(إسرائيل).. البحث عن انتصار وهمي!!!

علي محمد الأشموري

 

 

بعد الهدنة القصيرة بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي رأينا مشاهد مروعة ومقززة للمجازر والمذابح التي ترتكب في حق أبناء غزة والشعب الفلسطيني من قبل جيش الاحتلال الذي احرق الشجر والحجر وأباد الأطفال والنساء بهستيريا جنونية لم يحدث مثلها في فيتنام أو ناجازاكي أو حتى الحرب العالمية الثانية، دمار في طوباس وخانيونس ومدينة غزة بصورة وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، وحتى كتابة هذه الأسطر شهدت محافظة غزة اشتباكات فيما يسميها جيش الاحتلال (المرحلة الثالثة) من التوغل البري.. هي الأعنف، طالت رفح وسكانها وخانيونس ومختلف قطاع غزة بعد أن سيطرت المقاومة على القطاع وحققت المقاومة بكافة تشكيلاتها واقعاً جديداً، فانقلب السحر على الساحر وارتفع عدد قتلى الجيش الصهيوني الذين سقطوا في كمائن لم يكن يتوقعها.. ويبدو أن المغامر والمقامر والخائف من المحاكمة على فشله في تحقيق أهدافه (نتنياهو) الذي يحاول تطويل أمد الحرب رغم أنهُ يعلم علم اليقين بأن جيش الحرب قد هُزم وتلقى ضربات الهجوم والطائرات المسيرة والصواريخ المنطلقة من غزة ومحور المقاومة التي اشعلت صافرات الإنذار في انحاء المستوطنات وفي تل أبيب، فقتل نجل عضو مجلس الحرب في مستوطنة المنارة، وغيرها من المناطق المحتلة التي تفصل بين الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، وخلال الثلاثة الأيام الماضية دكت صواريخ المقاومة اللبنانية والقسام 135 آلية للاحتلال، فالهدن لم تعد مجدية بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، بل الوقف الفوري وانهاء الحرب، وهو ما ستناقشه دول عربية وإسلامية في مجلس الأمن، كما أن حزب الله كانت له اليد الطولى ضد جيش الاحتلال.. الأمر الذي اظهر عنصرية وكراهية المتطرف بن غفير الذي اوعز بحقد إنزال الأسرى الفلسطينيين إلى الأقبية والسجون السرية، فحسب رأيه فإن أولئك الأسرى لا يستحقون ضوء الشمس وما رواه القطان (عبر شاشة العالم) من تفاصيل مرعبة تهتز لها المشاعر.
وما حققته اليمن من ضربات متوالية وحجز سفينة جلاكسي ليدر في المياه الإقليمية اليمنية واقتيادها إلى الميناء اليمني وتوجيه عدة ضربات إلى أي سفينة مملوكة لإسرائيل أو من يساندها في البحرين الأحمر والعربي نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم وحتى يتوقف العدوان على غزة.
وبهذه الحرب المجرمة التي بدأت في السابع من أكتوبر، فقد وصلت أعداد الشهداء الفلسطينيين الى اكثر من 17 ألف شهيد فلسطيني ما بين مدنيين كبار في السن وأطفال ونساء واستهداف مباشر للصحفيين والإعلاميين وأطباء الكثير منهم من ارتقوا مع أسرهم فمسحوا من السجل المدني الفلسطيني، زد على ذلك جرائم الاحتلال المخفية (أكلة لحوم البشر)، فقد كُشفت مكالمات بالصوت والصورة للمتطرفين الصهاينة قيامهم بأبشع الجرائم في تجارة الأعضاء البشرية وفاقت الأعداد أمريكا نفسها، فالعدوانية تكمن في أعداد المفقودين ونبش القبور واخذ الأعضاء وتصديرها إلى أمريكا ودول الغرب واختفوا بلصوصية الكيان حتى من القبور.
فما تتعرض له مدينة غزة والمربعات في الجنوب أو الشمال والطرقات والمشافي ومدارس الإيواء من مذابح ومجازر تفوق ما حدث في تاريخ الحروب القديمة والحديثة، وإلقاء عشرات الأطنان من القنابل الفسفورية المحرمة دولياً على المدنيين.. وهناك دعوات من مجلس الأمن الدولي ومنظمات الصحة العالمية والمنظمات الحقوقية لتشكيل فريق طبي محايد للكشف عن نوعية القنابل والصواريخ الحارقة التي تقذفها طائرات الاحتلال على قطاع غزة، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه فإن شرارة هذا الاعتداء الهمجي وهذه الحرب القذرة ستمتد إلى حرب إقليمية وقد تتصاعد إلى حرب عالمية.
