناك شهداء في فلسطين ترتقي أرواحهم إلى بارئها، منذ انطلاق معركة ‘طوفان الأقصى’ المباركة، وصل عددهم حتى اليوم إلى أكثر من 18 ألف شهيد معلن عنهم، فيما لا يزال سبعة آلاف تحت الأنقاض مفقودين وغير معروف مصيرهم”.
وأضاف الدكتور بن حبتور: “الحروب والمؤامرات والدسائس والإفساد في الأرض هي صناعة يهودية – صهيونية في الأساس، ولذا لا غرابة أن نراهم اليوم يرتكبون تلك المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ويعملون بكل الوسائل لإضعاف الأمة وإغراقها في دوامة الصراع كامتداد لنهجهم الخبيث عبر التاريخ، ليس ضد المسلمين فحسب بل ضد البشرية جمعاء”.
ولفت إلى أن “اليمن يقوم بواجبه الإسلامي والأخلاقي والإنساني لنصرة غزة، ولا ينتظر من أحد شكره على ما يقوم به؛ لأنه جزء من مبادئه وقيمه وأخلاقه وشيم أبنائه وثقافتهم القرآنية والمسؤولية تجاه فلسطين، لا سيما المستضعفين منهم والمظلومين”.
وشدد على أنه “لا يمكن لأي إنسان حر أن يرى أشلاء أطفال غزة وحالة القتل والتدمير الشامل، الذي تقوم به الآلة العسكرية الإجرامية، ويظل صامتاً أو لا يتخذ موقفا ضد هذا الصلف إلا من مات ضميره أو باع نفسه للصهاينة”.
واعتبر يوم السابع من أكتوبر الماضي منعطفاً إستراتيجياً مهماً في معركة التحرير للأراضي العربية المحتلة، وعملاً جوهرياً لإسقاط المشروع الاستيطاني الصهيوني العالمي، وإعادة الأرض إلى أهلها الحقيقيين.
واختتم رئيس حكومة تصريف الأعمال كلمته بالقول: “الفلسطينيون شعب شجاع ومقاوم، قاوم المحتل الإسرائيلي بمختلف الوسائل، وصولاً إلى معركة اليوم، التي يخوضها ببطولة كبيرة وتكتيك عسكري رفيع”.
من جانبه، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة تصريف الأعمال، حسين حازب، أهمية إحياء ذكرى سنوية الشهيد لاستلهام دروس العزة والكرامة والتضحية والاستبسال في نصرة الحق والدفاع عن اليمن وسيادته واستقلاله.
وأشار إلى معاني ودلالات الشهادة في سبيل الله؛ باعتبارها منزلة ومقاماً وفوزاً عظيماً.. مبيناً أن ثقافة الشهادة والاستشهاد عززت الصمود والثبات اليماني في مواجهة 17 دولة، ووصلت إلى إرسال الطيران المسيّر والصواريخ الباليستية لدك معاقل الاحتلال الصهيوني.
وقال: “لا نستطيع إيفاء الشهداء حقهم؛ كونهم ضحوا بأرواحهم؛ دفاعاً عن الأرض والعرض، فهم منارة الهدى للأجيال، وتضحياتهم أثمرت نصراً وقوة وتمكيناً، وتوّج ذلك بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني الغاصب”.
ولفت الوزير حازب إلى أن المعركة مع اليهود بدأت في اليمن منذ إطلاق الشهيد القائد شعار الصرخة في عام 2001م، ما أشعر أمريكا بقلق وخطر، وجعلها تشن ست حروب ضروس عبر أذنابها في المنطقة، وتبعتها بحرب شاملة استهدفت مقدرات اليمن على مدى ثماني سنوات.
وعبّر عن الفخر والاعتزاز بصمود الشعب الفلسطيني عبر تنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، التي أذهلت العالم.. مشيداً بثبات واستبسال المقاومة في غزة، وتمسك أبناء القطاع بأرضهم، ودعمهم للمقاومة، رغم ما يتعرضون له من جرائم تفوق في فظاعتها كل وصف.
وشدد حازب على أهمية دور الجامعات في ترسيخ الوعي للأجيال بأهمية القضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة وأساسها، وتوضيح مخاطر ومساعي اليهود والاحتلال الصهيوني، الذي تم غرسه في قلب الأمة منذ 1948م.
وفي الفعالية، التي حضرها وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال ،الدكتور حميد المزجاجي، أشار نائب وزير التعليم العالي، الدكتور علي شرف الدين، إلى مفهوم الشهادة والاستشهاد، التي عززت من الصمود الأسطوري للشعب اليمني وقواته المسلحة في مواجهة تحالف العدوان، وأثمرت اليوم عزة ونصراً وقوة وتمكيناً، على الأعداء.
وقال: “مفهوم الوسطية في الإسلام هي الأفضلية، وخير الأعمال هي أفضلها والتضحية والاستبسال والجهاد في سبيل الله هي أفضل سلاح لمواجهة أعداء الأمة”.
بدوره، أكد عضو حركة الجهاد الفلسطينية في صنعاء، الدكتور مجدي عزام، أن قدر فلسطين أن تدافع عن خيبة أمل الأمة وقدر اليمن أن يدافع عن العروبة بهويته الإيمانية وعروبته، وبحكمته التي شهد لها النبي الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم.
وأوضح أن المقاومة في فلسطين أشتد ساعدها بعدما دخل اليمن في الحرب مباشرة.. وقال: “لم تهمنا أمريكا وسطوتها على دول الجوار المطبّعة، ولم نخشَ إسرائيل التي تُعد سادس دولة في العالم من حيث القوة”.
وأضاف: “قيض الله للأمة قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين والحوثي، الذي وعد فأوفى؛ عندما قال لم تمنعنا الحدود الجغرافية عن خوض المعركة كتفاً بكتف مع فلسطين”.. مؤكداً أن اليمن أصبح رقماً صعباً بعد ثورة الـ21 من سبتمبر قراره ينبع من ذاته.
من جهته، أشار رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا، الدكتور عادل المتوكل، إلى أن إحياء ذكرى الشهيد لتخليد مآثر الشهداء وتكريم أسرهم ورعايتها؛ عرفاناً بتضحياتهم في الدفاع عن عزة وكرامة الوطن ودحر الغزاة والمحتلين.
وأكد أن الشهداء سطروا أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء في مواجهة قوى العدوان، التي أثمرت عزة ونصراً وحرية للشعب اليمني وتمكيناً حربياً، وتصنيعاً عسكرياً، وتطويراً في مجال التعليم العالي.
في حين استعرضت كلمة ملتقى الطالب الجامعي، التي ألقاها الطالب عبدالقادر المنصور، دلالات ومعاني الشهادة والاستشهاد والتضحيات، التي قدمها الشهداء في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض والوطن وتحريره من دنس الغزاة والمحتلين.
تخللت الفعالية، التي حضرها نواب ومساعدو رئيس الجامعة والأمين العام وعمداء الكليات، قصيدة للشاعر عبد السلام المتميز، عبّرت عن الموقف اليمني والمشاركة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة في مواجهة الكيان الصهيوني، وأوبريت بعنوان “ملامح النصر” أداء أشبال دار رعاية الأيتام، تلاها تكريم أسر الشهداء من منتسبي الجامعة.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال اطلع على التجهيزات الحديثة للأستديو الإذاعي والتلفزيوني التابع لقسم الإعلام في الجامعة، والمجلات الصادرة عن الجامعة، والمتخصصة في مجالات “الشؤون الطبية، والهندسة والتكنولوجيا ومجلس العلوم الإنسانية”.