ظهرت إحدى الإسرائيليات الغاضبات وارتفع صوتها مع أحد الجنرالات وهي تحمل العلم الفلسطيني وتصرخ بالعبرية (انا دمي فلسطيني) ونادت أخرى بأعلى صوتها للرؤساء العرب والمسلمين (أعيرونا مدافعكم لا مدامعكم)، لأنها تعلم جيداً ان أصحاب المعالي والسمو أصبحوا (شخشيخات) في يد مجرم الحرب (النتن).
نحن في الشهر الثالث ومازالت الجرائم ترتكب بحق إخواننا الفلسطينيين والمدنيين العزل والأطفال والحوامل والشيوخ، يلوح في الأفق النصر المؤزر للشعب الفلسطيني الشقيق ومقاومته الباسلة، فقد كانت المهلة التي أعطت ضوءها الأخضر وشاركت فيها أمريكا بعتادها وعدتها والغرب الموحش والصهاينة بعقيدتهم النازية ضد الطفل والمرأة والشيخ المسلم، والغرض من خلال معطيات هذه الحرب هو طمس القضية الفلسطينية وإبادة أهالي غزة إما بالقتل أو التهجير أو التجويع أو العطش..
فالكيان المحتل لم يحقق أي هدف، أو حتى أبسط أهدافه، سوى قتل المدنيين وضرب الأبراج السكنية فوق رؤوس ساكنيها وإخراج المستشفيات عن الخدمة، حتى لم تسلم ألواح الطاقة الشمسية من حقده الدفين ولم تسلم مدارس الإيواء والأونروا وأصحاب الأقلام والعدسات الناقلة للحقيقة الذين يفوقون المائة بالإضافة إلى الطواقم الطبية والمشافي (المعمداني والشفاء والناصر والأندلسي وغيرها) في خطوة توحي وتظهر حقد بني صهيون الدفين ضد السكان الأصليين، فهل هذه قواعد حرب؟
اليوم أمريكا ببوارجها وراجماتها الصاروخية وقنابلها قد انهارت أمام ضربات المقاومة..
الشعب الفلسطيني يعيش حصاراً برياً وبحرياً وجوياً ويتعرض لجرائم حرب بشعة، فالمعابر مغلقة ولا يصل من المساعدات الإنسانية إلا النزر اليسير.
المقاومة والشعب الفلسطيني في كافة القطاعات وخاصة قطاع غزة يفتقرون إلى المشتقات النفطية والمأكل والمشرب والدواء والتدفئة لزوم البرد القارص، هذا هو الشق الآخر من محاولة انتزاع نصر وهمي بعد أن فشل الكيان الصهيوني في تصفية حماس وقادتها وحركات الجهاد الإسلامي والقضية الفلسطينية برمتها ولم يحقق سوى خيبة الأمل، وتكشفت أقنعة الزيف وتلفيق التهم أثناء الهدنة وتبادل الأسرى، حيث صرحت أكثر من رهينة ومحتجزة عكس ما كان يشيعه الكيان الإسرائيلي.. بحسن المعاملة والمأكل والمشرب والدواء من قبل المقاومة الفلسطينية حماس، الأمر الذي دفع (النتن) إلى منع التصريحات من المفرج عنهم من المحتجزين أثناء تبادل الأسرى، فبدأوا يشيعون أسطواناتهم المشروخة بعد أن عرف العالم حقيقة هذا الكيان وشعرت أوروبا بالخسارة وما زالت نتيجة انحيازها للكيان (اللقيط) و(شذاذ الآفاق) الذين غرست في نفوسهم الكراهية والحقد والانتقام حتى على الأطفال الرضع.. وهاجر عكسياً اكثر من نصف مليون إسرائيلي من أصحاب الجنسيات المزدوجة إلى خارج فلسطين حتى اللحظة وبدأت وتيرة التذمر ترتفع في الداخل الإسرائيلي بضرورة تحرير الرهائن ومن السلوك الشاذ والإجرامي بحق أبناء الأرض الأصليين وبدأ (الشيكل) بالتراجع بشكل مخيف، فأغلقت المصانع وانحسرت السياحة إلى ادنى مستوى وأصبحت صفر من الخارج، فقد خسر الكيان مئات المليارات من الدولارات ومعه المشاركون وعلى رأسهم الولايات المتحدة المقبلة على انتخابات، واصبح (النتن) منبوذاً في الداخل الإسرائيلي والكل يبحث ويجمع تسجيلات لخصمه ليظهر لمحكمة الجنايات الدولية أنهُ بريء من هذه الحرب في حال انتهائها وبايدن يترنح مع حزبه الذي سيكون خارج اللعبة الرئاسية الانتخابية.
فالاحتلال الصهيوني هم الحيوانات ومحور المقاومة هم الحضاريون اما الذباب الالكتروني الذي يشيع بأن حركة المقاومة الإسلامية حماس ترتكب جرائم تمس الأخلاق والشرف فالواقع قد كشف المستور والتلفيق لتلك الذباب التي ظهرت على الفضائيات حتى وإن قطع الكيان وسائل التواصل الاجتماعي بين الفينة والأخرى لتغطية جرائمه المزرية، فقد سقط الأخير في نفق التزييف والدجل والكذب وتبرأت الإنسانية من هذا الكيان.
أما الداعم الأمريكي البريطاني الإسرائيلي وما حدث من قبل الكيان من سخط ضد الأمين العام للأمم المتحدة خير دليل على انكشاف اللعبة والمخططات الجهنمية التي لم يستطع الكيان تنفيذ أي شيء منها.

قد يعجبك ايضا